النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

  1. #1
    التسجيل
    04-12-2003
    المشاركات
    13,612

    ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يبدأ التصويت اليوم وينتهي بعد يومين ( الأربعاء الساعه 12 ليلاً ) ..

    بالتوفيق للجميع ^_^
    التعديل الأخير تم بواسطة Exodia ; 08-10-2007 الساعة 07:15 PM سبب آخر: تعديل على المسابقة : )

  2. #2
    التسجيل
    04-12-2003
    المشاركات
    13,612

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    القصة كتبت .. في " زمن الحلم " وهي طرازٌ استحدثه الكتاب منذ سنوات .. يأخذ طابع الحلم .. ويأخذك عزيزي قارئي .. إلى بعدٍ غير ملموس


    غيبوبة



    ***********************

    ارتفع مُشير شاشة رسام المخ قليلاً ... تسارَعتْ النبضات ... تقافز المشير من جديد ... تحركت يدي اليمنى قليلا... كانت العودة مرة أخرى ... إلى الواقع ... أو هكذا ظننت ...

    كان الضوء مغشيا لبصري ؛ حاولت فتح عيني .. لم أستطع ... لكني لمحت طيف امرأة تلبس معطفا أبيضَ أو ربما كان ذلك تأثير الأضواء.

    " استيقظ سيدي... نعم ... أنا بكامل وعيي"

    ثم لم تمضِ دقائق على ذلك القول حتى سمعتها عادت وصوت أقدام بعض الناس معها

    "يا إلهي .. استيقظت بالفعل... أطفئوا هذه الكشافات أيها الحمقى ستصيبونه بالعمى"

    " أظنه رئيسهم في العمل أو ما شابه فقد كان صارما إلى أقصى حد، بدأت بمحاولتي من جديد لأرفع ستار الأجفان الثقيل هذا .. نجحت محاولاتي أخيرا"

    " مرحبا بك ... لابد أن لديك الكثير لتقوله" كان هو مجددا " ما .. ماذا يحدث؟ ... من ... أ... أنتم؟" كان هذا صوتي الذي لم أكن أتخيله رخيماً لهذه الدرجة.

    "بل من أنت... من أنت يا صديقي العزيز؟ ، أنت ضيفنا قرابة 35 عاما ولم نعرف اسمك"

    "35 عاما... ماذا يقصد هذا الرجل؟" هذا كان داخلي فقط... لم أكن اكتسبت تلك الطلاقة بعد... " لابد أنه مجنون، كنت منذ دقائق مع أبي وأخوتي نتمشّى في الحديقة العامة ... هذا عيد ميلادي العشرون ...

    ومنذ أن ذهبت أمنا ونحن صغار... وأبي لا يضيع عيد ميلاد ولا مناسبة سعيدة بلا احتفال .. كنا نركض أنا وأخوتي وأبي يلتقط لنا الصور ونحن لازلنا نركض ونتلاقف الكرة ... وماذا ... لست أدري... فجأة أجد نفسي بين هؤلاء... عرفتهم... إنهم ممرضون وتلك الممرضة هي المسئولة عني بلا شك... ولابد أن ذلك هو الطبيب الذي...

    " أين ذهبت يا صديقي ... ألا تعرفنا بنفسك؟" سلب انتباهي .. عدت أسترق منهم النظرات

    "اسمي... اسمي؟؟؟ لسـ.. لست أذكر... أخرجوني من هنا... أخرجوني" وبالرغم من أنني كنت أذكر جيدا إلا أنني فضلت الكتمان، تبادلوا النظرات المبهمة تلك ولم يحركوا ساكنا ... فقررت الاعتماد على نفسي والنّهوض...و... ولكني ما كدت أنهض حتّى سقطت أرضا على وجهي وأنا لا أقدر على التحكم في قدَمَيّ ولا يديّ... وكم كانت تلك السقطة مؤلمة...

    ورغم أنها تعد على أصابع اليد إلا أنها كانت أيام طويلة ومملة جدا، سمحوا لي بعدها بالذهاب بعد أن عادت إليّ سيطرتي شبه الكاملة على جسدي ...

