وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل النقد أريد أن أوضح أشياء ..الليل في القصيدة هي نفسي .. والضوء في البيت الخامس دليل على إنتشار الحزن بين الناس لحب الناس لهذا البلد ..
لك هذا البيت تعليقٌ على المقتبس أعلاه :
الشعرُ يحكـي نفسَهُ وروائعُهْ
لا ينطق الشعراءُ عنه صنائعُهْ
لن أطيل عما يحكي البيت فهو يحكي نفسه .. وابحث في مغزاه
هذه نقطةٌ أولى .. وثانياً : كُنْ غيرَ هاوٍ للشعر
فالهاوِ للشعر .. من لا يكترث له وأراك عزيزي تكترث له كثيراً 
سألت الليل كم تخفي .. من الآلام حيرانا
فقال الليل يا قلبي .. لقد عانيت حرمانا
رأيت الصبح لا يأتي .. ولا يدري بما كانا
عراق المجد مُحْتـلـْـلا .. من الأطراف شيطانا
وهذا الشعب في نفسي .. أضاء الأرض أحزانا
وشعب القدس كم يدعو .. من الرحمن أسرانا
فقلتُ الليلَ مهموما .. فقد أبكى و أبكانا
لنتحدث عن النص مجملاً ..
لتسأل نفسك .. عن ماذا أريد أن أتحدث ؟؟
أنت يلفك إحساسٌ عظيم يرغمك على الكتابة في شيءٍ ما
تريد عن تتحدث عن الألم والحيرة .. في وطننا العربي ؟؟
عن ماذا تحدثت من مشاكله التي لا تعد ولا تحصى
العراق في شطر .. والقدس في بيت
حسناً .. يكفي .. دعنا نخاطب الأبيات بيتاً بيتاً
سألت الليل كم تخفي .. من الآلام حيرانا
المعنى لطيف .. لم يبهرني شيءٌ بلاغياً .. ولكنك تُسائل الليل لِمَ هو حزين ( نفسك )
ولكنك أيضاً عزيزي .. بدأت النص كأنك تعرف أن الليل ( نفسك ) حزين .. لم لا تبدأ هكذا ..
رأيتُ الليل مضطرباً ..
فقال الليل يا قلبي .. لقد عانيت حرمانا
وهل ما يحدث في أمتنا العربية .. يعدُّ حرماناً ؟!! .. ثم لماذا ينادك الليل بقلبي إن كان الليل هو نفسك .. ففي هذا تكلف كثير في المعنى !!
رأيت الصبح لا يأتي .. ولا يدري بما كانا
ما فهمته ( رأيت الصبح لا يعقب الليل ولا يعرف ما الذي حدث في الليل في غيابه )
كما ترى " ولا يدري بما كانا " ما الجديد فيها .. ما رأيك لو قلنا مثلاً ..
رأيتُ الصبحَ مبتعداً .. ويجهلها حكايانا !!
عراق المجد مُحْتـلَّةْ .. من الأطراف شيطانا
ماذا تقصد .. ؟ هي محتلة .. وأن الشيطان يقتنص في أطرافها فقط ؟!!!
أم أن الوزن اضطرك لهذا ؟؟
كذلك هناك شيءٌ آخر في " محتلة " بعد أن قمت بتصليحها إملائياً
وهي لا تكتب إلا هكذا .. ولكني سأؤخرها لحين أتحدث عن الوزن
وأيضاً كما ترى .. ما إعراب كلمة " شيطانا " ؟ لأنك نصبتها تبعاً للوزن ..
من الأطراف ( جار ومجرور ) .. عراق المجد محتلة ( جملة اسمية من مبتدأ وخبر ) فلماذا " شيطانا " تجعلها منصوبة ؟
وهذا الشعب في نفسي .. أضاء الأرض أحزانا
أتقصد " وهذا الشعر في نفسي " ؟ .. فلستُ أراكَ تحمل شعباً في نفسك ..
ثم " أضاء " ألم نعتد يا صاح على أن نقول أظلم الأرض أحزانا .. على أن كل مشاعر الكره والحزن والألم .. نرمز إليها بالظلام - حتى وإن قصدت بالضوء الانتشار لخواصه الفيزيائية - فالضوء .. والنور .. والشعاع .. نرمز لهم دوماً بالحب والرضا والأمل
فنقول مثلاً ( ضوء الصباح يملؤني سعادة ) أو ( نور الخير والهدى ) أو ( شعاع الأمل ) وكلها تعابيرٌ اعتدنا سماعها !!
وشعب القدس كم يدعو .. إلى الرحمن أسرانا
لا يصير أن ندعو من الرحمن .. وكأنه سبحانه لديه الأسرى .. ولكننا ندعو منه الرحمة والرضا والنعيم ورفع البلاء وندعو إليه أن يفك قيد أسرانا وأسرى المسلمين .. وقد نحذف حرج الجر من القائمة ونقول ( ندعو اللهَ بالخير ) فيكون لفظ الجلالة منصوباً .. تعديلٌ بسيط في البيت لن يضير الوزن
فقلتُ الليلَ مهموما .. فقد أبكى و أبكانا
الليل منصوب أي أنك نطقت لفظ الليل .. أو جُرحت نفسك .. لستُ أدري .. ولكن أيضاً الليل ( نفسك ) أبكتك ثم أبكتك في " فقد أبكى و أبكانا " فالمعنى في المرتين يقع عليك ولا يقع على الليل في أيهما
فما رأيك لو قلنا مثلاً ..
فقام الليل مهموماً ... وهُو يبكي فأبكانا
أرأيت كيف غيرنا من المعنى .. الآن الليل ( نفسك ) ترك المكان مهموماً ( وفيها إشارة إلى أن النفس زهقت عن الحياة المليئة بالألم ) وكان يبكي .. فأبكانا معه
بالطبع كل هذه مجرد مناقشة .. ومناغشة أصدقاء ورفقاء قريض
ويتبع مع مناقشة أخرى في الوزن
شويعر