بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده ،، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ..
شدني في الفترة الاخيرة موضوع الإنصات .. حيث أخذت أقرأ عنه الكثير لأعرف سر هذا الفن الغائب في كثير من الأحيان .. وخير ما قرأت عن هذا جانب " أنصت يحبك الناس " للاستاذ/ محمد النغيمش
فكثيراً ماترى أشخاص يقاطعون المتحدثين .. وآخرين يظهرون الملل على وجوههم ، راجين انتهاء حديث المتحدث ..
وقد تجد من ينظر إلى الساعة .. وآخر يعبث ويلعب ، والمتحدث مستمر في كلامه !
وقد نظرت في هذه الشخصيات .. التي جُردت من معنى الإنصات
فوجدتها ليست محبوبة .. وتجد صعوبة في التعامل معها
وترى الناس تنفر منهم !
ذلك أن الناس يحبون من ينصت إليهم ويستمع لهم ، وهم يفضفضون عما في أعماقهم من أفراح وأحزان وضيق ..
الفرق بين الإنصات والاستماع
هناك فرق شاسع بين الإنصات والاستماع .. وقد يعتقد الناس أنه لا فرق بينهما ..
تعريف الإنصات
هو التركيز العميق فيما يقوله المتحدث، وسط خضوع تام لجميع الجوارح ، بعيداً عن التكلف والتصنع.
أما الاستماع أو السماع فهو التقاط الأذن لحديث ما سواء بقصد أو من غير قصد السامع. ويمكن تعريف الاستماع على أنه "أخذ المعلومات من المتحدثين أو حتى من أنفسنامع الحرص على لعب درو الحكم أو المتعاطف"
إذاً هناك فرق كبير بين الإنصات والاستماع. فالاستماع قد يكون مصادفة أو من غير قصد، فقد تمر بأحد الشوارع فتسمع صوت عربة قطار مسرعة أو أحداً يناديك مصادفة أو طفلاً يبكي. والتركيز العميق ربما لايتوافر هنا، فالاستماع إلى المذياع أثناء قيادة السيارة أو في مقهى هو مانقصده بالاستماع.
أما الإنصات فهو عزل كامل للمؤثرات المحيطة بنــا، رغبة في التركيز على ماسيقوله المتحدث، للتفاعل الجدي معه. والإنصات كما يصفه الإمام الرازي في مختار الصحاح هو " السكوت والاستماع " .
قال تعالى " اذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون "
لم يكتفِ الرب سبحانه بالأمر بالاستماع فقط إلى كلامه جل وعلا ، بل قال " وانصتوا" وهذا يبين الفرق بين الانصات والاستماع، وأهمية الإنصات .
لذا كان لزاماً أن نتعلم هذا الفن ونتقنه ، لأنه أمر متعلق بديننا وباستماعنا وفهمنا للقرآن الكريم .
لذا أحببت أن أفيدكم بما استفدت به ، وأنقل لكم بعض قراءاتي في هذا المجال .
القيادة والنصات
عُملت دراسة على أكبر القياديين في التاريخ .. فوجدوا أن لكل واحد منهم صفات مميزة تؤهله أن يكون قائداً ..
ووجدوا أيضاً أن هناك صفة واحدة مشتركة بين هؤلاء العشرة ، وهي الصفة الأساسية لبناء القادة وتأسيسهم .. فمن غيرها لايتكون قائد أبداً ..
ألا وهي صفة حُسن الإنصات ..
صفة القائد الفعال والمدير المتميز .. وهو جسر محبة يوصلنا إلى قلوب الناس
.................................................................................
.. وترقبوا - بإذن الله - الجزء القادم من فن الإنصات ..
لي عودة .. إن شاء الله