    بعدها وجدتني أقف عند بوابة ذلك الفندق الذي استضافني طيلة "35 عاما" دون أن أعلم... لكن .. يبدو أن النوم لا يوقف عمر الإنسان .. احترق رأسي بنار الشيب المشتعل في فودي...

    حان الوقت لأبدأ... برغم أنني لم أكن أعرف من أين هي البداية... لكن لا بأس

    سعلت مرتين و لم أعرف السبَبَ... ربما كانت بسبب الرماد المتبقي في رئتي من الحزن الذي يشتعل في صدري على 35 عاما ضاعت هباء، لكني لم أنتبه وأنا أتنهد بالنيران وأهم بعبور هذا الطريق العريض...

    لم أكد أخطو فوق الإسفلت الذي لا مازال أسودَ منذ ثلاثة عقود ونصف حتى تناطحت سيارتان على وجه الإسفلت، ما لبث الزجاج المتناثر أن هدأ عليه حتى أقبل الرجلان من كرسيهما يتشاتمان بأقذع الشتائم والناس من حولهم كأنما ينفرون من قصة رعب تحققت ...

    هنا لم أجد من مانع أن أوقف ذلك العرض المتواصل لأحدث الشتائم من وسائل التقبيح والتجريح، وحينما اقتربت من أضخمهما أحب تقليد "محمد علي كلاي" في ضربته القاضية، والعجيب أنه اختار نفس موضع السقطة السابقة... لكن الضربة لم تكن بنفس الألم... أتتني فجأة.

    "ربّاه" قفزت مذعورة من حلْقي وأنا أركض مذعوراً أيضاً وقد أدركت سبب رعب الجميع من حولي.. لم تقف قدماي ثانية حتى وجدت نفسي أمام حديقة غنّاء... انبعث بي أمل كدت أفقده... وبعض الطمأنينة استشعرتها على صفحة ذلك النهر وبعض الحياة التي..." ما هذا؟!؟" كانت بقعة سوداء مخضرة قليلا تطوف فوق النهر... شيعت جِنازة تلك الحمامة ... لم يبقَ منها إلا رأسُها... بعينين زائغتين... وريش أسود...

    لست أدري كيف فعلتها... لكني نجحت وأنقذت نفسي قبل أن يسقط ذلك الصفصافي العملاق ويطحنني، قفزت لمترين كأنني لاعب "أولمبياد" ... " يا إلهي... ماذا يفعل هؤلاء بالأشجار المسكينة؟" لاحظت حينها كيف تعمل هذه الآلات العملاقة... وكيف تصنع من هذه الحديقة أرضا مسطحة... لاحظت بعدها أول مرة تلك المباني العملاقة التي تنظر بكل غرور وغطرسة وهي تنطح السحاب... كتب بجانب كل منها على ألواح عملاقة وبلون الدم " لا توجد غرف شاغرة"...
    لقد كان المكان من حولي يزداد... رغم أن الشمس كانت في وسط السماء... إلا أنني وجدت ذلك الخانق المظلم بين الناطحات أكثر الأماكن نوراً..

    كانت هناك سلة المهملات... قررت التقيؤ... لولا أن رأيت ذلك الوجه المشرق.. كنت أظن أنني شيخ عجوز... لكن بعد إذ رأيت هذا... أظنني مازلت طفلاً.

    أحسست بالشفقة تعتصرني... هممت أعطيه بعضاً من المال الذي أقرضني إياه المستشفى هو ومن يلتفون حوله... لكنه ظل واجما مطرقا... رفع رأسه فجأة "إنك لا تفهم شيئاً... لسنا نحن الفقراء... بل هم" وكان يشير إلى الجانب الآخر من "الخانق" إلى عامة الناس الذين يبدو عليهم الثراء الفاحش... وللغته الغريبة العجيبة هذه وجدتني اتجه نحوهم مبهوتا لست أفهم شيئا مما يجري هنا...


