من قال انه لا يوجد ترحيل وطرد السكان انتهى سنة 1948 لا انه لم ينتهي بعد ما زالت اسرائيل ترحل الفلسطينيين عن وطنهم وارضهم وتنقلهم من مكان لاخر .... طبعا انتم تعرفون انني اتحدث عن اهالي النقب الذين يملكون اراض كثيرة الا انهم يوما بعد يوم يخسرونها بعد ان يغصبها منهم الاحتلال..............
لذلك اخواني انني ابحث عن هذا الكتاب وبما انني سأعمل كمدرسة في تلك المنطقة فيجب علي ان اعرف ما يحدث بالضبط وولم اجد سوى كتاب ((ننتظر العدل))) للكاتب الاستاذ نوري العقبي ............. فمن منكم يجده فليرشدني اليه
وهذه بعضا من مقتطفات الكتاب وهي منقولة من موقع صوت الحق والحرية:: الا انني لا ادري ما تبقى منه
(كان الطقس مغبرا والغيوم سوداء متلبدة تحجب رؤية السماء التي عادة ما تكون زرقاء صافية ، والرياح تشتد أحيانا لتنقل معها بعض رمال بلادنا بعيدا، وتأتي بالرمال من صحاري الأرض لتبسطها على بلادنا ، في تلك اللحظات كان شيخ عشيرة بني عقبة يمتطي جواده الأصيل ليحمله الى مكتب الحاكم العسكري تنفيذا لأوامر سعادته ، كان رجال الحاكم العسكري يأتون كل صباح بأمر يدعون فيه الشيخ لمقابلة الحاكم في مكتبه الكائن في مدينة بئر السبع أو في مكتبه بالقرب من منطقة العراقيب ، وفي كل مقابلاته خلال فترة اربعة شهور يتلقى الشيخ التهديد والأوامر الحازمة بالرحيل من موقع العشيرة الى مكان آخر ، كان الشيخ يتساءل دائما « لماذا الرحيل وقد أصبحنا مواطنين في اسرائيل ، وهذه ارضنا ومن أجلها بقينا تحت حكم دولة اسرائيل » ، وفي النهاية جاء الجواب ، حيث قال سعادته بعد أن سحب دخان غليونه ثم أخرجه
مبتهجا:«منطقتكم مطلوبة للتمارين العسكرية بصورة مؤقتة ولفترة ستة أشهر ، بعدها تستطيعون العودة الى مكانكم ، ولا مجال لمخالفة أوامري هذه » . واستجابة لطلب الشيخ امر الحاكم احد ممثليه أن يكتب على وريقة بما معناه أن أبناء عشيرة العقبي سيحصلون على اراض واسعة لزراعتها لموسم واحد بعدها يعودون الى اراضيهم ، وقد تبين بأن الاراضي البديلة ما هي إلا اراض لمزارعين عرب آخرين ، كنت وأنا في العاشرة من عمري أشاهد كل مساء الرجال والشيوخ يجلسون حول بكرج القهوة حيث يقدم أحدهم فناجين القهوة والشاي الى الجالسين ، وهم يتبادلون الآراء ويتساءلون ما العمل وكيف يعالجون مصيبتهم ، كان الخوف من رجال الحكم العسكري الظالمين يطغى على برامجهم في مواجهة نكبتهم ، حيث يلغون في الصباح ما تقرر في المساء ، فقد الاولاد مدرستهم قبل الترحيل ، وكذا تفرغوا للعب ساعات طويلة من النهار ولم يبعدهم عن بعضهم ويخيفهم إلا ضجيج سيارات رجال الحاكم العسكري من الشرطة العسكرية الذين كانوا يطلقون الرصاص في الهواء وبعض الأحيان يصوبون سلاحهم نحو البهائم والكلاب بهدف قتلها .
ومرت الأيام والشهور وحلت الكارثة بعد التهديد والوعيد ، أيقن الشيوخ ورجال العشيرة أنه لا سبيل امامهم إلا أن ينفذوا أمر التهجير القسري ... كان ذلك صباح يوم 13تشرين الثاني 1951، حين وصلت الشاحنات العسكرية لتنقل الأمتعة الكثيرة التابعة للسكان وتبتعد بها نحو الشرق ، نظرت الى بستان عائلتي ، الذي أتذكر أشجاره وثماره من التين والرمان واللوز والعنب ، وقد أصبحت الأشجار جرداء من أوارقها التي تطايرت مع الرياح ، كأنها تودعنا الوداع الأخير )





























