السمنة وأمراض القلب
تعريف السمنة
السمنة تعني تجمع الدهنيات والشحميات في مخازنها في الجسم ، نتيجة للخلل او الاضطراب في ضبط مسار تبادل المواد الشحمية ، اي اختلال تنظيمها الذي يؤدي في نهاية المطاف ، الى زيادة الوزن والاختلال في وظائف الاعضاء والاجهزة المتعددة في الجسم .
وبمعنى آخر ، تعني البدانة ازدياد وزن الشخص فوق الحد الطبيعي وذلك على حساب التطور الزائد للأنسجة الدهنية ، خاصة ً في الطبقة ما تحت الجلد .
يمكن ان تكون البدانة مرضاً مستقلاً قائماً بذاته .
وقد تشكل عارضاً لأمراض أخرى ، مثل أمراض الجهاز العصبي والغدد الصمّ .
نسبة الانتشار
تبلغ نسبة السمنة ، اي زيادة الوزن : 10-30% بشكل عام ، فيما تبلغ عند الرجال من 20-30% ، وعند النساء 30-50% .
المسببات (اسباب السمنة )
عند 80-90% من المرضى ، تنتج البدانة عن ازدياد الشهية الى الطعام .
كذلك يزداد الوزن ، عند عدم القيام بالحركات والرياضة والبقاء لفترة طويلة في المنزل دون القيام بالنزهات والرحلات .
ومن الاسباب الاخرى المؤدية الى السمنة نذكر
1. مرض السكري .
2. نقرس القدم ( داء الملوك ) او مرض النقرس .
3. الكحول .
4. التوتر العصبي .
5. إتلاف مركز الشهية العصبي ، نتيجةً لوجود اورام في منطقة " ما تحت المهاد " ، والغدة النخامية وغيرها .
6. العامل الوراثي والعائلي ، ذو أهمية قصوى في نشوء المرض .
يقسّم بعض الاطباء الأسباب المؤدية الى حصول داء السمنة الى عاملين اساسين
1. العامل الداخلي :
يتعلق باختلال واضطراب التوازن في عملية تبادل ( أيض او استقلاب ) المواد الدهنية ( الشحمية ) ، بتكوين الجسم والوراثة وأمراض الجهاز العصبي والغدد الصماء ، كالغدة الدرقية والبنكرياس والغدد التناسلية .
2. العامل الخارجي :
يتعلق بنوعية الغذاء وطاقته الحرارية ، إذ إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الطاقوية، مثل النشويات والدهنيات والكحول ، وكذلك ، قلة الحركة والجهد وعدم القيام بالنشاطات الرياضية والفيزيائية ، تساعد – جميعها – على زيادة الوزن . وغالباً ، يلعب العاملان الداخلي والخارجي ، دورهما المسبب للسمنة على السواء .
درجات البدانة
درجات تطور هذا الداء ، تحدد حسب ارتفاع نسبة الوزن فوق الحد العادي ( الطبيعي ) :
نميز وجود أربع درجات للبدانة هي التالية :
1. الدرجة الأولى : يزداد وزن الجسم بنسبة 10 (11)%- 29 (30)% .
2. الدرجة الثانية : يزداد وزن الجسم بنسبة تتراوح من 30% الى 49 (50)%.
3. الدرجة الثالثة : يزداد الوزن 50-100%.
4. الدرجة الرابعة : يزداد وزن الجسم أكثر من 100%.
المضاعفات والتفاعلات ( مخاطر البدانة )
نذكر فيما يلي أبرز التعقيدات الناجمة عن مرض السمنة وهي :
• تصلب الشرايين .
• ارتفاع ضغط الدم الشرياني .
• القلب الشحمي او الدهني ( المُخترق بالدهون ) .
• انعدام التعويض القلبي .
• الاحتشاء القلبي .
• القصور القلبي واعتلال القلب .
• فقر الدم الموضعي ( الإفقار الدموي أو غياب الدم الموضعي ) .
• التسّرب الدهني الى الكبد وتشمّعه .
• أمراض المفاصل ( تدهور حالة المفاصل ) .
• ارتفاع مقدار ( مستوى ) ثلاثيّ الغليسيريد والكوليسترول وغيرها من الدهنيات في الدم .
• مرض الحصى الكلوي والحصى في المرارة .
• السكري ( ارتفاع معدل السكر في الدم ) غير المعتمد على الأنسولين .