    "ابتعد عني أيها الأحمق"

    "اغرب عن وجهي أيها الأخرق"

    حينما نظرت حولي وجدت عبادا للفافة تبغ سوداء... أقصد بيضاء... بيضاء حتى إنني ظننت نفسي داخل حقول التبغ، والدخان يتصاعد من أفواههم ذات المشافر السوداء والأسنان الصفراء شبيها بذلك الذي يتصاعد من عوادم السيارات .. ويتحد الأسود والأبيض ليخترقا الأفق...


    اقتربت من "كشكٍ" صغير يحمل على كاهله العجوز أكواماً من الأتربة... فكرت في شراء جريدة ما ... لعلي أجد ما يسترعي انتباهي. " المال أولا" قالها البائع بعجرفة بعدما حال بجسده الضخم بيني وبين الجرائد... قد انتبهت حينها لاسم تلك الجريدة الشهيرة..."السعادة".

    "خذ يا أخي" وجدت سحنته انقلبت ثمانين ومئة درجة والمال صنع من وجهه لوحة لـ"دافنشي" اختصرت ما في الأرض من سعادة...

    أخذت "السعادة".. وكانت الصفحة الأولى.. "أنفلونزا الطيور.. تعدت الطيور".. "الدمار 98".. "مقتل سبعين عراقي ٍ".." إعدام 14 ربيعا فلسطينيا.. على الملأ"...

    كدت أنفجر حينها، فلم تكن تلك غير الصفحة الأولى... يطرزها من جوانبها إعلانات التجميل والشد والنفخ وما لم أفهم له – حتى الآن – أدنى فكرة... رفعت الجريدة وطرحتها أرضا وابتعدت عنها وخيل إليّ أن اسمها استحال.. استحال.. "التعاسة"...

    كنت أحب في صيفي العشرون فتاة أكبرها بشهرين، وكنت كل فنون الحب أقطفها لها من شعر ونثر ولحن ورهيف صوتي الذي لم تغيره سنون النوم... تذكرت كل لحظة معها حينما رأيت ذلك الشعر الغجري الذي يصطف ضفائر كما كانت فتاتي تفعل ... إلا أن شقرة هذا الشعر اللامع كانت عجيبة... وهي تنافس "يُوح" في ضيائها وتتمايل مع نسيم هذا الشتاء الزمهرير البارد...

    قلت لنفسي – متناسياً الدهان الأبيض الذي لطخ جدران رأسي – "لِم لا أتعرفُها... فقد أجد بعض القلب الذي فقدته في النوم العميق" واقتربت منها وساءلت نفسي... "ما الذي أفعله؟!" ولكني بادرت: "آنستي ... هلا تعارفنا؟" ... لم تلتفت إلي ولم تنطق وقد تدلّل كتفاها... فصرت آخذ بنصف التفاته حولها فتشيح بوجهها عني... حتى كدت أمِل... لولا التفاتتها التي لم أنسها أبداً... وقد سقطت على ظهري ترتعد فرائصي... بعدما رأيت ذلك الوجه الذي يعلو شفتيه المشققتين شاربان عظيمان... وقد اتضح لي... ورأيت ما لم أره...

    لم يردعني شيء عن الصراخ وحملتني الصرخات لمئة متر عن تلك أو ذلك النصف وقد علمت حينها أن المشكلة تكمن في قدمي اللتين تحملانني كما تشاءان ... فقررت ركوب سيارة أجرة...

    والعجيب بالفعل أن سيارات الأجرة هي التي كانت تختار راكبيها... لا العكس، وأقتصر الاختيار على الحسناوات والشابات الرهيدات، إلى أن رضي عني أحدهم – لا كرما منه ولا ذوقا – ولكن لأنه لم تعد حسناوات على مائدة الطريق...

