شهود عيان
كنت في طريقي إلى الجامعة..أتأمل الشوارع التي بت أعرفها كما لو أنني أسكن هناك..طرقت مسامعي كلمات من الراكبين..هذه اللهجة التي صرت أميزها بشكل جيد.."من أين حصلت على جواز سفرك هذا؟؟.."سأل رجل امرأة يظهر الضياع في نظراتهاوطريقة كلامها..وقد حفرت طرق مدينتها البعيدة أخاديداً على وجههاتحكي قصصاً كثيرة ..كأنها ألف ليلة وليلة..من بغداد..هكذا أجابت...بغداد...بدت لي كأنها تتكلم من بعيد..تحكي عن مدينة من مجرة أخرى..غزة..هناك ..قريبة جداً..بعيدة جداً...القدس..ربما في كوكب آخر..حكاية من مجرة أخرى..مسلسل تعرض حلقاته المتشابهة كل يوم..في نفس الموعد..منذ ستين سنة..لكن الأبطال يتغيرون..وتختلف الملامح..و الأرض لا تتغير..ثابتة حتى العمق..لا تستطيع أية بندقية أو دبابةأو حتى قنبلة ذريةأن تزيحها من مكانها..هؤلاء أناس قدموا من هناك..أتوا من تحت الأنقاض..أزاحوا عن أرواحهم ألم القيودأرادوا أرضاً آمنة..لا تطربها أصوات القنابل كل لحظة..ولا تزين الجثث شوارعها..وتغير لون ترابها..وتحيله أحمراً ...فهل وجدوا؟؟..هل نحن حقاً آمنون؟؟..****تحياتيياسمين الشام