• داء النقرس .
• اضطراب الدورة الشهرية .
• العقم .
• التهاب المسالك التنفسية .
• الأزمة ( النوبة ) القلبية ( الذبحة ) .
• ضيق في التنفس ( مشاكل تنفسية ) .
• الإزرقاق .
• التورم .
• الإمساك .
• التعب والإرهاق .
• ألم مزمن في أسفل الظهر ... الخ
الوقاية
تكمن في اتباع نظام غذائي ( ريجيم ) يضبط عملية التغذية ، بما يتناسب مع حاجات الجسم من الطاقة . المطلوب ، الإكثار من الحركة والقيام بالتمارين الرياضية والسباحة والنزهات .
كما يجب التقليل من استهلاك الكحول والمآكل الحارة والسكريات .
المعالجة
نوجز علاج السمنة بالمحاورة التالية :
1. الأدوية المنحّفة .
2. عقاقير لمعالجة المضاعفات .
3. الريجيم الغذائي العلاجي .
4. الرياضة .
5. الإبر الصينية ( لا إثبات علمي واضح لمفعولها حتى اليوم ) .
6. الجراحة ( شفط الدهون ) .
المعاشرة الزوجية والقلب
ربما يتحرج كثير من مرضى القلب عند السؤال عن هذا الموضوع . والحقيقة أن المعاشرة الزوجية ، كأي نوع آخر من الجهد ، تزيد من سرعة ضربات القلب ، وترفع – بشكل عابر – ضغط الدم ، وتزيد حركات التنفس .
وتؤدي زيادة عدد ضربات القلب ، وارتفاع الضغط إلى زيادة حاجة عضلة القلب للأوكسجين ، وهذا ما قد يؤدي إلى حدوث ألم صدري أو خفقان أو ضيق في التنفس عند بعض مرضى القلب .
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين بالذبحة الصدرية أو جلطة حديثة في القلب ، أن عدد ضربات القلب قد وصل إلى حوالي 120 ضربة بالدقيقة في ذروة المعاشرة ، واستمر ذلك لمدة 15 ثانية ، وعاد إلى الوضع الطبيعي خلال ثلاث دقائق . كما أن ضغط الدم قد ارتفاع إلى 160 / 85 ملم زئبقي في المتوسط . وقد يحصل مثل ذلك لدى قيام الإنسان بنشاطاته الطبيعية أثناء النهار ولكن استجابة القلب للمعاشرة الزوجية تكون أكثر شدة عند مسن متزوج من امرأة صغيرة السن .
استشارة الطبيب :
كثيرا ما يتردد مرضى القلب عند استشارة الطبيب ، وقد يعود المريض الذي أصيب بجلطة حديثة في القلب إلى المعاشرة الزوجية قبل أن يكون مستعدا لذلك . ولهذا فعلى الطبيب أن يبادر إلى توضيح الأمر عند مريض جلطة القلب ، حتى لو لم يسأل المريض عن ذلك .
المعاشرة الزوجية عند مريض الذبحة الصدرية :
من المعروف أن نوبة الذبحة الصدرية تحدث ( عند المصابين بتضيق في شرايين القلب ) عند القيام بجهد ما ، أو عند الانفعال الحاد . وقد يكون ذلك الألم أول عرض يثير الشبهة بوجود تضيق في شرايين القلب التاجية .
ويستجيب عادة الم الذبحة الصدرية الذي قد يرافق المعاشرة الزوجية لتناول حبة من دواء " النيتروغليسرين " تحت اللسان . وإذا كانت حالة المريض مستقرة فقد لا يحتاج الأمر لأكثر من تناول حبة من النيتروغليسرين تحت اللسان لعدة دقائق قبل المعاشرة الزوجية . ولكن ينبغي إخبار الطبيب بذلك واستشارته ، فقد يرتئي تعديلا في العلاج ، أو ربما احتاج الأمر إلى إجراء فحوص أخرى كالقسطرة القلبية أو غيرها .
وبشكل عام ، ينصح بتجنب المعاشرة الزوجية خلال ساعتين بعد وجبة الطعام ، أو عقب الاستحمام .
ولا شك أن الأدوية التي تستخدم في علاج الذبحة الصدرية من حاصرات بيتا ( كالتنورمين والأندرال وغيرها ) ، أو حاصرات الكالسيوم ( كالأدالات والدلتيازم وغيرها ) تساعد المريض في القيام بواجباته وحياته العادية على أكمل وجه . ويمكن للمريض أن يساعد نفسه بالتخلص من التدخين – إن كان مدخنا – وبتخفيض وزنه – إن كان بدينا - .
