السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا جميعا ...
يبدو أننا بصدد مناقشة عن النقد هنا 
يخيل إلي أننا خضنا واحدة مماثلة !
يقول عبقري روسيا تشيكوف : الناقد ما هو إلا ذبابة تحوم حول الحصان .. الحصان عضلاته قوية ولديه قدرة على المثابرة في الجري ولكن الذبابة "تزن" بشكل متواصل وتشتت الحصان .
طبعاً لا يقصد الإساءة بكلمة ذبابة كما هي معروفة في ثقافتنا
والناقد فعلا شخص يعرف معالم الطريق لكنه لا يستطيع قيادة سيارة .. لكن لا يستطيع الكاتب أن ينكر أنه بحاجة إلى إرشاد بين المنعطف والآخر ..
لست أدري لم لدي ايمان ما بأن الناقد قبل أن يكون ناقد يكون كاتبا .. اذ أنه لن يستطيع أن يتذوق النص قبل أن يكون قد جرب بنفسه مزالق الكتابة وطرائقها وأزماتها
باختصار أنا لا أؤمن بالناقد المتجرد فقط للنقد لأنه ناقد ناقص باعتقادي !
وبالمناسبة من نقد هذه القطعة كاتب قبل أن يكون ناقدا !
بخصوص الصور المكررة فعلاً لن يأت زمن أبداً كل كاتب فيه يكتب صور لم تتطرق لها عقول الآخرين .. ولا يولد كل كاتب عبقري !
لا تحرمنا جديدك .. لا حرمك الله مما حباك من موهبة ..
مسالة الصور هذه اختلف بها النقاد .ز كما درست أنا على الأقل فالبعض يرى أن تكرر الصور واستخدامها بنفس القالب الذي جاءت فيه يعد من العيب ويرى أن استخدام صور مطروقة مكررة لا بأس به ولكن بشرط أن تستخدم بقالب جديد غير قالبها المعتاد
مثلا أترككم مع مقاطع من الأبيات التاية تصف رجلا قد أعدم .. انظرو الى جمال التشبيه والصورة :
علو في الحياة وفي الممات لحقٌ أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا وفود نَداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيبا وكلهم قيامٌ للصلاة

لاحظوا تشبيه المعدم بأنه يقف عاليا شامخا ومن حوله انما ينتظرون هبته وعطاياه .. هذا ما قصد بالصورة المبتكرة التي انما هي استخدام للصورة المطروقة بشكل جديد وبصيغة مبتكرة
وذلك ما يصيبني بالإحباط ، الكل يريد من الكلّ ألاّ يصبحوا غير المتنبّي و امرؤ القيس و الجاحظ ..
وانا حقيقة أصبت بإحباط لغوي حقيقي كرهت على إثره الساحة الأدبية بمافيها ..
لا يوجد إلا أعذار اعتدت أن اراها في كل رد يكتب على أي أطروحة تخصني :
الصور مكررة .
الأسلوب غير مقنع .
المبالغة .
البساطة . ( ولا أعلم كيف تجتمع مع المبالغة !)
ولو طلب من هذا الناقد كتابة سطر واحد فقط لسلام ملكي أو لأوبريت في الجنادرية لم يستطع !
ولم الاحباط ؟ الموضوع لا يستأهل احباطا اذ أن الجميع أو أعتقد العقلاني من الجميع يعلم أن المتنبي وأمثاله لن يتكرروا في عصر كعصرنا ! وذلك نتيجة لأن عربيتنا تختلف تماما عنهم فمهما بلغ أحدنا من الفصاحة لن يداني هؤلاء أبدا ..
يعني تيجي تقارن أدونيس بالمتنبي المقارنة سلفا لصالح المتنبي !
طبعا من وجهة نظر حضرتي وهكذا دواليك .. لنا عصرنا ولهم عصرهم ولا نستطيع أن نجعل مجالا ما للمقارنة (حتى وان فعلنا كما فعلت أنا واخترعت مقارنة خنفشارية بين امرؤ القيس والمتنبي فشتان شتان "
رابعة هناك شيء غريب حقًا ، يقول لي مرة ابن خالي حين تعرضي كتاباتك على أحدهم لا تختاري صاحب تخصص اللغة العربية بل الإنجليزية و حجته أن أصحاب تخصص العربية يرفعون رايات أدب الجاهلية والذي كما قال - حينزل إعدام بالرصاص لأي حاجة بتكتبيها - أما صاحب تخصص الإنجليزية لم يحتك إلا بالأدب ذي الاتجاهات الكثيرة ..
ظلمت العربية حقًا !
جهاد .. تعلمين رأي سلفا بالشعر الجاهلي وتعلمين أني احدى المغرمين الى حد الثمالة بالمعلقات السبع
يا أختي تشعرني بجاهليتي أقصد بداوتي وبساطتي بعيدا عن تعقيدات الحياة ها هنا
وطبعا لم تظلم العربية وانما لهم الحق في ذلك "أصحاب تخصص العربية " فالذي يقضي أربع سنوات من عمره يدرس الأدب الجاهلي ونماذج الأدب القديم باعتبارها أرقى النماذج على الاطلاق لا بد سيصاب بالغثيان مثلا عندما يطالع أخونا أدونيس وشلته "درويش والي معهم " أو حتى بالجنون نتيجة لتركيبات نزار وشلته أيضا ..
المشكلة اذن ليست بالعربية وانما في أبنائها المنقسمين الى قسمين المتعاطين لنموذجين من الشعر نموذج الحداثة ونموذج القدم ..
وبالمناسبة جهاد .. أحببت أن أضيف أن بعضا من النقاد "المتعصبين للغة " وأولهم الجاحظ انما يرى بالابداع الأدبي فنا وابداعا لا يبرع فيه غير العرب ! واليك ما قال << طبعا دعواتك اكون لسه حافظه ما درست "
"واداب الأمم الأخرى انما هي أداب مصنوعة يرى فيها أثر الجهد والتعب والمشقة وتكلف الكاتب في الصور والبيان واما اداب العرب فانها تأتي بلا مشقة ولا جهد فيكفي أن يريد القائل قولا فتتفق المعاني اليه كما يتدفق الماء العذب من منبعه "
ليكي فيكي تخنقيني على التعصب هذا ولكن أنا شخصيا لم يسبق لي أن استمتع بأدب وتذوقته كما أتذوق العربية ..
حبيبتي العربية
شكراً لعودتك اختي رابعة للمرة الثانية ..
نو ثانكس اون اور ديوتي !
أما بخصوص سعادتك فهي سعادة متبادلة لأنني سعيد تماماً لوجود عقليات متفتحة تنتقد لأجل الفائدة ..
لأنه وكما تعلمين اصبحت أشبه بصيحة و صرعة لكل من اعتقد لوهلة انه يمتلك ملكة النقد ، ليصعد السلّم على حساب الآخرين وهو لا يستطيع تقديم ربع ما يقدمونه ..
وبهالمناسبة أنا قررت اعتزل الكتابة حتى أدرس لغة عربية و آخذ الماستر فيها و يارب سترك
يعني سنحرم من نصوصك ! مع أني أحببتها بصدق 
وأتمتى قلبياً أن أقابل هذا الناقد العجيب ، عنوانه أو أي شيء على الخاص لو سمحتي ..
سأرى ما يمكنني فعله بخصوص هذا الموضوع << طبعا تلزمنا استشارته قبل ذلك !
تحيتي وعذرا للاطالة
زهقتو بعرف ..