قصيدة رسالة من القبر
بقلم الدكتور زكريا الملكاوي
ما أرحب المكان
ما أجمل الزمان
ما أجمل الحروف في الظلام
ما أجمل القوافي
وصدر بيت ليس للأنام
أما انتم ......... فحزين عليكم
لقد ظللتم الطريق
واني خائف هنا عليكم
فمن حولكم شب الحريق
طأطئوا رؤوسكم ......... وامتطوا فؤوسكم
كما انتم وكما كان جدودكم
لتأكلوا خبزا وملح
وليكن طعم الملح في أجوافكم
كما لو كان في جروحكم
اغزلوا الحروف ..... اجبروها لتكتب الشروق
مع أنها وانتم تعلمون ....... أنها تدمي العروق
اجبروا حروفكم ان تصير قصيده
تمدحون فيها النار
تمدحون الغازي الجبار
لا تأبهوا لزفيرها
اجبروها أن تصبح بيت شعر
وان أبت فاجعلوا منها
بيت بغاء
فحروفكم حمقاء
كلماتكم خرقاء
فبيت شعركم .... تماما كما بيت البغاء
حروفه تخاف من هذا وذاك
كلماته هربت من أبياته لولا البنادق
تجبروها – ويحكم – أن تغني للزنابق
اتركوها كما أنا .... تحت الثرى
أتفسخ بارتياح
يذهب اللحم عني كيف شاء
تتعرى جمجمتي .. دونما أي حياء
تكتب الشعر أنيقا
تغازل زهرتي غزلا رقيقا
تطير في الهواء
فراشة تنام فوق زهرة
ليست كشعر تكتبوه
حرف يقيد فوق جمرة
أهديكم تحياتي .... أبلغكم سلاماتي
اليوم ..... حر أنا
لا احمل القنــــا
لا أريد أن أحارب
وفي أسواق المال كي أضارب
حر أنا ..... وحرة حروفي
حر أنا ..... ولست منفيا كما عهدتم
وكل شيء مثلما سمعتم
زيتونة خضراء
عندكم بعد ما خلقت
وكيف
وانتم مزيفون ..... أن ينبت الزيتون
وان لم تكونوا هكذا غصت بكم سجون
فما بالكم تعتقدون ..... بأنكم الأحرار
وأنا في قبري المسجون ؟؟؟؟
هل تقدرون مثلي أن تكتبون ؟؟؟؟؟
حرفي يمشي إلى أخيه هوينا
وكل كلماتي تعانق بعضها طوعا
لتنسج كما القز........ فستانا حريريا لزهرتي
لأنني أحبها
أخاف عليها من ندا لوثتموه
أحبها .... لا أخافها
وكيف للحرف إذا خاف
أن يكون قصيدة
وكيف للعبد إذا خاف
أن يدافع عن حقيقة
الآن .... حروفي حرة رقيقة
وكلامي يتبغدد في ظلمة فبري ويضيء
والملائكة تحوم
رءوفة رحيمة
ليس كما علمتمونا أنها
تشنق .... تحرق ..... تخنق
سؤالي الأخير
يا زهرتي ..... هل احظروا الفستان
فستان الزفاف ...... فالمكان حولي
واسع وبحولي أن ادعوك حولي
إني اكتشفت أن هذه الكلمات .... كلماتكم
مشدودة حروفها بالرغم عن أنوفها
كي تركعون دائما للعبد للإنسان
كي تجبروا حروفكم ..... تكون أعجمية
كي تجبروا كلماتكم أن لا تصاغ بالحروف الأبجدية