المعاشرة الزوجية عند المصاب بجلطة حديثة في القلب :
إذا كانت حالة المريض مستقرة ، ولا يشكو من أي ألم في الصدر بعد حدوث جلطة القلب ( احتشاء القلب ) ، فيمكن العودة إلى المعاشرة الزوجية عادة بعد 3 – 4 أسابيع من حدوث الجلطة .
وكثيرا ما يجرى اختبار الجهد عند مريض جلطة القلب بعد 6 أسابيع من حدوث الجلطة ، وهذا ما يعطي المريض شعورا بالثقة في إمكانية ممارسة النشاطات المعتادة ، بما في ذلك المعاشرة الزوجية .
المعاشرة الزوجية بعد عمليات القلب الجراحية :
إذا كانت حالة المريض الذي أجريت له علمية جراحية في القلب مستقرة ، ولم تكن هناك أية مضاعفات ، فيمكن ممارسة المعاشرة الزوجية بعد حوالي ستة أسابيع من العملية . وإذا كانت لديك أية تساؤلات فلا تتردد في استشارة طبيبك .
المعاشرة الزوجية و فشل القلب :
يشكو المريض المصاب بفشل القلب من ضيق النفس عند القيام بالجهد ، ومن الإعياء والتعب العام .
وقد يشكو المريض من ضيق في النفس عند المعاشرة الزوجية . وينصح باستشارة الطبيب ، الذي قد يوصي بتناول حبة إضافية من الحبوب المدرة للبول قبل المعاشرة الزوجية ، وربما احتاج الطبيب إلى تعديل العلاج . أما إذا كان الفشل القلبي متقدما ، فقد يحتاج الأمر إلى إدخال المريض للمستشفى عدة أيام ريثما تتحسن حالته ، ويعود إلى وضعه السابق .
المحافظة على صحة القلب
من المناسب ان نضيف القلب الى المثل القائل العقل السليم في الجسم السليم ليصبح العقل والقلب السليم في الجسم السليم. فيمكن الحفاظ على القلب سليما معافى اذا تمكنت من الحفاظ على الغذاء المناسب الذي لا يشكل في المديين القريب والبعيد اي خطر على الشرايين التي تغذي القلب بالمكونات الاساسية. فعليك ابقاء القلب سليما وبكامل طاقته وقدراته ليستطيع العمل على مدار الساعة دون كلل او ملل ليضخ الدم الى كافة مناطق الجسم الاخرى بما فيها الدماغ وجسم القلب نفسه.
تدل الاحصائيات التي اجريت في بريطانيا انه في كل دقيقتين من الزمن هناك من يتعرض الى نوبة قلبية في عموم البلاد، وهي مقدار يزيد عن نسبة تعرض الفرنسيين او الطليان او الاسبان الى هذه الحالة. كما ان امراض القلب الاخرى هي اكبر مسببات الوفيات في هذا البلد الذي ينعم بموفور جيد من العناية الصحية والارشاد. فعدد المصابين الذين يموتون بسبب الذبحة الصدرية يبلغ 140,000 شخص سنويا، واحد من بين كل اربعة من الوفيات بين الرجال وسيدة من بين خمسة من النساء.
فهل هناك من طريقة للتقليل من اخطار امراض القلب ؟
وهل هناك من سبل يمكن اتباعها لايقاف وارجاع عجلة الزمن فيما يتعلق بامراض القلب التي اصابت اي فرد منا؟
الجواب على هذين السؤالين هو بالايجاب وبطريقة قد تكون في متناول كل فرد تقريبا. تكمن التوجيهات الاساسية في هذه المجال في تغيير طفيف في النمط الغذائي الذي يجب اتباعه وشيء بسيط جدا من النمط الحياتي. فتغيير نوعية الزيت الذي تستخدمين للطهي والتركيز على استخدام الكثير من زيت الزيتون وبعض الثوم وما الى ذلك ليس هو فقط المهم في ابعاد شبح امراض القلب وكما هي الحال في شعوب البحر المتوسط. فهناك طريقة تناول الغذاء مثلا، حيث انه من المهم كما يقول خبراء التغذية ان تعمد الواحدة منا الى تناول وجبة الغذاء "بالراحة" اي على مهل.
