دائماً ما أقتنع أن هناك أشياءٌ أخرى مع القصيدة
نسعى بها لإضافة المزيد من الروعة للكلمات
وصورة الحمامة تلك أضافت المزيد والمزيد إلى النص
والآن دعينا ندخل إلى صلب الكلمات والنص الرائع
كلماته سهلة سلسة تتلاعب بالخيال .. رغم أنك لم تتلاعبين كثيراً
إلا أنني وجدتُ طرباً حميماً لقلبي
مع وزن بحر المتقارب الذي كتبتِ عليهِ هذه الكلمات
ولكني لن أعتب على وزن الكلمات
دعينا إلى المعنى فقط هذه المرة
أنام وأغفو
قليلاً أنام ..
النوم أقوى من أن تغفين .. وهما مترادفان في اللغة .. وعند تكرارهما على هذه الصورة يسمى هذا بتأكيد المعنى لأنك أكدتِ أنك تنامين بمرادفين للمعنى الذي تريدين .. ثم قلتِ أنما أنتِ لا تنامين ..
هذا يعني أنكِ تسألينَ ربي وربك ورب العالمين على ضياء السلام .. كلمة ضياء ثقيلة .. ما رأيك لو خففنا المعنى إلى .. " رجوع السلام " ؟؟
أناجيه سراً
وأبدي الملام ..
كلمة " ملام " صحيحة .. ظننتُ أنها خطأ لغوي ولا يصحُّ إلا ملامةً .. فعدت للـ " قاموس المحيط " فوجدتها ( يلوم لوماً وملاماً وملامةً ) .. ولكن من تلومين .. فهذا مهم جداً ذكره لهذا البيت
ويخشى سواد
مداره الإعتام ..
نعم أختي .. لا " إعتام " في اللغة ونقول ( أَعْتَمَ أو عَتَّمَ عَتْمَةً ) .. لذا فاسعي لإيجادِ مرادفٍ آخر للـ " عتمة "
أيبقى كئيباً ؟
وَهَشَّ الحطام .. ؟
هشيماً لا تصلُحُ في المعنى عزيزتي .. نقول مهشماً .. هشّاً ولكن هشيم هو نبتٌ يابسٌ متكسر .. وكذلك الهشيم هو الرجل أو المرأة ضعيفة البدن ولستِ تريدين هذا أو ذاك ..
إلهي أغثني
بلطف الكرام ..
يغيثك بلطفِ الكرام كيف .. أن يجعل هناك كراماً ولديهم لطفٌ بِكِ ؟ .. لم أفهمها .. ولكن ما رأيك لو قلنا مثلاً .. إلهي أغثني .. بقومٍ كِرام .. على أن من تعيشين معهم ليسوا كراماً وهو سبب مناجاتك الله عن السلام
.. ما رأيك ؟؟
وحيداً بقيت
كطير الحمام ..
ليس شرطاً أن يعيش الحمام وحيداً .. فكثيرٌ ما أرى الحمام يعيش في جماعات .. ولك باريس .. وحوالَيْ متحف اللوفر .. الحمام هناك جماعات مجمعة .. وكذلك في الكعبة المشرفة .. أشرف وأطهر بقاع الأرض .. الحمام هناك في جماعات .. ولكن ما رأيك لو قلنا .. وحيداً بقيتُ .. وما مِنْ أنام .. والأنام مرادفٌ للبشر والناس ؟؟
هنا ثلاثةُ أشياءٍ أود نقاشها معكِ أختي .. أولها .. " وآوي " وليس " وأوي " ثم الوزن في " في وقت " الصحيح وزناً إن كانت " بـوقت " ( وسامحيني أن وعدتُ ألا أنطقُ عن الوزن فلم أستطع كبح جموح نفسي لروعة النص ) والشيء الأخير والأهم .. تقولين أنك كحمامة .. فما رأيكِ لو قلنا .. " وآوي لغصنٍ " .. أتريها أجملُ وأقرب لمعاني القصيدة كما أرى ؟؟
هذه رائعة فوق كل معنى .. بها صورتان فوق الخيال .. أولهما الصورة بمعنى عام أنما الألم أطاح بكِ للنوم .. وهو ما انتهى بكِ الأمر إليه .. والثانية .. الأروع .. أنك ضممتِ جناحاً واحداً .. وعينٌ واحدة أسبلتيها للنوم .. وكأن نصف جسدك سيسهر .. أو ربما هو مفقود ..
*** *** ***
اعذريني إن كنتُ أطلتُ في نقد المعاني .. ولكني تركتُ الوزن لَكِ لتنظري فيه .. ووالله أنا أتحرق وأشطاطُ وأذوب شوقاً .. لكلماتك القادمة .. التي ستكون أقوى وأقوى .. وزناً ومعنىً وبلاغةً .. وآسف على الإطالةِ أنا 
أَذْوَبُ تحية
شويعر