بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين .. محمد ابن عبد الله .. وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين
وبعدُ فإني أحييكم بتحية الإسلام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو في بداية هذا الموضوع أن يكونَ خفيفَ ظلّ ٍعليكم .. وأن لا يكونَ بينَ أفواجِ الهمومِ غـُمّة .. أو في جبال الغموم ِ قــِمّة ..
واللهَ أسألُ أن يقصي عنه عيونَ " المخبرين " .. والأذنابِ والمرتزقةِ والمجرمين .. والعملاءِ والخونةِ والمُـنحَـلــّين ..
ولا أنسى من هؤلاء جميع المطبلين والمصفقين والمثبطين والمندسّين ..ومن تبعهم وتولاهم بإساءةٍ إلى يومِ الدين .
==========================================================
سألَ ملكٌ ظالمٌ ولدَهُ قبل وفاته وبعد أن شعرَ بدنوّ أجلهِ فقال :
ماذا عساكَ تفعلُ من بعدي أي بنيّ ؟
قال : أغنمُ مالكَ .. وأحكمُ بحكمكَ بعد أن أتربّع على عرشكَ .. فإنهُ واللهِ نعمَ الحكم .. فلا قيامَ فيهِ بعد الجلوس أبداً .. والولاءُ لي في ظلهِ سرمداً .
فقال الملكُ : وماذا عساكَ فاعلٌ في أمرِ الرعيـّة ؟
قال : رعيتي رعيـّـتك من المال ِوالذهب .. فسبحانَ الله الذي أعطى ووهب .. فهي في الخزائن وفي أمنعِ الأماكن .. ولن يصلَ إليها من الثقلينِ كائن !
فقال الملك : وماذا ستفعلُ في أمرِ القوم ؟
قال : أبتاه .. إنكَ تعلمُ بأنني فطنٍ لمــّاح .. ولكني واللهِ لا أخفي عنكَ سـِرّاً وإن طالَ صمتي دهراً .. فلا عتبَ عليّ أو لوم .. فحدثني من فضلكَ ماذا تقصدُ بالقوم ؟
فقال الملك : إنهم الناسُ أي بنيّ .. هل أدركتَ ؟
قال : ليس بعد .
فأخذ الملكُ يقرّب له الأمر على طريقته ..
فقال الملك : فانظر لهم أي بنيّ .. أفرأيتَ إن كانوا سفينة ً ؟
قال : نعم .. سأكونُ الرُبــّان .
فقال الملك : أفرأيتَ إن كانوا عبيداً ؟
قال : نعم .. سأكونُ السلطان .
فقال الملك : أفرأيتَ إن كانوا قروداً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال : نعم .. سأكونُ - بعون الله - (( طرزان )) !!!![]()
==========================================================
مشى الطاووسُ يوماً باختيالٍ .... فقلـّـدَ شكلَ مشيتهِ بنوهُ
فقال: علامَ تختالون؟ قالوا : .... بدأتَ بهِ ونحنُ مقلدوهُ
فخالف سيركَ المعوجّ واعدل .... فإنـّـا إن عدلتَ معدّلوهُ
أما تدري ، أبانا ، كلّ فرعٍ .... يجاري بالخطى من أدّبوهُ ؟
وينشأ ناشئ ُ الفتيانِ فينا .... على ما كانَ عوّدهُ أبوهُ
==========================================================
أحدُ الزملاءِ من إحدى الدولِ العربية ( بدون أسماء ) .. كانَ في طريقهِ إلى الجامعةِ كالمعتاد ..
وهو شابٌ ملتزمٌ .. يعفي لحيته ويرتدي زيّ السُنــّة .. فاعترضتهُ في طريقهِ سيارة غريبة فاضطر للوقوف ..
فتقدم منه شابٌ طويل القامة .. قويّ البـُـنية .. نزل من تلك السيارة وعرفــّهُ بنفسه قائلاً " أمن دولة " !