أمراض القلب
تتسبب امراض القلب بعد ان تتجمع كتل من الدهن على جدران الاوعية الدموية من الداخل لتضيق بذلك مجرى الدم. وتتكون هذه الكتل الدهنية عند تفاعل مادة من حامض اميني يدعى هوموسيستين مع الكوليستيرول لتتجمع على الشرايين التي تغذي القلب. كما ان زيادة كمية مادة الهوموسيستين قد تسبب تلف المادة التي تغلف جدران الاوعية مما يعجل في تكوين الدهن وتجمعه حيث بينت الابحاث ان زيادة كمية مادة الهوموسيستين عند النساء تضاعف من نسبة الاصابة بامراض القلب.
النوبة القلبية
تحدث النوبة القلبية عند انسداد احد الشرايين التي تغذي القلب.
اما الذبحة الصدرية او الخناق فهي آلام الصدر التي تتسبب نتيجة لضيق مجرى الدم في الشرايين بعد تجمع المواد الدهنية . وعادة ما يحدث الخناق بعد ممارسة نوع عنيف من الرياضة او التعرض لضغوط نفسية مما يتطلب ضخ كميات اكبر من الاوكسيجين الى القلب ليبقى فاعلا بالشكل المطلوب.
عجز القلب
وهي عبارة عن الحالة التي لا يتمكن فيها القلب من مواصلة عمله بالشكل المناسب وحسب حاجة الجسم من الاوكسجين لتبقى الاعضاء بكامل عافيتها واداء واجباتها بالشكل الامثل.
نوع الغذاء وآثاره
يقول الدكتور ديريك كتنغ في كتابه " لنوقف النوبة القلبية" ان من اهم العوامل التي يمكن اتباعها للحماية من امرض القلب هي ان يتناول الفرد ما لا يقل عن خمسة حبات من الفواكه والخضر يوميا . فالفواكه والخضر غنية بمواد كيميائية مثل البوتاسيوم العنصر الكيميائي المهم لتنظيم دقات القلب والسيطرة على ضغط الدم. كما ان الفواكه والخضر غنية بالعناصر المضادة للتاكسد التي تمنع الكوليستيرول من تكوين الكتل على جدران الاوعية الدموية وشرايين القلب كما انها تساعد في التخلص من العناصر الكيميائية الضارة.
يقول البروفيسور ستيفين بالمر مدير مركز السيطرة على الضغط النفسي في جامعة سيتي في لندن انه يمكن اضافة شيء من القهوة والشاي وبعض الشوكولاتة ايضا ويضيف" كل تلك المواد غنية بمادة الكاتيتشين اوهي من الفلافونويدات وهي مواد مضادة للتاكسد تساعد على خفض نسبة الكوليستيرول في الدم.
السمك
يعتبر تناول كميات من السمك الدهني مثل السردين والانتشوفيز ثلاثة مرات في الاسبوع من العوامل التي تساعد كثيرا في الحفاظ على القلب. فالسمك الدهني يحوي على المادة الدهنية اوميغا 3 والتي تساعد على خفظ نسبة المادة الدهنية في الدم والتي تدعى الترايغليسيرايد وبالتالي تقليل خطر تكون التجمعات الدهنية. أما النباتيين فيمكنهم تناول دهن الرابيسيد والجوز او زيت الصويا التي يمكن ان يستفيد منها الجسم لتكوين مادة الاوميغا 3.
النشويات
من العوامل المساعدة الاخرى تناول كميات من النشويات مثل المعكرونة والخبز الاسمر والرز والبطاطس والتقليل من المواد الدهنية وتناول النوعيات التي لاتؤثر على زيادة نسبة الكوليستيرول في الجسم.
الكوليستيرول
يدخل الكوليستيرول الى مجرى الدم ويتم نقله بواسطة البروتينات النوع المسمى –ليبوبروتين- . نوع الليبوبروتين غير الحميد وهو النوع الذي يدعى الليبوبروتين منخفض الكثافة يتحول بتفاعل كيميائي يدعى الاكسدة ويتم دخوله الى الخلايا المبطنة لجدران الاوردة الدموية لتكوين كتل صغيرة هي التي تسبب تضييق المجرى ومن ثم غلقه نهائيا. اما الليبوبروتين عالي الكثافة فهو الكوليستيرول الحميد وهو النوع الذي يينقل الكوليستيرول من مجرى الدم ويساعد في الحماية من التعرض لامراض القلب وتصلب الشرايين.