    "امش بي قليلا" كاد أن يطرحني السائق بعدها أمام السيارة ويدهسني تحت عجلاتها السوداء المتهرئة... لولا ذلك المبلغ الضخم الذي خلعته من جيبي.. دسسته في جيب سترته... ولم يكد يرى لون المال يملأ جيبه قفز حتى رأسه واخترق سقف السيارة من فرحه و... و مضت برهة... وقف فجأة واصطكت ضروس الإسفلت مع العجلات حتى كادت تشتعل بنا النيران..."ماذا... ماذا جرى؟"..."ازدحام مروري... ألا ترى بأمّ عينيك" يبدو أنه ..."انزل هنا... فلن أقدر على شيءٍ مع هذا الازدحام" نعم... يبدو أنه نسي كمَّ النقود التي بجيبه... وما إن فعلت وخطوت خارج السيارة حتى رجع بسيارته سريعا للوراء واتخذ سبيله بين الازدحام بكل بساطة وأكمل مسيره والغضب يغلي في رأسي... فيبدو أن تلك الحسناء سيطرت على عقله وهي تركب معه...

    رأيت جنديا يلبس الرداء الحربي الذي لم أره منذ عمر... و... " من فضلك ... ما سبب كل هذا الازدحام؟" ... لم ينطق بحرف واحد ولم يحرك شفتيه قيد أُنملة... وقد ذكرني بالناطحات المغرورة... ولكنه خضع لإجابة السؤال بعد إلحاحي الشديد ... "إنه أحد المسئولين الكبار... يُشَرِّفُ الطريق العام بالمرور"

    "يشرف الطريق العام!!!... أهكذا التشريف؟؟"... لم تنفرج شفتاي بها بالطبع... فلست أمتلك تلك الشجاعة أبدا... وعلى الأفق بمحاذاة الشمس رأيت آخر السيارات المصطفة في هذا الطريق الطويل... عاندني فضولي وحملني إلى هناك...

    لست أدري متى وصلت... ولكني رأيت هذا الجمع الغفير للعساكر الكثر الذين يصطفون على طول رصيفي الشارع الآخر... لم يكن يعبره غير منديل يتلاعب به الهواء باستخفاف... إلى أن شقتهما تلك الدراجة الهوائية الأم وسربها من ورائها وتلك السيارات السوداء المظلمة... كدت أجن وأنا أعدها على أصابع يديَّ و قدميَّ... إلى أن جاءت تلك السيارة العجيبة... التي تمتد لسبعة أمتارٍ أو ثمانية... كنت أكاد أراها محاطة بسيارات أخرى من كل الجوانب... ومن أعلى تلقي التحية طائرة مروحية... سيارات إسعاف... إطفاء... و... و... وانفجرت السيارة الكبيرة... ولم يبق منها إلا عجلات ثلاث... وقد أكمل الموكب المسير بعدها كل سيارة في اتجاه... وكُلٌّ يهرب بحياته... والطائرة المروحية لم تكن هناك...

    لم أنتظر حتى تنتهي كل تلك القصة ، فقد كنت أنجو بنفسي حينها ومن الأعلى يمكنك إحضار ملعقة... لتذوق طعم الحساء والناس يتخبطون بعضهم ببعض، و... ولم ألحظ وأنا أمشي... ذلك الرجل الذي أخذ رحلة الهبوط الاضطراري من فوق إحدى الناطحات العملاقة... والناس في موقع الهبوط منتظرون...

    لقد كان الهم يعصف بي حينها... وكأنما بلاء الـ"35 عاما" قد جُمِعَ وزُجَّ به في زنزانة جمجمتي... وجعلت أبكي لا أسمع غير ارتطامات دمعي بالأرض بعد انزلاقه على صدري... وقد أخذت السماء تبكي معي بغزارة لم تفق غزارة دمعي والشفق الحزين لاح عن الأفق وتخاصما وجاء الليل يسعى للصلح بينهما ولكنهما نفرا منه فأقبل يحتضن الغيم الذي انهمرت دموعه أكثر تحت ضوء القمر الذي وقف مع النجوم عزاء هذا اليوم الطويل الحافل بالأمنيات!!!