ذهلَ صاحبنا مما سمعت أذناه .. فسألهُ ذلكَ الشاب قبلَ أن يتمّ ذهوله : ما بالكَ تعفي لحيتك ؟
قال صاحبنا : سأصدقكَ القولَ يا سيّدي .. وأنتَ أعلمُ مني بالتمرّد والمتمردين ..
قال : نعم
قال صاحبنا : فهذه بعض الشعيراتِ قد تمرّدت على وجهي وذقني ونمت فيهِ واللهِ دونَ إذني !!
قال : ولماذا لم تحلقها ؟
قال صاحبنا : يا سيّدي .. إنها في وجهي الآن على ذِمّةِ التحقيق .. ولم يصدر في شأنها أيّ حكمٍ بعد !
قال : وماذا تراك فاعل ؟
فما كانَ من صاحبنا إلا أن رفعَ كفيه إلى السماء وقال : اللهمَ احفظ جميعَ حكــّام العرَب .. واحفظ كراسيهم من التلفِ والعطـَـب .. وأبعد عنهم السّقمَ من إسهالٍ أو حمّى أو جـَرَب ..
اللهم إنني عليهم غيور .. وحبهم في داخل القلبِ محفور .. فجنبهم اللهمَ انفلونزا الطيور ..... وما ان أتمّ دعاءهُ وتلفت حولهُ فوجدَ الشابَ قد تركه وذهب .
==========================================================
لا يبلغ المجدَ أقوامٌ وإن كـَـرُموا .... حتى يُذلــّوا وإن عزّوا لأقوامِ
ويـُشتمُوا فترى الألوانَ مُسفرةً .... لا عفوَ ذُلّ ٍ ولكن عفوَ أحلامِ
==========================================================
بعد الذي جرى في المسجدِ الأقصى مؤخراً من عمليات حفرٍ وهدمٍ من قبل الصهاينة المحتلين .. رأيتُ الجميعَ يستنكرُ ويدين ما يجري ..
ولكن لم يكونوا أفضلَ مني على أيّ حال .. فقمتُ بالاستنكار والإدانةِ بشدةٍ أكثر .. حتى أنني كنتُ أدخلُ " الشجب " للأمر في بعض الأحيانِ إن دعت الظروف !!
وفكرتُ مليّاً بإنشاءِ قسمٍ خاص ومستقل يدرج تحت المنتديات العامة هنا نسميه قسم الشجب والاستنكار .. حتى نشجعَ هذه الهواية وننمي المواهبَ فلدينا عددٌ لا يستهانُ به منها ولا تجد ، للأسف ، من يتبنـّـاها !![]()
وخلال تفكيري ومشاهدتي للتلفاز انزلقَت إبهامي ( خطأ ) على قناة ٍحكومية رسمية تابعةٍ لإحدى الدولِ العربية ( بدون أسماء أيضاً ) ..
وإذا بمذيعٍ يجلسُ على كرسيّ في مسجد وأمامه عدة مكبرات صوت ( ليس واحداً ) .. ومن حوله تنتشر العدسات المصورة ورجال التصوير ..
وإذا بالرجلِ يتحدثُ عن الأقصى !! .. في هذه اللحظةِ ( فقط ) تنازلتُ عن التفكير بالشجب والاستنكار لأسمع كلام الرجل .. فإن كانَ موهبة ً جديدة فكرتُ بتبنيه !
وإذا بهِ يمدحُ ويثني على حاكمه ويدعو له بالخير والتوفيق وطول العمر ..
أقسمُ أنني سمعتُ كلمة ( الأقصى ) فما الذي يقوله هذا الرجل ؟!! ..
فأتمّ كلامه وإذا بحاكمهِ قد خرقَ المعهود بالكرمِ والجود .. ولم يكتفِ بالشجب والاستنكار والتنديد ولم يقدم الوعود ويقطع على نفسه العهود .. !!
فقد رأى آلاتَ الهدمِ تحيط ُ بالمسجدِ الأقصى فرقّ قلبه .. وهمت عينه .. ولاحظوا باللهِ عليكم ما الذي فعله هذا الحاكم ؟! نعم فعل ..!!!