الدهون
الدهون المشبعة مثل الزبدة والقشطة والجبن والدهن الحيواني الحر وزيت جوز الهند ومثيلاته من الزيوت ترفع من كمية الكوليستيرول غير الحميد مما يستوجب التقليل منها تماما. يمكن استخدام كميات قليلة من الدهون غير المشبعة مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت الصويا وزيت السمك حيث تعمل مثل هذه الزيون على خفض كلا نوعي الكوليستيرول لذا فمن الافضل استخدام زيت الزيتون او زيت الجوز او الافوكادو والتي تقوم على خفض كمية الليبوبروتين واطئ الكثافة من دون التاثير على الليبوبروتين عالي الكثافة.
نمط الحياة وتاثيراتها على امراض القلب
كما سبقت الاشارة اليه فانه ليس فقط نوعية الاكل الذي تتناوليه بل الطريقة التي تتناولن بها الغذاء ايضا لها التاثير الكبير على امراض القلب.
يقول البروفيسور بالمر ان الابحاث التي اجريت اشارت بصورة واضحة الى ان الاشخاص من النوع - أ - وهم الاشخاص العدوانيين المتنافسين على الدوام والذين يتحركون كثيرا ويتكلمون وياكلون بسرعة تكون فرصتهم للاصابة بامراض القلب الفتاكة 40% اكبر من غيرهم. فالاشخاص من النوع – أ – يستسلمون اكثر من غيرهم للعديد من هورمونات الاجهاد النفسي الهورمونات التي كانت تساعد اسلافنا للدفاع عن انفسهم في صراعهم مع الوحوش الكاسرة ولم تصمم اصلا للتكيف مع ما تتطلبه الحضارة من اجهاد نفسي من نوع آخر. يضيف البروفيسور بالمر" عليك ان تاخذي الامور ببساطة وان تعلمي ان وصولك متأخرة الى الدوام هو ليس نهاية العالم ".
وإذا ما تطلب الامر ان تنفسي عن اعصابك فاطلقيها صرخة مدوية ولا تكتمي شيئا.
من المهم ان تنمي القابلية على التعبير عما يختلج في صدرك فان ذلك مفيد جدا للقلب. يذكر الدكتور دين اورنيشوهو من الرواد في استخدام النمط الغذائي والتمارين الرياضية والنمط الحياتي لارجاع حالة القلب الى طبيعته باستخدام العاطفة بطريقة صحية وذلك من خلال البوح بما يعتلج في صدرك من احاسيس. فقد بينت الابحاث الاخيرة ما لهذه الطريقة من اهمية في علاج الكثير من الامراض وليس امراض القلب فحسب. وإذا ما اردت ان تتفادي اي صدام من اي نوع فيمكنك اللجوء الى شيء ما كضرب المخدة مثلا او المشي او الركض وهي من الفعاليات التي غالبا ما تستخدم للتنفيس عن حالة متأزمة في داخل النفس البشرية. كما ينصح الدكتور دين في كتابه "الحب والبقاء" ان تعمدي الى مشاركة الغير فيما يعتلج في الصدر فمشاركة الآخرين لما تشعرين به ينفع القلب ويجعله اكثر صحة. كما ان الاعتناء بالنفس والالتفات الى ما يحتاجه جسمك وعقلك من راحة لهما التاثير الاكبر على ابقاء القلب سليما معافى.
بعض العادات غير الحميدة
تجنبي بعض العادات المضرة بصحة القلب ومن اهمها التدخين فقد ذكرت احصائيات وزارة الصحة البريطانية ان 45,000 حالة وفاة باحد امراض القلب كانت بسبب التدخين. ومن المهم ان نذكر ان التلف الذي يحدثه الادمان على التدخين من الممكن ان يتعافى منه الجسم بمرور الوقت بعد التوقف عن التدخين. فبعد مرور عشر سنوات ستنخفض فرصة الاصابة باحد امراض القلب بالنسبة لمن كانت تدخن وتصبح مساوية تماما لمن لم تدخن على الاطلاق.
