وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سؤالك في محله أخي فالكثير يعاني من هذا الأمر
ولست وحدك تعاني من هذا الأمر
ولعل السبب الناس الذين حولك
والذين تُكثر مخالطتهم شئت أم أبيت
فالظروف تحتم عليك مخالطتهم
الأهل ، الجيران ، زملاء الدراسة أو زملاء العمل
المجتمع بأكمله .. حتى الأفكار التي تطرح على الشاشات
والإنترنت تؤثر عليك ... ألخ
والسؤال كيف تتعامل مع هؤلاء دون أن تُبدل مبادئك ؟
وبوضوح أكثر ..
هذا ما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
وهذا هو حالنا ..
ترانا ننجرف وراء الناس وأهوائهم
فإن أنت فعلت مالم يعتادوا عليه وُصفت بالأوصاف
وسمعت التعليقات .. حتى في لبسك وهيئتك لن تسلم منهم
فتتغير لكي تجاريهم وترضيهم
ولم يغنيك رضاهم شيئاً ، وهؤلاء ليسوا بشيء
فهم مثلك لا حول لهم ولا قوة
فلم نعطيهم قيمة أكبر من قيمتهم
وبرأيي إن درجة إيمان المرء وشدة إقباله على الله
وجعل الله نصب عينيه وجعل الآخرة نصب عينيه
هو المعين والسبب في الثبات على الحق
وعدم ميله لرغبات الناس وأهوائهم ..
وإن إفترضنا إن الأسرة والأصدقاء هم ممن يعينوك
على الحق والثبات عليه فذلك خير
ولكن لنتذكر قول الله تعالى
( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )
فإن كنا صادقين مع الله مقبلين عليه فسيثبتنا الله
في مثل هذه المواقف ..
وهذا يتطلب أن يجاهد المرء نفسه ويحسن الظن بالله
ويثق به ويتوكل عليه حق توكله مع الأخذ بالأسباب
التي تعينه على الثبات.
ولنتذكر قوله تعالى
(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ويُضلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)
وكذلك فعلينا الإعتزاز بديننا وتمسكنا بمبادئه
فلطالما إغتاظ من هم ليسوا على الحق ومن لم يتمسكوا به
من الذين تمسكوا به .. فيرمون عليهم الكلام
حسداً وحقداً ولشيء في نفوسهم ولأنهم لم ينالوا هذا الفضل
فعلينا الإعتزاز بما فضلنا الله عليه على غيرنا
طوبى للغرباء