هنية ينتقد واشنطن وأولمرت يضع شروطا أمام حكومة الوحدة
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن موقف واشنطن من حكومة الوحدة الوطنية لا يزال يتصف بالسلبية رغم التوافق الوطني الفلسطيني، معتبرا موقفها "غير مبرر على الإطلاق".وعبر هنية في الاجتماع الأسبوعي للحكومة الفلسطينية عن أسفه لأن الإدارة الأميركية لا تزال تتعامل بالمنطق القديم القائم على المقاطعة والعزلة وهو "الأمر الذي ثبت فشله"، على حد قوله.من جانبه دعا المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس الإدارة الأميركية إلى الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية واحترام إرادة الشعب الفلسطيني "وعدم وضع عراقيل أمامها".موقف متزمت
المواقف الفلسطينية هذه جاءت بعد ساعات من المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس، في ختام اجتماع ثلاثي ضمها في القدس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.ولم تتحدث رايس عن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي اتفقت عليها مؤخرا حركتا حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، واكتفت بالإشارة إلى أن كلا من عباس وأولمرت بحثا في الاجتماعات موقف اللجنة الرباعية "التي تؤكد على أن أي حكومة للسلطة الفلسطينية يجب أن تتعهد بعدم اللجوء للعنف والاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات والالتزامات الموقعة بما فيها خريطة الطريق".
من جانبه جدد أولمرت عقب المحادثات رفضه التفاوض مع حكومة فلسطينية لا تعترف بإسرائيل ولا تلبي بقية شروط اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط.
وقال "على الحكومة الفلسطينية أن تقبل شروط الرباعية، وهي الاعتراف بالاتفاقات السابقة وتطبيقها والاعتراف بوجود إسرائيل كدولة يهودية ووضع حد نهائي لجميع أشكال العنف".
كما اشترط أولمرت الإفراج الفوري عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أسرته فصائل مقاومة فلسطينية في يونيو/ حزيران الماضي في قطاع غزة.
لكن أولمرت استدرك قائلا إنه مصمم على الحوار مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الجهة الوحيدة التي يمكن التحاور معها هي الرئيس عباس الذي قال إنه منتخب من الشعب الفلسطيني.
وكان أولمرت أكد قبل الاجتماعات تطابق الموقفين الأميركي والإسرائيلي إزاء حكومة الوحدة، كما هددت رايس بحجب المساعدات الأميركية الـ86 مليون دولار، التي كانت الإدارة الأميركية وعدت بتقديمها للرئاسة الفلسطينية للمساعدة في تدريب وتجهيز قوات الأمن التابعة لها.
مبدأ "الدولتين"
من جهة أخرى قالت رايس إن أطراف الاجتماع الثلاثة اتفقوا على التزامهم بحل "الدولتين"، واتفقوا على أنه ليس بالإمكان قيام دولة فلسطينية وسط "الإرهاب والعنف".
وقالت إن عباس وأولمرت تبادلا وجهات النظر بشأن الأفق السياسي والدبلوماسي وكيفية التوصل من خلال ذلك إلى تحقيق رؤية الرئيس جورج بوش بشأن الدولتين"، كما اتفق الرجلان على اللقاء مجددا، وتوقعت رايس أن تعود هي نفسها للمنطقة قريبا للمساعدة في تسهيل الجهود الرامية إلى تجاوز العقبات وحشد دعم إقليمي ودولي والتقدم نحو السلام.
أكاذيب وأوهام
وفي إطار ردود الفعل على الاجتماع رأي النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع أنه ينبغي عدم التعويل على مثل هذه الاجتماعات.
وقال الصانع في تصريحات لمراسل الجزيرة نت في القدس إنه قبل عام كانت حماس خارج السلطة، "فماذا قدمت أميركا وإسرائيل للشعب الفلسطيني؟".
ودعا السلطة الفلسطينية لترتيب الشأن الفلسطيني وعدم المراهنة على "أكاذيب وأوهام".
من جانبه قال عضو اللجنة الخارجية والأمن النائب العمالي رئيس الموساد السابق داني بتوم للجزيرة نت "لو كنت مكان أولمرت لبادرت باتخاذ خطوات حقيقية لتقوية الرئيس عباس وبعث الأمل لدى الفلسطينيين بالسلام".
ورجا بتوم في حديثه مع الجزيرة نت أن تنحو حركة حماس نحو "الاعتدال" نتيجة مشاركتها في حكومة الوحدة مع حركة فتح.
المصدر