التمارين الرياضية
المشي والسباحة من الفعاليات الرياضية المهمة التي تساعد على تقليل فرصة الاصابة باحد امراض القلب. يمكن ممارسة الفعالية خمسة مرات في الاسبوع على الاقل ولمدة نصف ساعة في كل مرة. وفي النهاية لا تنسي الفعاليات الرياضية النفسية فالاسترخاء والالتفات الى دخيلة النفس امر مهم في الحفاظ على صحة القلب وديمومة فعالياته
وأخيراً
الوقاية من أمراض القلب
إن اول استراتيجية في الوقاية من أمراض القلب هي أن تقلل فرص إصابتك بمرض الشرايين التاجية قدر استطاعتك، وفيما يلي نظرة شاملة لعوامل الخطورة الشديدة المعروفة، وما يمكنك فعله لمجابهتها.
التدخين
إن التدخين يزيد قابليتك للإصابة بمرض الشرايين التاجية بمقدار يزيد عن الضعف ويجعلك أكثر عرضة للإصابة بمرض الشرايين التاجية بمقدار يزيد عن الضعف ويجعلك أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار يصل الى ست مرات.
والتدخين يمكن أن يكون مرتبطاً بشكل مباشر ب 20% من الوفيات الناتجة عن مرض الشرايين التاجية، وكل سيجارة تدخنها تزيد من هذا الخطر الذي يتههدك، والحل الوحيد هو الاقلاع عن التدخين، فدرجة الخطر تقل سريعاً بعد الانقطاع عن التدخين وتعود الى نفس مستواها _ تقريباً_ لدى غير المدخنين في خلال ثلاث سنوات
مستوى الكوليسترول المرتفع
كلما ارتفع مستوى الكوليسترول في دمك، زاد خطر إصابتك بمرض مرتفع فإن خطر إصابتك بمرض الشرايين التاجية ينخفض بنسبة 2% الى 3% لكل نسبة 1% تستطيع أن تخفضها من الكوليسترول في دمك.
وأول خطوة في خفض مستوى الكوليسترول في دمك هي ان تتناول طعاماً منخفض الدهون بالإقلال من الأطعمة حيوانية المصدر، إن طبيبك سوف يخبرك بالمستوى المنخفض الذي يجب أن تصل إليه، وما إذا كان تناولك للعقاقير المخفضة للكوليسترول مفيداً لحالتك.
ضغط الدم المرتفع
كلما ارتفع ضغط دمك، زاد خطر إصابتك بمرض الشرايين التاجية، إن خفض ضغط دمك المرتفع يحميك من الاصابة بهذا المرض، كما يعطيك ايضاً حماية إضافية من الاصابة بالسكتات المخية.
الخمول الجسماني
إن ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تخفض خطر إصابتك بالنوبة القلبية بمقدار يتراوح بين الثلث الى النصف، وإذا كنت قد بقيت في حالة خمول بدني لمدة طويلة، وكنت زائد الوزن وبديناً، فاستشر طبيبك أولاً قبل أن تبدأ أي برنامج رياضي.
السمنة
إن زيادة الوزن بنسبة تزيد عن 20% فوق الوزن المثالي تفتح الباب أمام عدد من عوامل الخطورة الأخرى المسببة لمرض الشرايين التاجية، وتشمل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وارتفاع مستويات دهنيات الدم ونمط الحياة الخاملية.
مرض السكر
إن مريض السكر يكون أكثر عرضة بمقدار ثلاثة الى سبعة أضعاف للوفاة بسبب المرض القلبي الوعائي، إن اتباع أسلوب مكثف للسيطرة على مرض السكر وغيره من عوامل الخطورة قد يقلل احتمالات الإصابة بالمضاعفات القلبية الوعائية.
النوع ( ذكر / أنثى )
بعض الناس يعتقد خطأ ان مرض الشرايين التاجية يصيب الرجال فقط إذ ان النساء في مرحلة الخصوبة ( اي اللاتي يحضن ) يكن في حماية الى حد ما، ربما بسبب ان لديهن مستويات أعلى من هرمون الاستروجين الانثوي في الدم، ومع ذلك فبعد سن انقطاع الحيض فإن خطورة إصابة المرأة بمرض الشرايين التاجية أكثر من أية حالة أخرى، بل أكثر كثيراً ممن يتوفين بسبب سرطان الثدي وسرطان الرئة معاً.
ويمكن ان تكون أعراض مرض الشرايين التاجية أكثر صعوبة في التعرف عليها في النساء، وعندما يتم تشخيص هذا المرض في امرأة لأول مرة، فإن المرض يميل لأن يكون أكثر شدة مما لو كان قد تم تشخيصه في الرجل، كما ان النساء يكن أقل قابلية للحياة والاستمرار بعد الاصابة بنوبات قلبية عن الرجال.
