تبادل نواب البرلمان العراقي اليوم الاتهامات، وخاصة النواب السنة والشيعة والأكرد حول قضية كركوك المتنازع عليها، فيما اقترح أحد النواب جعل المدينة إقليما ذا استقلالية خاصة وإعادة ترسيم حدودها الإدارية.
فقد اتهم النواب الشيعة اللجنة التي شكلتها الحكومة العراقية لدراسة أوضاع المدينة بالعمل على تغيير هويتها، وبالتغاضي عما تقوم به الأحزاب الكردية من السعي لتغيير هوية المدينة.
ومن جهته وصف "النجيفي" النائب السني العربي اللجنة بأنها "تغافلت عن الحقائق الواضحة والموثقة من التغيير الديمغرافي الهائل في مدينة كركوك؛ حيث تم إسكان مئات آلاف من الكرد من غير أهالي المدينة وبنيت لهم دور سكنية في أراض عامة متجاوز عليها وبأموال الدولة".
وأضاف أن هذه الإجراءات خرق للدستور العراقي "الذي ينص على عدم جواز التملك في هذه المدينة لأغراض التغيير السكاني".
وتعد مدينة كركوك، التي يسكنها خليط من العرب والأكراد والتركمان إحدى النقاط العالقة، والتي مازالت تشكل نقطة خلاف حادة بين العرب والأكراد؛ حيث يصر الأكراد على ضمها إلى الإقليم التابع لهم باعتبارها ذات أغلبية كردية وأن مسئولي النضام الصدامي قد قاموا بمحاولة تغيير ديمغرافيتها، فيما يرفض العرب ذلك بشدة .
واكتسبت القضية الكركوكية أهميتها بسبب المخزون النفطي الضخم الذي تتمتع به المدينة.
وبسبب هذه الخلافات فقد قامت الحكومة العراقية بحسب المادة 140 من الدستور العراقي بتشكيل لجنة لتطبيع الأوضاع في المدينة وإجراء إحصاء للتهيئة لإجراء استفتاء شعبي لها سيتم من خلاله تحديد مصيرها.
وطالب النجيفي "بإيقاف القرارات والأوامر الصادرة من اللجنة وتأجيل التنفيذ لحين الانتهاء من المادة 142 من الدستور وإزالة كافة المخالفات القانونية والدستورية والاتفاق على أسلوب لمعالجة المشكلة القائمة بروح عراقية أخوية تحقق الاستقرار والأمان وتعيد الحقوق كاملة غير منقوصة".
وحاول النائب الكردي فؤاد معصوم تفنيد الاتهامات التي ساقها النجيفي، وقال إن اللجنة التي تقوم بتطبيع الأوضاع في كركوك "هي لجنة برلمانية وتقوم بتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس النواب" .
واستنكر معصوم اتهامات النجيفي للأحزاب الكردية وقال إن هذه الأحزاب "تريد استقرار العراق وليس تأزيم الوضع" وقال إن الكرد متمسكون بالدستور العراقي لحل مشكلة كركوك رغم أن هذا الإجراء يمثل تنازلا عن حقوق الكرد في كركوك.
وعلى الصعيد ذاته اقترح النائب الشيعي عباس البياتي التركماني الأصل إعلان مدينة كركوك إقليما قائما بذاته وإعادة رسم حدوده، على أن يكون توزيع السلطات فيه بالتساوي على العرب والكرد والتركمان.
كما اقترح تشكيل "هيئة رئاسية عليا للمدينة من قبل رئيس الإقليم ورئيس وزرائه ونائبه ورئيس السلطة إدارته بالتوافق فيما بينهم" .
http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=20855