التدخين يضر بخصوبة الإناث و مواليدهن !

د. مصعب عزّاوي



هنالك أطروحتان علميتان تستدعيان منا وقفة مدققة : 1- التدخين يزيد من مشكلات الخصوبة عند السيدات المدخنات واللاتي هن في سن الإنجاب .
2- التدخين أثناء الحمل يعرض خصوبة المواليد الإناث في المستقبل للخطر.
ويرى المتخصصون إن سبب ذلك يعود إلى أن دخان التبغ يحتوي على عامل يؤثر في نموأنبوب فالوب عند البنات.
ويقول الخبراء إن نسبة إصابة المدخنات بأمراض أنبوب فالوب في زيادة مستمرة.ويعتقد العلماء انه قد يكون سبب ذلك أن دخان التبغ يزيد من احتمال التهاب الحوض،ويبدو انه يلحق أضرارا بجهاز المناعة.
ولكن فريقا من الباحثين في جامعة ليدز في بريطانيا توصلوا إلى أن المدخنات ربمايزدن من مخاطر إصابة بناتهن بأمراض مماثلة في المستقبل.
ويعتقد العلماء أن التعرض لدخان التبغ يمكن أن يؤدي إلى ضرر دائم لأنابيب فالوبعند الإناث والذي يمثل القناة الناقلة للبويضات بين المبيض والرحم .
ومن المعروف أن تلقيح البويضة يتم في الثلث الأقرب إلى المبيض من الأنبوب.
وقد أجرى العلماء أبحاثهم على 239 امرأة، وتوصلوا إلى أن 68 بالمئة من المدخناتمصابات بمرض في أنبوب فالوب بالمقارنة مع 29 بالمئة من غير المدخنات.
واعترف العلماء بان هناك عوامل غير التدخين يمكن أن تزيد من احتمال إصابة أنبوبفالوب كالعمر والوضع الاجتماعية وتناول الكحول والإجهاضات في السابق.
ومع هذه العوامل كلها فقد وجد الباحثون أن نسبة كبيرة (52.5 بالمئة) من النساءاللواتي كانت أمهاتهن مدخنات معرضات بدرجة كبيرة للإصابة بأمراض أنبوب فالوب.
ويسبب التدخين تغيرا في طريقة سفر البويضة عبر أنبوب فالوب، ممايجعل من المتعذر على البويضة أن تنزرع في المكان الصحيح عبر كونه يؤثر على سوية التروية الدموية عبر الأوعية الدقيقة في الجسم عموماً و في النسج العصبية و والشبكية و المبيض والرحم ( و الخصية عند الرجال ) مما يعيق تقديم المواد الغذائية الضرورية خلال الفترة التي تسافر فيها البويضة في أنبوب فالوب .
وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن دخان التبغ قد يجعل الجنين ينمو في المكان الخطأمن القناة التناسلية.
وبما أن 25 بالمئة من النساء من المدخنين فانه يمكن الاستنتاج بان 13 بالمئة منمشكلات الخصوبة عند النساء سببها التدخين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

* د . مصعب عزاوي
طبيب اختصاصي بعلم الأمراض والدراسات الوراثية والمناعية ( لندن )
أستاذ مشارك في العلوم الصحية ( بريطانيا )
مدير المركز الاستشاري للعلوم التكنولوجيا ( دمشق )