أرسلَ منبراً جديداً للأقصى !!![]()
وإذا بالمذيعِ يركزُ ويشددُ على أنّ المنبرَ بأموالِ بلاده ومكرمةِ حاكمهِ .. وقد اضطر للتوضيحِ فقط أن المنبر قد ذهب للــ " أقصى " ..
ملاحظة : المسجدُ كان ممتلئاً بالناس .. العاديين وغير العاديين .
سنفكر لاحقاً بقسمٍ جديد للتنفيس بعد سماع مثل هذه القصص .. وقد يكون فرعياً في قسم الشجب والاستنكار .
==========================================================
كلّ قلبٍ حملَ الخسفَ وما .... ملّ من ذلّ الحياةِ الأرذلِ
كلّ شعبٍ قد طغت فيهِ الدِما .... دون أن يثأرَ للحق الجَلي
خــَلـّهِ للموتِ يطويهِ فما .... حظــّـُهُ غيرُ الفناءِ الأنكلِ
==========================================================
من المشاهدِ والصور المعبرةِ التي سأكتفي بوصفها كما شاهدتها أو سمعتُ عنها ..
شابٌ عربي " مسلم " كان يمشي في الشارع مع صديقته " اليهودية " .. فسمعَ بنبأ انفجارِ الحافلةِ في مدينة " الخضيرة " والذي كان قبل عامين أو أكثر جرّاءَ عمليةٍ إستشهادية ..
فلم يمتلك الشاب نفسهُ من الفرح والسرور بعد سماعه ذلك النبأ .. فما كانَ منهُ إلا أن عانق صديقته و " طبعَ " قبلة ً على خدّها وهتف : الله أكبر .. النصرُ للمسلمين .. !!![]()
==========================================================
شابٌ آخر .. كان يسيرُ في مظاهرةٍ .. وذلك بعد أن امتدت " موضة " المظاهرات إلى بلادنا .. وكنتُ أسيرُ خلفهُ فيما كان يحملُ علماً كبيراً كتبت عليه عبارات كثيرة ..
" الله أكبر " .. " الإسلام هو الحلّ " .. " الجهاد سبيلنا " .. وكانَ يهتفُ بها بصوتٍ عال ..
فأذن المؤذنِ معلناً دخول وقتِ صلاةِ العصرِ فدخلنا المسجدَ فدخل معنا وصلى .. فكانَ ينحني كثيراً حتى يكادُ يهوي في الركوع ..
فالتمستُ له العذرَ لعلّهُ مريض ..
فذهبتُ لمصافحتهِ فورَ انتهاء الصلاةِ وإذا به يحملُ في رقبتهِ طوقاً غليظاً من الذهب !!
" إذا عُرفَ السبب .. بــَطــُلَ العجب "
لم أدقق في عياره ولكنه كان يلمع بشدة !![]()
==========================================================
كم من ذكورٍ هم بنو .... عربٍ وليسوا بالعربْ
يتبرّجونَ تبرّجاً .... في كلّ أنملةٍ ذهبْ
سـِـيــّان هم ونساؤهم .... فكأنهم هشّ الحطبْ
لا يدفعونَ عن الحِمى .... غزوَ العدوّ إذا وثبْ
يا قوم هـُبـّوا هبة الــ .... بركانِ زمجرَ واصطخبْ
فالثأرُ يؤخذ ُ عنوة ً .... لا بالتفاوضِ والطلبْ
واليعربيّ متى تفرنج .... فهوَ منقلـِبٌ ذَنـَـبْ
==========================================================
جرت انتخاباتٌ في إحدى الدولِ العربية .. وكانت بمرشحٍ واحد .. !!
فأقبلَ الناسُ يدلونَ بآرائهم وتجمعوا فشكلوا طابوراً طويلاً حتى فتحت الصناديق " الوهمية " ..
فدخلَ الأولَ فوجد أمامه على الأوراق سؤالاً .. هل أنت راضٍ عن الحاكم ؟
نعم أم لا ..
