( المشاركة الثالثة )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية..نبذة تعريفية بسيطة عن النص
النص يتكون من 3 مشاهد صغيرة منفصلة عن بعضها وتمثل كل منها قصة مختلفة وبعد آخر
سأقوم بتحليل أجمل مشهدين بالنسبة لي..ثم أحلل النص بشكل عام بإذن الله
المشهد الأول
الشخصيات بالمشهد:هي من النظرة العامة تعتبر شخصية واحدة,لكن حينما ندقق بالنص ونستشعره..نجد أنها تدور بين 3 شخصيات
الإنسان..القلب..العقل
***
شخص يحرق منزله الذي كان جزءاً من حياته,ويحمل جميع ذكرياته بحلوها ومرها
ثم يمشي بعيداً عنه بخطوات واثقة إلى الأمام نحو المستقبل
المنزل هنا يمثل الذكريات والإنتماء
وهي تقف بطريقه وتتمسك به أو توقعه في مسعاه نحو المستقبل الذي ينشده
***
أما لحظة الضعف..فهي تمثل القلب ونداءاته
لتعلقه بتلك الذكريات..والتي يقتات عليها وتحييه بذلك (بالرغم من مرارة بعضها)
حين تراودك الرغبة بتغيير مستقبلك
لكنك تعجز عن فعل ذلك لوجود ما قد يدفعك للعودة يوما
ما الذي قد تصل بك الافكار لفعله؟
كيف اغادر منزلي و قد تأتي لحظة ضعف تدفع بي للعودة الى الوراء حيث ان منزلي يقع هناك
في تلك البقعه على بعد خطوات تعاكس الخطوات التي سرت بها
(صوت القلب)
***
لكن لحظة الضعف اقتلعها العقل من جذورها..والمتمثل بقرار حرق المنزل
هناك حل..فلأحرق منزلي و بهذا لن افكر بالعودة يوما
لست شخصا احمقا يعود ليبكي عند الاطلال
بقتلي لدوافع عودتي ساستطيع بلوغ مسعاي من دون التفكير بالعودة
بهذا ستمد الطريق امامي
و ما أن ادخل بوابة المستقبل حتى تغلق بوابة الماضي للأبد..
(صوت العقل)
***
قام الكاتب بتجسيد إحدى المشاهد في (الإنمي) بصورة جداً جميلة ومميزة
فحتى من لم يشاهد المشهد..يشعر أنه موجود هناك,ومكان الشخصية أيضاً!
فالكاتب قام بعمل حوار غير مباشر بين القلب والعقل,حول مسألة الفراق المؤلمة..مقابل المستقبل الواعد
وقام بإستخدام تشبيهات جميلة أخص هذه الجملة بالذات
و ما أن ادخل بوابة المستقبل حتى تغلق بوابة الماضي للأبد..
شبه المستقبل والماضي المتناقضين..ببوابات
إن عبرت الأولى ..منعت عن العودة للثانية
تشبيه وقفت عنده كثيراً بصراحة
حازم ومعبّر
المشهد الثاني
شخص يقف أمام موت أهم شخص في حياته..ساكناً ولايتحرك,بالرغم بكل ماقام به هذا الشخص لأجله..من تضحيات وأمور لايقوم بعملها لك إلا من يحبك فعلاً
برغم ذلك..نجد أن الشخصي ذاك لايتحرك لموت من يحب
ومازاد الطين بلةً..أن من مات ركل جثته شخص دنيئ أمامك
الشخصيات بالمشهد:الشخصية الأساسية وأعماقها..بالإضافة إلى من تحب..وشخصية أثارت المشهد وزادت من حرارته ووقعه
أوه..تجسيد جميل وممتاز لمشهد آخر من (الإنمي)
مشهد مؤلم فعلاً..
شخصية مبادئ عقلها ..تغلق القلب لتمنع عنه المشاعر
تغلق بوابات الحب كما وصف الكاتب
وبالرغم من الخطب الجلل الذي حصل..والأمر الذي يحيي القلوب بعد موتها
إلا أن الشخصية لم تحرك ساكناً..
حتى مع الأمر الإضافي الذي حصل..متمثلاً بالشخصية التي ركلت جثة المحبوب
بالرغم من إستفزازية الأمر..والذي يجعل الأضلع تحترق وتنصهر
إلا إن هذا لم يزحزح الشخصية أبداً..
وردت بقولها(صوت العقل يتكلم هنا)
"لم اكترث طالما أن من يركل الآن شخص ميت؟"
إلا أنه بعد عدة تساؤلات عظيمة من القلب..
إنفكت القيود وتكسرت عن القلب..بأمر العقل
الذي اقتنع أخيراً..
وآمن بالحقيقة التي تصرخ وتقول
هل تنتهي كل الذكريات برحيل اصحابها؟!
أيفقد الشخص معناه برحيله عنا؟!
***
أعجبني بالمشهد التساؤلات..تحسها تعبر عن مايجول في خاطرك وأنت تشاهد المشهد..تجعلك تتفاعل مع النص
ثم أتى الكاتب بعدها بهذا المشهد الصغير العظيم المكون من بضع كلمات
دموع تتساقط و نور يضيء ذلك القلب المظلم..
ليعبر عن تحرر القلب من هيمنة العقل
وأن شمس الحقيقة لايخفي نورها شيئ
قد تكون هذه اللحظة الاخيرة التي ترى بها من احبك من كل قلبه
لكن ذكراه ستظل عالقة في ذهنك و قلبك الى الأبد..
فعلاً...إن لم نرى من نحب مجدداً
فإن ذكراهم في القلب تبقى

جميل جداً...
***
التحليل بشكل عام
الفكرة الرئيسية في المشاهد الثلاثة..تدور حول الفراق
ويبدو إن الكاتب متأثر به وواجهه (حاله حال الجميع) ..
لكنه ترك بصمة أوضح..
لهذا حينما أختار هذه المشاهد..جسدها على أكمل وأفضل وجه
***
"لايعرف الألم إلا من اختبره فعلاً.."
ترجم لنا الكاتب هذه الفكرة منقولة بمشاعره وبمشاهد مختلفة
واستخدم تشبيهات جميلة ولطيفة..وأبدع ببعضها فعلاً
إلا أن أكثر مايميز النص..أنه تصويري
وبشكل رائع ومتقن!
حيث ينقلك لكل مشهد..ولاينفك عن وضع الأدوار للعقل والقلب
والصراع الذي بينهما
بالحقيقة المطلقة..التي هي الفراق
أشكر الكاتب على ماخطت يداه..وأتمنى له التوفيق