رسالة من فلسطين
الوضع المأسويّ المؤلم يتفاقم في فلسطين ؛ حصار اقتصادي ، وإقصاء سياسي فتن داخلية ، تصعيد صهيوني لإفشال أي مشروع إصلاحي نزيه ، ومؤازرة غريبة لإسقاط الحكومة الجديدة المنتخبة ، المجازر بحق المدنيين وحصار خانق لكل فلسطيني ، قطع للكهرباء والوقود وحتى الطعام ، الأغذية والأدوية تنفذ من البيوت والمستشفيات .
فصل مأسويّ جديد في فلسطين تشترك فيه أطراف عدّة من داخل وخارج فلسطين ، بدأت ملامحه منذ نجحت حركة المقاومة الإسلاميّة [ حماس ] في الانتخابات الفلسطينيّة ..
ولئن كانت هذه الانتخابات بضاعة الغرب وواحدة من صادراتهم، ومحلّ الثقة والتقدير لمن يفوز عبر بوابتها، إلا أنّ الغرب يتعاملون مع أهل الإسلام بمنظار آخر، فهم يكفرون بالحرية والديمقراطية إذا طارت أسهمها للمسلمين ، وهم ينكرون العدل والمساواة إذا اتجهت رياحها نحو المسلمين الذين يريدون الإصلاح وإفاقة الشعوب .
ازداد العدوان الصهيوني على الأطفال والنساء والشيوخ والرجال ، وبعد سلسلة من الجرائم الصهيونية المروّعة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني من الأطفال والنساء والمدنيين ، وبعد جرائم الاغتيال والاعتقال التي مارسها العدو الصهيوني أمام العالم أجمع.
فكان لابد للمقاومة أن تتحرك وتدكّ الحصون الصهيونية ، وحان وقت الحساب وآن للعدو أن يدفع الثمن غاليًا من دماء جنوده المحتلين ؛ ليعلم أن دماء أبناء شعب فلسطين ليست رخيصة ، وليحسب ألف حساب قبل أن يقدم على أية جريمة ضد الشعب ..
فنفذت فصائل المقاومة عملية 'الوهم المتبدد' التي فعلاً بددت وهم الاحتلال وأظهرت ضعفه وهزاله ، وأبرزت روح الصمود والمقاومة لدى أهل فلسطين ، كما نجحت العملية الفدائية في إسقاط وهم آخر لا يقل أهمية يرتبط بوهم السياج الأمني ، وكسرت شوكة المحتل بأن مرّغت أنفه بالتراب عندما ساقت أحد جنوده أسيرًا بأيدي المقاومة ؛ لتبدد بعد ذلك مقولة الشرعية الدولية وحقوق الإنسان والقانون الدولي !
لكن لفلسطين ولشعبها بقيت رسالة .. إلى ما تبقى من كرامة وعزة للعرب والمسلمين ..
أفيقوا يكفيكم سبات ، يكفيكم ذلاً ومهانة ، تحرّكوا وأزيلوا الوهم من عقولكم وقلوبكم ، تحركوا ومدوا أيديكم لفلسطين ، فلا زال هنالك وقت للصحوة .
http://www.denana.com/articles.php?ID=3900