بعد أن وُضع فيلم الرسوم المتحركة "برسيبوليس" لمرجان ساترابي في خانة المحظور والممنوع إذ اعتبر معادياً أو معارضاً للسلطة الإيرانية الحالية، تم عرضه سرياً في صالة صغيرة في كايتمني في طهران وبالنسخة الأصلية التي لم تخضع للرقابة. وما أن تسرّب الخبر حتى سارع الى محاربته بوسائل كثيرة لكن الأمر حصل في صالة صغيرة احتشدت بحوالي سبعين شخصاً. وبعد العرض، صرّح أكثر من متفرج من داخل إيران ان الفيلم لا يستدعي كل هذا الخطر إذ يخيّل للمشاهد أنه سيكون أمام فيلم رهيب وسياسي بامتياز، أما الواقع فهو عكس ذلك وثمة تفاصيل عديدة فنية واجتماعية مهمة الى جانب الشق السياسي في الفيلم. ولقد تم عرضه في شريط "دي. ي. دي" مترجماً الى الإيرانية في مركز ثقافي تابع لبلدية العاصمة طهران، وقد انتهى العرض بنقاش حول موضوع الفيلم والفترات السياسية التي يتناولها.
وإذا الفيلم يتحدث عن أولى سنوات الثورة الإيرانية فإن بعض الحضور تجاوب معه والبعض الآخر رفضه معتبراً أن الكاتبة مرجان ساترابي متميزة ومتطرفة بآرائها. وقصة الفيلم القريبة من السيرة الذاتية تبدأ في مرحلة كانت ساترابي في العاشرة من عمرها وتنتمي الى عائلة مناصرة للثورة الإيرانية، لكنها سرعان ما تتفلت من هذا الانتماء وتنظر الى عالمها وحياتها من منظار مختلف.
وإذا "برسيبوليس" حاز جوائز عديدة أبرزها جائزة أساسية في مهرجان "كان" السينمائي للعام 2007، فهو أثار سخط السلطات الإيرانية الحالية، ورغم ذلك فهو تسرّب الى الناس في إيران في نسخات مسروقة لا يفوق سعرها الدولارين ويتم بيعه هناك في السوق السوداء. وحتى الآن لم يصدر أي تعليق من السلطات الإيرانية حيال هذا الخرق بعرض الفيلم، لكن من المتوقع أن تتخذ اجراءات تمنع انتشاره أكثر في داخل الأراضي الايرانية.
تجدر الاشارة الى أن الفيلم سيُعرض في الصالات المحلية قريباً.
جريدة المستقبل - لبنان
لمزيد من المعلومات عن الفيلم
IMDB
صور من الفيلم :
رد مع اقتباس
