الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
لماذا تطلب العلم؟
هذا السؤال اعتنى به السلف ايم اعتناء
حتى قال سفيان الثوري: ما نعلم شيئا أفضل من طلب العلم بنية
و كان يعدون النية رزق ونعمة من الله عز و جل و يثنون على من يرون ان له نية
قال مجاهد: طلبنا هذا العلم ما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله النية بعد
و قال سفيان الثوري: طلبت العلم فلم يكن لي نية ثم رزقني الله نية
و قال حماد من زيد " ما كنا نرى من يتعلم بنية غير حماد بن سلمة و ما نرى اليوم من يعلم بنية غيره"
و كانوا رحمهم الله يزرون على أنفسهم
قال شعبة: ما من الناس أحد أقول أنه طلب الحديث يريد به الله الا هشام صاحب الدستوائي, و كان يقول: ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لتا و لا علينا ثم قال شعبة: اذا كان هشام يقول هذا فكيف نحن؟!
و قال عون بن عمارة" سمعت هشاما الدستوائي يقول: و الله ما أستطيع أن أقول اني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله"
قال الذهبي معلقا: و الله و لا أنا"
و لأجل هذا كله نسأل لماذا تطلب العلم؟
قال الامام الذهبي:
ثم تلاهم قوم انتموا الى العلم في الظاهر و لم يتقنوا منه سوى نزر يسير و أوهموا به أنهم علماء فضلاء و لم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به الى الله لأنهم ما رأو شيخا يقتدى به في العلم
فاللهم سلم سلم
لماذا تطلب العلم؟ أذكر فيما يلي شيئا من النوايا منها الصالح و الفاسد لينظر المرء في نفسه و يحاسب نفسه ومن كان مقبلا على العلم حديثا صحح نيته من أول الأمر
1- لأجل ما في العلم من لذة
قال الاستاذ ابن العميد" ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة و الوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة أبي القاسم الطبراني و أبي بكر الجعابي بحضرتي فكان الطبراني يغلب ابا بكر بكثرة حفظه و كان ابوبكر يغلب بفطنته و ذكائه حتى ارتفعت أصوتهما و لا يكاد أحدهما يغلب صاحبه فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا الا عندي فقال هات فقال حدتنا أبوخليفة الجمحي حدثنا سليمان بن أيوب و حدث بحديث فقال الطبراني أخبرنا سليمان بن أيوب و مني سمعه أبوخليفة, فاسمع مني حتى يعلو فيه اسنادك فخجل الجعابي فوددت أن الوزارة لم تكن و كنت أنا الطبراني و فرحت كفرحه"
و والله ما بعد لذة العلم لذة الا انه ان كان الحامل على الطلب حب العلم و لذته و حب ازالة الجهل فينبغي محاسبة النفس و مراجعتها
و لنا عودة ان شاء الله
النقول عن العلماء من كتاب -تحفة العلماء بترتيب سير أعلام النبلاء-