بين الحياة والموت كلمات تنتحب
بين الحياة والموت ...
آفاق بعيدة يعجز العقل عن إدراكها ...
وبين الخيال والواقع ...
قصص غريبة تعجز الكلمات عن إيتائها حقها من الوصف ..
ومن بين أيام قاسية مررت بها ...
تفجرت كلماتي من شرايين القلم ..
لأنثرها خواطر مضطربة على صفحتي المتواضعة ...
(2)
من بين هاتيك اللحظات السعيدة ...
وعبر بحر الذكريات ...
أطلقت العنان لمركبي ... وفتحت أشرعتي .. وبدأت أشق طريقي نحو بر الأمان ...
لكني فجأة أحسست بالضياع ... وبدأت أفكاري تضطرب ... وفقدت زمام الأمور ...
فالأمواج تتلاطم على طرفي المركب بقوة وصخب.. وتجعله يتمايل يمنة ويسرة ...
أما أنا فأقف ذاهلة خائفة أبتهل إلى الله القادر على كل شيء ..علّه يخفف عني غربتي تلك ...
(3)
إليك خالي أرسل كلماتي ..
منك أستمد إلهامي ..
ومن أيام عمري القليلة التي قضيتها معك نسجت حبي وإخلاصي ..وكل وفائي ..
(4)
لن أنسى .........
لن أنسى تلك اللحظات التي كنت فيها بفارغ الصبر لألقاك ...
حين كنتَ مسافراً ولست عنا بقريب ...
حينها .. كانت تمر الثواني كالساعات الطوال والسنين الثقال...
كان قلبي يخفق بشدة ..
وأضلعي ترتجف شوقاً للحظة اللقاء ...
(5)
لن أنسى .........
لن أنسى تلك اللحظة التي أبصرتك فيها قادماً من بعيد ...
تجر أمتعتك الثقيلة ...
ترقب الناس شخصاً تلو الآخر ...
تبحث عنا.. توقاً لرؤيتنا ..
وحين تلاقت الأعين .....
كاد قلبي يرقص من شدة الفرح ...
أحسست أني أصبحت في عالمٍ آخر ..
عالم السعادة التي لم يسبق لها مثيل ...
انطلقت نحوك لأضم يداك الدافئتان ...
وصدرك الحنون ...
نعم....
لقد كان لذلك الموقف في عمري ...أثر كبير لن أنساه مدى الحياة ...
(6)
لن أنسى ........
لن أنسى تلك الأيام القلائل التي زرتنا فيها ...
تلك الساعات الجميلة التي قضيناها معاً...
تلك الابتسامة التي زرعتها على شفاهي حين عجز الآخرون عن رسمها ..ولن أنسى أيضاً ... تلك اللحظة المؤلمة التي أخبرتنا فيها عن موعد سفرك ...
كان خبراً قاسياً إلى حد ما ...
لكنني كنت أحاول أن أتناساه قدر الإمكان ...
لأستغل كل لحظة معك وأزينها بالذكريات .........
لم تكن تلك الأيام بالطوال ... ولم تكن تلك الذكريات بالكثيرة ...
إلا أن أثرها كان عميقاً وكبيراً...
(7)
لن أنسى ........
]لن أنسى ليلة سفرك ...
حينها كنت حزينة ...
أواسي نفسي ... لأني أعلم أنك ستعود إلينا في العام القادم ...
لنضيف إلى قاموس الذكريات ذكريات لم نعهدها من قبل ..
كان عزائي الوحيد ....
هو تلك الأمنية ...
حيث كنت تأتينا كل عام ..تمكث أياماً قلالا ..لتعيد الكرة في العام المقبل ...
وكلما ذهبت وعدت .... هناك من اللحظات المثيرة ما يبقى مدى الزمان...
قدومك ... مكوثك ... سفرك ... مهامٌ ثلاث لا رابع لهن تقوم بهنّ كل عام ...لحظة اللقاء ... لحظة الوداع ...هنيهاتٌ يتوجب علينا أن نعيشها أيضاَ كل عام ...
(8)
لن أنسى .........
لن أنسى صوت الهاتف صباح اليوم الذي تلا سفرك الأخير ...
لن أنسى دموع والدتي التي انهمرت حين علمت بخبر وفاتك المفاجأة ...
لقد ودعناك قبل يوم كما نودعك كل عام ...
لكننا في اليوم التالي اكتشفنا أنه ليس ككل عام ....
لم يكن في البال حسبان لمثل هذه الأخبار ...
فيا للنكبة التي حلت ...
ويا للصدمة التي صعقتنا جميعاً...
لقد صعدت روحك الطاهرة إلى بارئها من غير سابق إنذار ...
صعدت لتترك لنا جسداً لا حول له ولا قوة ..
لتترك لنا ذكرياتٍ كانت جميلة ... وأضحت مشوبة بآهات عميقة ...جعلتنا نحترق لمجرد ذكرها أو تذكرها ...
نار الألم التي ولدها هذا الخبر الذي لا يصدق...
جعلتني أرى كل جميل أسوداً...
وأنستني كيف أرسم الابتسامة على وجهي ...
وما معنى الابتسامة على وجوه الآخرين حولي ....
صرت أرى ابتسامات وضحكات وقهقهات ...
مزاح وهزل ولعب ...
سواء في الجامعة أو في الشارع أو بين الأصدقاء
وأنا بين تلك الجموع غريبة ...
كأني كائنة من كوكب آخر ...
كأني لم أولد من قبل على هذا الكوكب...
كأن ذاك الخبر جعلني أولد من جديد...
إنسانةً أخرى غير التي كانت ...
في دنيا ليست كالدنيا التي كنت أعيشها من قبل ..
لم يعد العالم عالمي ..
ولا الناس هم أنفسهم الذين عهدتهم من قبل ..
بل هم أناس تتسلل الضحكات إلى وجوههم بكل بساطة..
بينما تتسلل الدموع إلى وجنتاي بأبسط من البساطة ...
أحاول تقليدهم في اصطناع الابتسامة ..
علي أستطيع أن أعيد حياتي السابقة ..
لكن محاولاتي دائماً ما تبوء بالفشل ...
محاولاتي الفاشلة ..
سمحت لليأس بأن يحتل قلبي ...حتى مللت من تكرارها ..
محاولاتٌ كانت نتيجتها الدموع التي تزيد من حرقة القلب المستعر ...
(9)
أين أنت الآن ...
أين أنت يا عزيزاً في القلوب ...
ويا باقياً مدى الدهر في العقول ...
لن أنساك ما حييت ...
فلترقد بأمان واطمئنان ...
أنتم السابقون ونحن اللاحقون ........
(10)
كلمات مبعثرة ..
أحرف متناثرة...
معانٍ مشتتة ..
حال مؤلمة ...
يؤول إليها المرء أحيانا
فتفقده زمام الأمور..
حينها ...........
يترك لقلمه حريته المطلقة ..
ليعبر عما يجول في خاطره ..
وما يدور في فكره ...
هذا ما حل بي ..
فاعذروني إن أطلت عليكم ...
الرجاء ممن يقرأ هذه الخاطرة الدعاء لخالي بالرحمة والغفران ...