وصف أحد المسؤولين الكبار في وزارة الدفاع الأمريكية الحرب الدائرة في أفغانستان بـ(( الورطة )) وعلى الرغم من التكنولوجيا الأمريكية العالية المستخدمة في أجواء أفغانستان فإن التقارير الواردة لوزير الدفاع تقول إن معارك الأسابيع الثلاثة الماضية لم تعط نتائج إيجابية ولا تسير بشكل جيد .
وبدأ الكثير من المراقبين العسكريين يطرحون سؤالا مهما : هل غرقت التكنولوجيا الأمريكية في المستنقع الأفغاني ؟ ويرى بعض المراقبين أن تقدير حجم العدو لم يكن صحيحا وأن الولايات المتحدة رمت نفسها في فيتنام أخرى .
وبعد مرور ثلاثة أسابيع على المعارك الجوية خرجت التقارير الصحافية في الصحف الأمريكية عن صبرها وبدأت التقارير تتحدث صراحة عن انتصار من نوع ما تحققه حركة طالبان .
وبعد كل تلك الحقائق تخرج لنا وزارة الدفاع بتقارير مصورة تقول إن تلك العملية أو غيرها حققت النجاح وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم نحس بذلك النجاح أو الانتصار إذا ؟
ولا يبدو مطلقا أن تلك القنابل والقاذفات الضارة تفعل شيئا يساعد في حسم المعركة .
وتغير مسار الحديث الآن في الأوساط العسكرية الأمريكية وفي أواسط الحلفاء فبدلا من الحديث عن حسم المعركة وتحقق النصر , وبدأ أولئك العسكريون يلمحون لخوض معركة طويلة ربما تستمر حتى رمضان 2002.
وتحاول حركة طالبان حاليا الاستفادة من أخطاء القصف الأمريكي في تحقيق تأييد أكبر من المجتمعات الإسلامية . كما أن قواتها نجحت إلى حد بعيد في التخفي من القنابل والضربات الأمريكية .
ووفقا لما نقلته صحيفة " لوس أنجلوس تايمز " عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية فإن الإدارة تعترف بأن محصلة الأسابيع الثلاثة الماضية لم تكن مشجعة فالضربات الجوية أخطأت أهدافها في مرات عديدة كما أن الألغام التي زرعت لم تصب سوى الكلاب الضالة والسيارات وسقطت مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة الشمالية في أيدي مقاتلي حركة طالبان كما أن الجهود الأمريكية التي كانت ترمي لتوحيد المعارضة فشلت أيضا .
هوورد كويتز.. واشنطن
نقل عن جريدة الاقتصادية
اللهم لك الحمد والمنة
