المجاهد
المجاهد
ماض ٍ وأعرف ما دربي وما هدفـي
والموت يرقص لي في كل منعطفِ
وما أبـالـي بـه حـتى أحـاذره
فخشية الموت عندي أبرد الطرَفِ
و لا أبـالي بأشــواكٍ و لا ِمـحَـن
على طريقي وبي عزمي ولي شُغُفي
أنا الحسام بريق الشمس في طرفٍ
مني وشفرة سيف الهند في طرفِ
وُربَّ ســيلِ لُحون ٍ سـال مـن كلمي
وُربَّ ســيلِ جحيم سـال من صُحُفي
أهـفو إلى جـنة الفـردوس مُـحـترقـاً
بنار الشــوق إلى الأفيــاء والغُـرَفِ
وقـد أمُــرُّ علـى الدنيـا و ســـادتها
مـن الطـغاة مـرور الليث بالجـيفِ
يا دهـرُ، مـاذا مـن الأيام أطـمع فـي
سُـعُودِهنَّ؟! وما فيهنَّ يطمعُ ِفي؟!
مضى الذين شِغَـافُ القلب يعشَـقهُم
مـن الأحـبَّة مِـن حـولي ، فوالهفِي
وصـرتُ حقلَ هشـيم ٍ،غربة ًوأسى
يجتاحُـني شـررُ التَّحـنان والأسَـفِ
واحـرَّ شـوقي إليهم كـُلـَّما هجسـتْ
نفسـي،ونفسـي بهم مجنونة الكـَلفِ
إنـِّي سَـــئمْتُ الدُّنيـا و زَهرتـَها
و ملَّ قلبي ذرَا روضاتها الأنـفِ
وقـَدْ بَلوْتُ لياليهـا و أنهـرَهــا
فتىًّ وحـزْتُ لآليـها مـن الصَّـدَفِ
فلمْ أجِـدْ غَيْرَ دَرْبِ الله دربَ هـُدىً
وغَـْيَر يَنبوعِــه نبْعـا ً لِمُـغـْترِفِ
فـَطِـرْتُ أسْـعى إليه أبتغـي تلـَفِـي
بـِه و رُبَّ خُـلودٍ كـان فـي تلـَفِـي
والناس تصرخُ أحْجِمْ والوغى نشبتْ
واللهُ يهتفُ بـي، أقـْدِمْ ولا تخَفِ
ماضٍ ولو كنتُ وحدي والدُّنا صَرَخَتْ
بي قِفْ لـَسِرْتُ فلمْ أبْطِيء ولم أقِفِ
((وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَّا كَسَبَت وَهُم لاَ يُظلَمُونَ))