    مضى كل ذلك لمحاً... فوجئت منذ لحظات بأنني وصلت لست أدري إلى أين... وذلك " المسدس" الذي أشهره في ظهري... أحدهم يطالبني بما أملك من نقود... أعطيته كل ما تبقى من نقودي ومازال يقف كما هو ... و ... " ملابسك"... "ماذا؟"..."قلت ملابسك أيها الـ.... ألا تسمع؟!" ... يبدو أنه يعني ما يقوله بالفعل... وهو يرفع سلاحه الثقيل إلى صدغي... ولكني لن أقف ساكنا أستقي من رحمته الانتظار...

    لست أدري ماذا حدث بعد ذلك... فقد انحنيت وغرست كُوع ساعدي في بطنه وسمعت آهة خافتة... كأنما في حَلْقة غصّة عالقة... ركضت بعيدا عنه أبتغي الهروب و... لست أدري هذه التي تجتاح قشرة رأسي... طلقة أم ضربة يد... وهل أنا مَيْت أو أن هذه نومة جديدة... وها أنذا عدت إلى الواقع... تراخت يدي اليمنى.. سكنت... بلا نبضات... ولا أي إشارة... عصبية...


  3. #3
    التسجيل
    04-12-2003
    المشاركات
    13,612

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    ...............................
    التعديل الأخير تم بواسطة رابعة العدوية ; 09-10-2007 الساعة 01:54 PM سبب آخر: ليست من تأليف الكاتب

  4. #4
    التسجيل
    04-12-2003
    المشاركات
    13,612

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    نــــور

    هل تذكرونني ؟ لقد تعرفتم علي من قبل..

    اسمي ليلى نبيل, زوجة رجل الأعمال الشهير إسماعيل نبيل, هل تتذكرون,أنا من حملت وصمة القاتلة و القاسية, و المجنونة – كما يريد محامي الدفاع أن يدعي –فهل حقا أنا كذلك ؟ وهل حقاً سأحاكم بالإعدام ؟ وهل حقا أستحق كل تلك الألقاب التي أطلقتها علي الصحافة والحملة العشواء التي شنها علي زوجي –إنقاذاً لمكانته الاجتماعية .. و نور.. ابني وفلذة كبدي هل يحمل نفس احساسكم، بل هل يحمل حتى لمسة حزن او غضب حين قطعت عنه أجهزة الإعاشة؟ ...

    ما غضب نور ياسادة , لأنه ماكان يعلم أنه ينتمي إلى عالمكم , فطفلي الصغير الذي أنجبته قبل ثلاث سنوات , ولد كفيفا ،أصم , كبطل رواية الشفق الأحمر –ولدي نور –كان حالة خلقية فريدة , تماما كمارك بطل تلك القصة , إضافة إلى معاناة تضخم الرأس .

    ما الذي كان علي أن أفعله أمام صدمة كهذه ؟!هل لكم حلولا أخرى ام فقط تصوتون .. , لا زلت أذكر نظرات الممرضات إليه برعب ممزوج بالشفقة.. أكان لزاما علي أن أتخلى عنه إلى واحدة من تلك الجمعيات الوحشية التي عينت نفسها للدفاع والاعتناء بالأطفال المقعدين ؟! ء.. أم كان علي أن أترك والدتي –جدته- تأخذه بعيدا وتتخلص منه حرصا على مستوى ابنتها الاجتماعي – وهل سيقوى قلبي كأم على ترك نور ؟؟ ملاكي الضعيف إلى يدي أنثى التي انجبته وخرج من بين احشائها ؟..

    نور كان فلذة كبدي وكان بضعة مني , كان ملاكا , ببشرته البيضاء الصافية التي وهبها له الله , و بشعره الأسود الناعم , و ابتسامتة الرائعة التي منحها إلي مذ احتضنته لأول مرة ,وقبلته كما هو من لحمي ودمي ، أكان علي أن أتخلى عن ملاك وديع كنور ابني لا أبدا..ولن اسلمه لغيري حضنا .