فقام بالإشارة إلى " لا " .. ووضع الورقة في مغلّفٍ أغلقه وأحكم إغلاقه وخرج ليضعه في الصندوق فاستوقفه أحدُ المهذبين وقال له :
إنّ وظيفتي هنا أن أخدمكَ وأساعدك .. فعليك أن تفتح المغلّف كي أتأكد من مكان إشارتك وطريقة كتابتك وفيم كنت تفكر وما يدور في رأس من هم في حالتك !! للمساعدةِ وبعض النصائح ليس إلا .
فتح المغلف وإذا بها علامة ( V ) في مربعٍ تحت " لا " .. فألقيَ القبضُ عليه بتهمةِ " الخيانة " ..
ونادى منادٍ : التالي ..
فـَـهـِـمَ " التالي " ما جرى .. فدخلَ وأشار لــ " نعم " .. وأثناء تقدمه نحو الصندوق استوقفه ذات الشخص " المهذب " يريد مساعدته ..
فتح المغلف فوجد ( X ) تحت " نعم " .. فقال :
التحليلُ الأوليّ يفيد بأنكَ كتبتها رغماً عن نفسك .. ودليلُ ذلكَ أنكّ اخترت X ولو كان غير ذلك لاخترت إشارة أخرى تليق بمقام الحاكم !!
فألقيَ القبضُ عليهِ بتهمةِ " الولاء الكاذب " ..
ونادى منادٍ : التالي ..
ففكر الثالث كيف ينجو بنفسهِ .. فدخلَ ومكث طويلاً في الغرفةِ وبعد أن خرج استوقفه نفس الرجل وطلب منه فتح المغلف ..
ففتحه وإذا به قد جرح يده وأشارَ تحت " نعم " بدمائه وهو يهتف ويردد ويقول :
زعيمنا زعيمنا .... أنت المنى أنت المنى
أنت الزعيمُ الأوحدُ .... تحظى بحب قلوبنا
يا نورنا يا شمسنا .... فداكَ كلّ دمائنا
زعيمنا زعيمنا .... أنت المنى أنت المنى
فسمعهُ " المهذب " .. وقال :
واللهِ إنكَ لمنافق ٌحقير .. خذوه فاعدموه !!!
بالمناسبة .. المرشح نجح ولكن لا تسألوني عن النسبة !
==========================================================
كنا ثلاثا في الطريق نسيرُ .... ولسوء طالعنا رآنا غفيرُ
هي برهةٌ حتى تحلق حولنا .... جند تدجَّجَ بالسلاحِ .. كثيرُ
ودنا كبيرهمُ إلينا سائلا .... من أنتم ولمن له التنظيرُ ؟؟
فأجابَ أوَّلنا بأني جبهة .... قال اسجنوه فخائن وحقير
وأجابه الثاني بأنِّي انتمي .... للفتح رجلا يافعا وصغيرُ
قال المحق اسجنوه فإنه .... ضد النظام يسير فهو خطيرُ
وأتَى إلي مسائلا عن وجهتي .... ولأيِّ حزبٍ ينتمي التفكيرُ
أدركتُ أن سلامتي في حكمة .... هي أنني بين الأمور أسير
فأجبتُ لا هذي ولا تلكم ولا .... يوما علا جيدي لحزبٍ نيرُ .
فإذا به يهوي عليَّ بكفِّه .... صفعا وخلتُ بانني سأطيرُ
وأجاب قل لي : من يحرر موطنا .... إن جاء يوم الزحف .. أو تحريرُ![]()
![]()
![]()
![]()
============================
ما حيلة ُ العبدِ والأقدارُ جارية ٌ .... عليهِ في كلّ حالٍ أيها الرائي
ألقاهُ في اليمّ مكتوفاً وقالَ لهُ .... إياكَ إياكَ أن تبتلّ بالماء !!!!
==========================================================
أرجو أن أكون قد وُفقتُ في طريقةِ عرضِ الموضوع وفي إيصال الفكرةِ كذلك..
جزيلُ الشكرِ لكم على القراءة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
![]()