ففي صدر الإسلام كان الدين نقيا غضا كما أُُنزل ٬وامتاز جيل الصحابة بحرصهم علي حفظ الدين نقيا ٬ فكانوا في مسائل الاعتقاد الأصلية وأصول الدين علي قلب رجل واحد وقد ثبت عن ابن عباس قوله في تفسير قول الله تعالي :" يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ..."106 آل عمران قال:" فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة , وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة ", وفي رواية أخري عنه أيضا :" تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف , وتسود وجوه أهل البدعة والاختلاف"(شرح أصول الاعتقاد للالكائي-والإبانة لابن بطة-تاريخ جرجان-فتح القدير للشوكاني) ٬....(القرن الأول)
....٬وقد شهد أواخر جيل الصحابة ظهور بعض الآراء الضالة المبتدعة ٬ فكان ظهور القدرية النفاة ٬ الذين تبرأ منهم ابن عمر رضي الله عنهما ٬ وكذلك الخوارج الذين كفروا علي ابن أبي طالب وحاربهم ٬ وظهور النواصب الذين ناصبوا أهل بيت رسول الله العداء ولكن هؤلاء سرعان ما انقرضوا ٬ ثم الشيعة الذين كفروا كل الصحابة إلا سبعة علي أكبر تقدير٬ ولكن كان ذلك كله يمثل تيارا ضعيفا لا يقارن بجمهور الأمة ٬ فقد كان الناس جماعة واحدة حول الصحابة وامتدادا لما كان عليه صحابة رسول الله ٬ لذا لم يحتج الناس إلي اسم ولقب يتميزون به ، قال سعيد بن جبير رحمه الله في قوله تعالي :" وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى"(82) طه:"لزم السنة والجماعة",ورُوي نحوه عن مجاهد والضحاك وغيرهما(أصول الاعتقاد للالكائي-وتفسير البغوي-تفسير ابن كثير) .(أواخر القرن الأول)