تركيا: البرلمان يقرر رفع الحظر عن الحجاب بالجامعات بشكل نهائي
صادق البرلمان التركي، اليوم السبت بشكل نهائي على تعديلين دستوريين تقدم بهما حزبا (العدالة والتنمية) الحاكم و(الحركة القومية)، يقضيان بإلغاء الحظر على ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات التركية.
وأقر البرلمان التركي بأغلبية 403 صوتا مقابل 107 تعديلين دستوريين، ينص الأول على معاملة مؤسسات الدولة للمواطنين الأتراك على قدم المساواة، والثاني ينص على المساواة في الحصول على حق التعليم، ما يعني عمليا إلغاء الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في الجامعات التركية، تمهيدا لإلغائه في كل مؤسسات الدولة التركية.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية فإن البرلمانيين الأتراك عقدوا اليوم جلسة نقاش مقتضبة، بدأوا في أثرها التصويت على القانون المقترح، على عكس الجلسة الصاخبة السابقة التي عقدت الأربعاء الماضي وشهدت جدلا واسعا واستمرت نحو ثلاث عشرة ساعة.
وكان البرلمان التركي قد وافق في جلسته التي عقدها الأربعاء الماضي بشكل أولي على هذين التعديلين، اللذين يشكلان جزءًا من دستور جديد وعد به حزب العدالة والتنمية منذ فوزه الكاسح في الانتخابات التشريعية العام الماضي، عوضًا عن دستور1982 الذي وضعه الجيش بعد انقلاب عسكري.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، قد دعا الأحزاب والقوى العلمانية المعارضة للقانون الجديد، إلى المساهمة في حل المشكلات التي أثاروها حول الحجاب، بدلاً من عرقلة إيجاد حل، مؤكداً أن حزبه الحاكم "حزب العدالة والتنمية" و"حزب الحركة القومية" مصممان على حسم هذا الموضوع في البرلمان بتأييد من أغلبية المواطنين الأتراك. واعتبر أردوجان ان الحظر المفروض حالياً على الحجاب في الجامعات "مشكلة اجتماعية وإنسانية مهمة"، وقال إن من واجب ومسؤولية حكومته حل هذه المشكلة في إطار رغبات وطموحات الشعب التركي.
ومن الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من أن تركيا دولة تسكنها أغلبية إسلامية، فإن العلمانيين وبتأييد من الجيش، مارسوا حربا مفتوحة على الحجاب وأي مظهر من مظاهر الالتزام بالدين الإسلامي خلال العقود الماضية، وضمن ذلك أعلنت الأحزاب والقوى العلمانية والماسونية التركية معارضتها السماح بارتداء الحجاب في مؤسسات التعليم العالي، واعتبرت ذلك "خطوة أولى" نحو رفع الحظر عن الحجاب في جميع مؤسسات الدولة الرسمية. وأعلنت هذه الأحزاب والقوى أنها ستعترض على التعديل الدستوري لدى المحكمة الدستورية التركية، ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، كما نظم مناصروها تظاهرات في عدد من المدن التركية تضمنت إساءة واضحة للدين الإسلامي ومشاعر غالبية الشعب التركي المسلم، حيث خلعت نساء علمانيات العباءات التي لبسنها قبيل المظاهرة وأحرقنها تعبيرا عن رفضهن للحجاب الإسلامي، وسط هتافات تزعم أنه "رمز للتخلف والرجعية"، على حد افتراءاتهن، في تناقض صارخ بين ما يعلنه العلمانيون من شعارات تحررية، وبين عدم قبولهم حرية المرأة التركية في ارتداء الحجاب.
http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=21825