في معظم بقاع المعمورة وربما في أجمعها هناك قدر لا بأس فيه من الفساد الأداري الذي يستشري في المجتمعات لكي يزيد من أرصدة أولائك الذين يعتاشون على السحت الحرام ويمتهنون بذلك الأنسانيه من حيث لا يعلمون ... مما يعطي الأفضليه وفي أكثر الأحيان للسيئين على حساب الخيرين وللجهلة على حساب المتعلمين ... وكانت ( الواسطة ) وما زالت هي العامل الهد ّام في أساسات البنى الأجتماعيه والأقتصاديه لتلك المجتمعات برغم مقت الأنسانية لها أجمع مما يجعلها تتداول في السرّ وليس العلن في أكثر الأحيان
وتشتد هذه الظاهرة المقيته وتنمو باضطراد وسط مجتمعات العالم الثالث والرابع والخامس ... الخ نتيجة الجهل وتفشي الأميه والأنحدار الأقتصادي برغم ان أكثر هذه المجتمعات قد حباها الله بدين الحق والتسامح دين الأسلام الذي وضع لنا وبوضوح دستورا واضحا في الحياة الحرة الكريمه بعيد عن الرشوة والواسطة وبعيدا عن كل ما يمتهن المسلم كبشر أعزه الله وأكرمه على كل خلقه
وان كان البعض من ضعاف النفوس يجاهرون بتميزهم وفق تلك السياقات الغير شرعيه على أقرانهم ويعلنون وبفضاضة انهم اقرباء المسؤول الفلاني او انهم يمتلكون ما يفتح لهم الأبواب الموصدة ويحصلون على كل ما يبغونه بيسر وسهوله حتى خارج الأستحقاق المشروع ... إلا ّ ان المؤسف ان تلك الظاهرة أصبحت سمة أساسيه في مجتمعاتنا وكأنها من مسلمات تقاليدنا الأجتماعيه والحضاريه التي ينظر لها هؤلاء باستمرار وتلاقي قبولا كبيرا من المسؤولين الذين يتغاضون عنها ويعملون بها بتصاعد ملحوظ ... ومع الأسف
لكن أصحاب الفكر النير يدركون أن هناك ( واسطة ) واحدة أحلها الله لنا وميزنا فيها عن باقي الأقوام وأكرمنا في الحصول عليها دون مقابل أو تزلف لأحد من المخلوقات أو قرابة أو نسب ... ألا وهي ( شفاعة ) الهادي البشير صلى الله عليه وسلم والتي سيتوسط لنا بها يوم لا ينفع مال ولا بنون ... إلا ّ من أتى الله بقلب سليم ...
فشتان بين هذه وتلك ... وشتان من يتوسط لنا في دنيا البقاء ( بدون مقابل ) ومن يتوسط ( لهم ) في دنيا الفناء ... وكم هو كريم من سيتوسط لنا في حينه وكم هو أكرم من سيقبل تلك الواسطه
تقبل الله منكم الصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل ورزقكم بــ ( كارت ) واسطة من الشفيع المصطفى صلى الله عليه وسلم تدخلون به حوض الكوثر لتطهروا أرواحكم وأجسادكم من الخطايا والذنوب ... انه على كل شيء قدير
أشــرف واسـطة !!!