الأسبرين
بالنسبة للرجال فوق سن الخمسين ثمة دليل معقول على ان تناول الاسبرين بتركيز عادي (325 مجم) يوماً بعد يوم، أو تناول 81 مجم من الاسبرين يومياً يقلل قابلية الإصابة بمرض الشرايين التاجية، أما في النساء فالدليل على فائدة الاسبرين أقل وضوحاً وأثراً.
ومن جانب آخر فالاسبرين يمكن ان يسبب آثاراً جانبية، تشمل النزيف، لذا فاستشر طبيبك قبل أن تبدأ في الاستخدام المستمر للأسبرين.
الإفراط في معاقرة الخمر
ثبت بالتجربة أن تعاطي الخمور خاصة عند الافراط فيها يزيد خطر الاصابة بمرض الشرايين التاجية في الرجال والنساء على السواء، وفوق هذا فإن شرب الكحوليات يزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي.
ارتفاع مستوى الهوموسيستيين
إن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من تلك المادة الطبيعية في دمائهم قد تكون لديهم بالتالي قابلية أعلى للإصابة بمرض الشرايين التاجية، ويمكن قياس مستوى الهوموسيستيين في الدم باختبار الدم، ويمكن ان يرث الانسان الميل لوجود مستوى مرتفع من الهوموسيستيين في الدم ( كصفة وراثية )، ولكن يبدو ان السبب في معظم الناس الذين لديهم مستويات مرتفعة ( بدرجة متوسطة ) من الهوموسيستيين هو وجود نقص غذائي في حمض الفوليك ( الفولات) وفيتاميني "ب6" و "ب12".
ولا يوجد اتفاق حتى الآن بين الاطباء عما إذا كان من الواجب على الناس عامة او على الأشخاص الذين يعانون من مرض الشرايين التاجية خاصة ان يطلبوا قياس مستوى الهوموسيستيين لديهم، وبالنسبة للأشخاص ذوي المستويات المرتفعة من الهوموسيستيين فلا يوجد دليل على أن خفض مستواه يكون مفيداً لهم، ومع ذلك فمن الحكمة ان يتناولوا أقراص حمض الفوليك ( 400 ميكروجرام) وفيتامين "ب6" (100غرام) وفيتامين "ب12" ( 100جرام) خاصة لمن كان أحد والديهم أو احد أبنائهم قد أصيب بمرض الشرايين التاجية قبل سن الخامسة والخمسين.
مستوى الجلسريدات الثلاثية المرتفع
إن وجود مستوى مرتفع من هذا الدهن _ خاصة مع وجود مستوى منخفض من البروتين الدهني مرتفع الكثافة HDL في الدم _يبدو انه إرهاص بالإصابة بمرض قلبي، رغم انه ليس بنفس القوة مثل ارتفاع مستوى الكوليسترول. ومن الافضل تحديد مستوى الجلسريدات الثلاثية عن طريق الصوم لمدة 12ساعة قبل إجراء اختبار الدم.
والخطوات الرئيسية في خفض مستوى الجلسريدات الثلاثية المرتفع هي الحد من كمية السكر والنشويات المكررة في طعامك، أن تنقص وزنك إذا كنت بديناً، أن تتجنب شرب الخمور، وتسيطر على مرض السكر.
العدوى
ثمة ميكروب يسمى الكلاميديا الرئوية Chlamydia Pneumoniae يعد سبباً شائعاً للالتهاب الرئوي والالتهاب الشعبي وحالات عدوى الحلق والجيوب الأنفية، وهو يمكن أن يسبب حالة عدوى لبطانة الشرايين، وتشير الدراسات الى ان هذه العدوى يمكن ان تكون خطوة أولى ذات أهمية في حدوث حالة التصلب العصيدي للشرايين ( في بعض الاشخاص على الاقل).
هذا ولم يثبت ان إجراء اختبار لهذه العدوى أوإعطاء علاجات بالمضادات الحيوية في حالة وجود العدوى تكون له فائدة في منع حدوث التصلب العصيدي، ومع ذلك فهذا الاحتمال لا زال قيد الدراسة والبحث.
تم بحمد الله الإنتهاء من هذا الموضوع ...