    إسماعيل زوجي، أبوه، تركني لشأني ظنا منه أن فكرة إنجابه كانت نزوة غبية من نزواتي–كتلك التي قررت فيها شراء قصر ضخم لأن زهرة حمراء نادرة في حديقته قدأعجبتني – لا.. نور كان شيئا آخر , مختلفا ,لا ينتمي لعالم الماديات ، كان قطعة روح صاخبة من الحياة , حتى وان بدا صخبه مجرد همهمات ضعيفة يطلقها سدا لرغبة من جوع أو عطش , أو أي حاجة أخرى من احتياجاته .. حضنت طفلي وقررت الاعتناء به, فهل كنت مجنونة أن فضلت ان اكون أما لطفلي ، احضنه واهتم به؟..

    كان الاعتناء بنور بمثابة المهمة المستحيلة , فهو لا يبصر , ولا يسمع ولا يتلفظ كلمات, كان يسحق قلبي أن أعايش طفلي وهو عاجز عن المرئيات والمسموعات لونا وصورة وسمعا بكل جمالها وروعتها وتلونات اصواتها , بل لن يستطيع حتى المشي بخطوات ثابتة , و رغم ذلك وبحدس الامومة الساكن في اعماقي كنت اعلم أن طفلي طفل بالغ الذكاء بالرغم جميع الفحوصات الطبية العقيمة التي أثبتت تخلفه .. وقد برهنت الأيام عن صحة ما أقول ..

    حين أتم نور عامه الأول كان ملاكا جميلا , اكتسب بضعة باوندات وأُشْرِبَ بياض خديه حمرة خفيفة , صممت أن أقيم له حفلة ميلاد كبيره, وقد فعلت , بدا يومها فعلا كالملاك وهو يتوسط كرسيه المتحرك ويصفق جذلا بيديه الصغيرتين كأنه يريد أن يعانق شيئا لا يراه الا هو , بين الحضور من البشر, اجل كان ملاكا وهو يرحب بهم , وهم ما فتئوا يرمقونه بنظرات الاستغراب وهمسات الشفقة ويرمونني باتهامات الجنون !!

    بعد تلك الحفلة قطع زوجي محاولته البائسة لإنجاب طفل أخر , في الواقع لم أكن أريد سوى نور، ونو ر وحده، ونظرا لأن ابني لم يكن مؤهلا كما يظن زوجي ليرث إمبراطوريته العظيمة فقد قرر زوجي الزواج بأخرى .. وإنجاب طفل أخر , ما أحزنني الخبر , فقد أمسى نور محور عالمي بأجمعه ..

    كنت أضعه كل يوم في عربته , وأمشي به خارجا ،أدع الشمس تعانق قسماته الملائكية بحرية ..

    و اعتمادا على اللمس ,تطورت بيننا اشارات للتفاهم، كان نور طفلا ذكيا ، يحس من لمسة يدي حزني وفرحي , وألمي وانشراحي ,أذكر حين توقفت به مرة في الحديقة , واحتضنته باكية , حينها ابتسم لي , ومسح بيديه الصغيرتين على خصلات شعري , ألم أقل لكم أن نور كان ملاكي , ملاكي الذي صار يحرسني ...

    ..و كجميع الأمور الجملية تفنى قبل ان تتمم مسيرتها , وككل الملائكة الذين تتعبهم خطايا أهل الارض ما كان باستطاعة نور أن يكمل معي الطريق ... حين احتفلنا معا وحيدين في البيت بعامه الثاني,بعيدا عن عيون تريد أن ترى كل شيء وتستفسر عن كل شيء ... فما كنت أطيق سؤال أي متطفل لماذا لم اعلق زينة لابني ؟ ولم أعلقها وهو لا يراها ولا يتمتع بألوانها ؟, كان ابني، ملاكي يومها شاحبا يبتسم لي بصعوبة , وحين جن الليل كان طفلي قد بدأ ينهار، أذكر حينها فزعي الشديد وخوفي الأشد على فقده ...

