الدنيا ثلاث
الذكرى - الألم - الحب
عيش بالأولى وتحمل الثانية لأجل الثالثة
أليكِ حبيبتي أكتبُ رسالتي .. الى من هواها قلبي .. الى من أرعشت جسدي وبعثرت أوراقي
ولكن قبل أن أكتب رسالتي .. قصتي معها هي حكايةٌ أبت الاّ أن يقرأها الجميع ويعرفها ..
في ذلك الشاطئ الحزين فتاة مقعده لا تستطيع المشي كسر الزمن قوتها ومنعها من الحِراك
{ ياطيور الحزن غردي وغني على حزني وأنثري أوراق عزائي على حبيبي }
أحببتها منذ زمن ورغم حزنها الأبدي الاّ أنني عهدتها بعهد الحب وصدقتُ معها أحساسي
وحاولت أخراجها من حزنها بنثر أوراق الورد على ملامحها ..
وأستطعت تغيير حياتها من الأحزان المتراميه حولها الى نصفها ..
فكان يوم التلاقي هو مع مغيب الشمس وقرب تساقط المطر بين يديها
أقتربتُ اليها بابتسامه ونظرت أليها وهي مقعده على ذلك الكرسي الذي لوقعت منه أزداد حزنها
فأمسكت بالكرسي وعهدتُ نفسي لو قعت سوف تكون يداي كالعصاتان أساعدها على القيام من جديد
لم أكلّمُها ولكن قرأتُ نظرتها بقولها ( ماذا تريدُ منّي ) فقلتُ لها بصوتٍ عالٍ أحببتُ أوراق الشجر
التي تسقطُ على رأسكِ وذلك القمرُ الذي يقابلُ ملامح وجهكِ البديع ..
لا يهمني أن كنتي مقعده أم لا فـ القلبُ يعشقُ لُغة الحب ويعشقُ ذلك الموجُ الذي يلامس عجلات
الزمن بزفير الروح وبشهيق أنفاس الحياة ..
لم أستطع أن أنظر أليكِ من بعيد وعيناكِ حزينة تعاتب البحرَ وتشقهُ الى نصفين
الحياة لا تنتهي الى هذا الحد فما دام القلب ينبض فهناك حب وأمل وذكريات
ومع غروب الشمس أصبحتُ أراها كل يوم في نفس المكان تسلّي نفسها بالنظر الى شاطئ البحر
وأصبحت تبتسمُ عندما أقترب منها فأصبحتُ معها كالجسد الواحد أسلّي وحدتها وأتنافس معها
في طرح الكلمات وبعثرتها في الهواء .. فكانت تضحك ولضحكتها عنقودٌ من البدري ..
فكلما تنثرُ وردها على المكان يزداد الحب بين النبات والأشجار والعصافير ..
{ ولكن !! لم تكتمل تلك الحكاية }
فأصبحتُ كلما أذهب الى المكان لا أجدها .. أنتظرها .. أعد الساعات .. لا أجدها
وفي يوم رأيت ورقةٌ على نفس مكان الكرسي التي تجلس عليه دائماً ..
فتحتها وقرأتُ مافيها .. فالم تشئ الأقدار حتى أصبحت نجمةً في السماء ...
* رسالة الى حبيبتي *
أعلم بأن أيامنا كانت قصيرة وأعلم بأن الحب كان قصير
ولكن سوف أعيش بذكراكِ
فالحب لن يكون الاّ للحب الأولي
وسوف أغرسُ في ذاك المكان ( وردةٌ صغيره )
أعيشُ بها تلك الأيام وأتذكرُ وردة كانت ( تحلقُ في ذاك المكان )
-------
§ 