    كان مشهد المستشفى , ورؤية كل تلك الأنابيب تخترق جسده الرقيق، وهمهماته الضعيفة الرقيقة الأليمة , وليالي السهر تطول بجانبه وصراع الالم يطويه , كل ذلك كان يضاعف ألمي وعجزي .. وصار يذوي كورقة خريف ، يئن بوجع يفتت الكبد

    أيقنت أن الالم الذي يعصره كخرقة بالية لن يتركه قبل ان يمزق كل ذرة فيه, هل كان بإمكاني أن اتركه يذوي أمامي ويتألم , دون أن احمل بعضا من تلك الآلام ..لا ما تنبهت الا حين فصلت الكهرباء عن آلات الإعاشة الخاصة به ، ارتحت لراحته، لم أشعر بالذنب .. حتى نور لم يكن غاضبا , وأنا بجانبه امسك بيده ...

    كعادته حين يحس حزني عليه ابتسم لي , ومسح بيده الصغيرة على خصلات شعري ألم أقل لكم انه ملاك .. هل كنت في رأيكم حقا قاتلة ؟ لا أدري , ربما .. وحدها الموت تنصفني كما انصفته


  5. #5
    التسجيل
    11-07-2005
    المشاركات
    10,145

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    اوه مشوار كذا @@
    يومين سو على كذا بقرا اجزء من كل قصة لأن صعب نقيم على قصة طويلة بعض الشيء ^^"

  6. #6
    التسجيل
    13-08-2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    145

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    السلام عليكم
    انا أصوت علي قصة
    في قاعة الامتحان
    عجبي بزاف واسلوبها ممتاز و هدفها نبيل
    اتمنى لها النجاح ولجميع القصص

    سلام
    .............
    .........
    ....
    .
    .
    ربما عجزتروحيان تلقاك
    وعجزت عيني ان تراك
    ولكن لم يعجز قلبي ان ينساك

  7. #7
    التسجيل
    11-07-2005
    المشاركات
    10,145

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    اها نصوت لوحده بس

    اصوت لغيبوبة
    مستواها عاجبني ^^
    الصياغة ممتازة اسلوبها الادبي اقوى بالنسبة لي ^^

  8. #8
    التسجيل
    29-01-2005
    المشاركات
    1,782

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    السلام عليكم ورحمة الله..
    تصويتي..

    1- غيبوبه

    2- في قاعة الأمتحان

    3- نور

    بالتوفيق للجميع

  9. #9
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    اكسوديا ..
    صباح الخير
    تسقط مشاركة في قاعة الامتحان , لأنها أيا يكن الكاتب فهي ليست من تأليفه الخاص , "وصلتني عالميل شي تلت أربع مرات عجبا ألم تصلك ؟ " ...
    عموما , سنناقش الأمر فيما بعد بالنسبة لصاحب المشاركة ..
    حاليا , تسقط المشاركة ..
    دمتْ

  10. #10
    الصورة الرمزية ياسمين الشام
    ياسمين الشام غير متصل عضوة قديرة ومراقبة سابقة
    .•||• . زهرة المنتدى. •||•
    التسجيل
    25-03-2006
    الدولة
    في قلب الشآم..
    المشاركات
    1,674

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    السلام عليكم...
    المشاركات قليلة جداً...
    1-الغيبوبة.
    2-نور..
    وبالتوفيق..

  11. #11
    التسجيل
    02-04-2007
    الدولة
    يغمرني الفخر كلما ذكرت اسم ~ اليمن ~
    المشاركات
    533

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لم اتوقع المشاركات قليقة لهذه الدرجه

    على العموم تصويتي كما يلي :
    1- الغيبوبه <<الاسلوب راااااااااااااااائع وممتع لدرجة اني انهيتها وانا ما احس
    2- نور << اسلوب جميل لكني لم افهم بعض الكلمات

    بالتوفيق للجميع يااااااااااااا رب
    لاشيء يستحق هذه المساحه ..!

  12. #12
    التسجيل
    04-12-2003
    المشاركات
    13,612

    رد: ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~ التصويت لمسابقة قسم الرواية و القصة القصيرة ~¤ô¦¦§¦¦ô¤~


    انتهى التصويت ...

    شكراً لكل من شارك هنا ..

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •