النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حليب و بسكويت

  1. #1
    الصورة الرمزية MALER
    MALER غير متصل عضو مميز في منتديات الرسم
    التسجيل
    19-02-2005
    المشاركات
    264





    في مرحلة من مراحل حياتي فقدت الأمل
    كل احلامي طارت مع الرياح

    عندها عرفت اني بحاجة إلى احلام جديده
    عرفت اني بحاجة إلى نور امل ينور حياتي

    بدأت ابحث عن حلم او هدف اسعى إليه
    أبحث عن الأشياء اللي تخليني مميز
    الأشياء اللي تخليني استحق اعيش في دا العالم

    بدأت رحلتي
    رحلة البحث عن نفسي






    حليب وبسكويت
    الحلقه الأولى



    كنت في غابة مظلمه اشجارها بدون اوراق
    كنت وحدي استنى في الظلام
    ما اسمع إلا صوت الرياح وهي تمر من خلال الأشجار الميته
    احس بالبرد و مني لاقي نار اتدفء بيها
    هل في احد يعيش حياة اتعس من حياتي ؟
    غالبا ما كان يتردد على بالي هذا السؤال
    لمحت ضوء جاي من اعلى تلة بعيده
    وقفت من مكاني وجريت نحو التله
    لمن وصلت للتله شفتها هناك
    كانت بنت شقرا تلبس لبس ابيض ناصع البياض
    كانت على جذع شجرة عاليه مليانه بالأوراق الخضره
    في يدها كورة مضيئة يشع نورها فينعكس على اوراق الشجره ويعطيها لمعان ساحر الجمال
    طلت عليا وعلى وجهها ابتسامه لطيفه
    مدت ليا يدها , كأنها تدعوني عشان أجلس جنبها على جذع الشجرة
    تسلقت الشجرة حتى وصلت للبنت
    جلست جنبها على جذع الشجره
    قالت ليا بصوتها العذب " اهلا بيك في شجرة الأمل "
    عندها هبت نسمة هوا خلت شعرها الأشقر يتطاير في الهوا
    " انت مو الوحيد اليائس من هذي الحياه , ولكن الفرق بينك وبين الأخرين هو انك تتمتع بروح قويه "
    كلماتها الغريبه خلت قلبي يخفق بقوة
    مسكت يدي وقالت " لازم تستخدم قوة روحك عشان تهزم اليأس في قلوب الناس . انت الوحيد اللي تقدر على دا الشي "
    قلت ليها " بس ليش انا ؟ إذا كنت ما اقدر اخرج نفسي من اليأس اللي انا فيه , فكيف اقدر أساعد الناس التانين ؟ "
    " انت وسيلتي الوحيده عشان أوصل لقلوب الناس اليائسين " سكتت شويه وبعدها كملت كلامها " ابغاك تنشر اوراق شجرة الأمل في قلوبهم , وتدلهم على الطريق ليها "
    طاحت بعض الأوراق من الشجره وحملتها الرياح حوليا
    قالت البنت " يوم من الأيام حتعرف ان هذي هي الطريق الوحيده , الطريق نحو سعادتك "


    صحيت من النوم من صوت خالتي سلمى المزعج
    دايما احط المنبه بس ما أصحى عليه , وفي مرات اصحى وأطفيه وأرجع انام
    عشان كده خالتي متعوده تجي كل يوم تصحيني من النوم
    وانا بأخد حمامي الصباحي المعتاد قعدت افكر في الحلم الغريب اللي حلمتو
    خرجت من الحمام بعد دقايق ولبست ملابسي بسرعه
    لازم ما أتأخر اليوم عندي الحصه الأولى رياضيات
    ولو أتخرت الأستاذ محا يدخلني
    خرجت من غرفتي ورحت على المطبخ بسرعه ادور على شي اكلو
    " يلا خلصو بسرعه لازم ما أتأخر عن المدرسه اليوم " قلت بصوت عالي عشان يسمعوني خالي وخالتي
    خالي سالم يتجهز في خمس دقايق بس خالتي سلمى تحتاج فوق النص ساعه عشان تتجهز

    بعد ربع ساعه خرجنا من البيت
    خالي سالم هو اللي يوديني كل اليوم المدرسه
    مع انو سيارتو قديمه وتفشل بس يلا المهم انها توصل للمدرسه
    كل يوم اول شي نوصل خالي سلمى لمدرستها
    خالتي مدرسة تدبير منزلي في مدرسه ثانويه
    مع انها اكبر فاشله في تدبير المنزل
    وطبخاتها ليها طعم خاص يرسلك للمستشفى على طول بعد اول لقمه
    مساكين طالباتها مره احزن عليهم

    دايما في زحمه قدام مدرسة خالتي
    عشان كل الناس تبغى توقف بنتها قدام باب المدرسه
    حتى خالتي ما ترضى إلا اننا نوقفها قدام الباب عشان ما تمشي خطوتين
    بس اليوم اتنازلت عن دا الشي ورضيت اننا نوقفها بعيد وهي تنزل تكمل الخطوتين للباب مشي بس عشان ما اتأخر على المدرسه حقتي

    بعد ما وصلنا خالتي رحنا لمدرستي
    نزلت من السياره بعد ما ودعت خالي
    لمن دخلت المدرسه كان طابور الصباح لسه دوبو بادئ
    طابور الصباح دا أفشل شي في الدنيا
    تعريف طابور الصباح في مدرستي : هو نظام مكون من كتله من الأوامر السخيفه والممله , كل فصل يوقف في الصف المخصص ليه , ويطلع مدرس مادةالتربيه البدنيه على المنصه اللي قدام الطلاب ويبدا يخلينا نسوي حركات هو يظن انها حركات رياضيه بس هيا مجرد حركات تفشل وماليها معنى في الحياه, وبعد التمارين الممله يجي الشي الأملل
    الأذاعه المدرسيه
    في الأذاعه يطلع مجموعه من الطلاب الطفش ويقرأو مواضيع مكرره طفشنا منها
    ما ادري ليش ما يلغوها
    ما عمري شفت واحد حتى يحاول يسمع ليهم

    بعد الطابور نروح على الفصول
    كل يوم ادخل فصلي وأحط الشنطه فوق الماصه حقتي
    ويبدأ يوم مدرسي جديد

    أصحابي في المدرسه كتار
    اعز اصحابي هما احمد و حسان و مروان

    احمد صاحبي من أولى ثانوي ألين دحين وكل سنه معايا في نفس الفصل
    احمد شعرو اسود وناعم زي اليابانين بس الحمد لله عيونو مو مسحبه
    دايما يهرب من المدير عشان المدير دايما يقولو قص شعرك
    بس هو شكلو حلو وشعرو طويل لما يقصو يصير شكلو بطاطس
    احمد مو مره ذكي ومو مره غبي , نص ونص
    احمد يحب يلعب كورة قدم ويعشق يتفرج المباريات
    اما انا فما افهم في الكوره شي
    بس من كتر ما اقعد مع احمد صرت خبير شويه

    حسان الشاب الذكي
    لمن تشوفو تقول دا عالم ذره
    يلبس نظارات وشعرو دايما طاير
    عمري ما شفتو ينقص درجه في اي اختبار
    دايما الاول ماشاء الله
    بس كل الناس يحكمو عليه انو ممل وما عندو شي في الدنيا غير الدراسه
    بس الولد مره مو كده
    حسان زينا يحب اللعب والخروج وما يفتح كتاب إلا قبل الإختبارات بيوم
    بس ماشاء الله عليه ذكائو وسرعت فهمو وحفظو وأستيعابو هيا اللي تخليه متفوق

    اما مروان فهو بالنسبالي زي اخويا الصغير
    وجهو مره زي الأطفال وهو مره برئ ولطيف ومره ما يجي ولد في الثنوي
    مروان شكلو مره مو عربي و شعرو اشقر غامق وعيونو زرقه ,عشان امو ايطاليه
    مروان يحب يتفرج أنمي كتير ( الأنمي : مسلسلات كرتونيه يابانيه )
    ويحب الحيوانات مره وعندو بسه صغيره اسمها ريكو



    اليوم كانت الحصص الأربعه الأولى مره تعب

    الحصتين الاولى رياضيات , الحصه التالته أحياء والرابعه فيزياء
    بعد الحصه الرابعه فسحه
    الفسحه بس نص ساعه
    والحص الوحده ساعه إلا ربع
    ما ادري ليش وقت الفسحه أقل من وقت الحصه , مع اننا ندرس سبع حصص وعندنا فسحه وحده
    انا وأصحابي متعودين في الفسحه نرسل واحد للمقصف يجبلنا فطور ( كل يوم يروح واحد )
    وعشان المدرسه تمنع الأكل في الفصول , لازم نهرب الأكل للفصل من الشباك
    ولما يدخل واحد من أولاد النظام الفصل نخبي الأكل في الدرج

    لمن كنت صغير كنت اكره المدرسه مره
    بس الأن صرت احب المدرسه
    ما أحب كل شي فيها , بس احب اني اقعد مع اصحابي
    احب اتكلم معاهم , ادرس معاهم , وأضحك معاهم



    صاحبي احمد كل يوم يرجعني من المدرسه للبيت بسيارتو

    في الطريق نقعد نتكلم دايما عن أيش حنسوي في الوقت الباقي من اليوم
    يعني تقريبا كل يوم بنعيد نفس الكلام لنو حياتنا روتينيه وكلها تكرار
    اللي نسويه اليوم هو نفسو اللي سويناه امس واللي حنسويه بكره



    اليوم بعد ما رجعت من المدرسه لقيت خالتي بتطبخ في المطبخ

    " خالتي لا تتعبي نفسك مهما حاولتي محا تطبخي اكل صالح للأكل "
    " اسكت والله لا أضربك بالقدر , هادي جزاتي اني بطبخلكم وانا دوبي جايه من الدوام حتى ما اخدت نفسي "
    خالتي دايما زي كده , تخلينا نحزن عليها وناكل أكلها العجيب غصبا عننا
    دخل خالي البيت ومعاه اكل جابو من المطعم اللي جنب البيت ( دا المطعم احنا اكتر ناس نكسبو , كل يوم نشتري من عندهم )
    دخل وشم ريحة طبخ خالتي وقال " الله يعين "
    انا طحت على الأرض من الضحك
    وخالتي اخدت المقلايه وقعدت تلحق ورا خالي تبغى تضربو
    خالي يهرب منها ويقول " انا اسف ... انت احسن طباخه في العالم "
    وهيا تلحق وراه وتقول " تتريق ها .... أنا اوريك حكسر هادي المقلايه على راسك "
    وانا مت من كتر الضحك عليهم شكلهم شبه توم وجيري

    دق جرس الباب
    " أكيد هادي روان " قالت خالتي
    رحت فتحت الباب وبالفعل طلعت روان
    روان بنت خالي الكبير سليم
    روان قدي وهي اقرب صديقه ليا في العيله
    تجينا تقريبا كل يوم من العصر الين بعد العشا
    نقعد نتكلم ونلعب ألعاب هبله ونضحك

    أنا طلعت من البيت عشان بروح البقاله أشتري شي نشربو مع الغدا
    قدام باب البيت وأنا طالع قابلت أغرب أنسان شفتو في حياتي
    من يوم ما شفتو قلت هادا الإنسان مو عادي
    باين من شكلو أن من نفس عمري
    شعرو أشقر طويل شويه وطايح على عينو ويلبس قميص عليه صورة بيكاتشو (شخصيه كرتونيه)
    شفتو في الشارع قدام بيتي طل فيا وقال " كيف حالك ؟؟"
    انا " الحمد لله تمام "
    " أنا بيكاتشو أتذكرتني " قلي وهو مبتسم
    انا استغربت مره من كلامو ..... معقوله أسمو من جد بيكاتشيو ... ونعقوله أنا أعرفو
    " لا للأسف مني متذكرك "
    " أنا بيكا بيكا بيكاتشيو معقوله مو متذكر "
    " أعرف بيكاتشيو اللي في بوكيمون, بس أنت ما عمري شفتك قبل كده "
    " خيبت أملي فيك, أنا قلت اول ما تشوفني حتتذكرني "
    سكت شويه وانا قعدت أطالع فيه وبحاول أتذكر
    قال " ما يهم حتى لو ما أتذكرتني , أنا بس جيت أشوفك و أسلم عليك .... أسف أتأخرت مره بس اليوم قدرت أوصل لعنوانك وجيت على طول "
    طلع من محفظت بطاقه وأعطاني أياها وقال " هادي أرقامي , لو أتذكرتني أتصل بيا "
    وبعدها ركب سيارتو الصفره ومشي

    قعدت موقف مكاني امكن 5 دقايق مني عارف أيش اللي صار
    منجد شي غريب ومنجد أنسان غريب

    بعد ما أشتريت الأشياء من البقاله رجعت البيت على طول
    لمن دخلت لقيتهم مجهزين السفره وحاطين الأكل
    خالتي حطت أكلها وخالي حط الاكل اللي جابو معاه من بره البيت وانا حطيت المشروبات اللي جبتها من البقاله
    وبدأنا ناكل
    خالتي حطت لكل واحد في صحنو شويه من أكلتها العجيبه
    هي تقول أنها سوت سليق بس هو ممكن يكون أي شي بس مو سليق
    لونو أبيض مخضر , وملصق في بعضو , ولو ريحه ما شاء الله ( شبه ريحة شراب معفن )
    وعامله معاه دجاجه مسكينه شكلها يبكي
    محد مد يدو على صحنو , بس خالتي طلت فينا نظره تقول كلو ولا حتنضربو بعدها أتأكدنا أنو مافي مهرب من السليق الأخضر أبو ريحه
    أكلنا غصبا عننا , قعدنا ناكل ونبكي ناكل ونبكي ولمن خلصت الصحن قالتلي خالتي " أحطلك تاني "
    قلتلها " لا لا الحمدلله شبعت "

    بعد ما خلصنا الأكل قعدنا نتكلم ونشرب الشاي
    حكيتهم عن الولد الغريب اللي قابلتو
    كلهم أستغربو وقالو من جد أنسان غريب
    روان قالتلي " حاولت تتذكر كويس , ممكن تكون ناسيه "
    أما خالتي سلمى قالتلي " دا واحد فاضي يبغى يسوي فيك مقلب "
    وخالي ما قال شي
    أنا مسكت جوالي وقلت " حتصل بكل أصحابي , ممكن واحد منهم يعرفو "
    " لا تتعب نفسك , الولد بيعمل فيك مقلب صدقني " قالت خالتي
    أتصلت بكل أصحابي القريبين .... للأسف محد فيهم أتعرف على هوية الولد بيكاتشيو
    معقوله يكون واحد بيلعب بس

    لم كانت الشمس بتغرب طلعت أنا وروان على البلكونه وقعدنا نتفرج على منطر الغروب
    كل يوم يكون فيلو الجو حلو لازم نطلع على البلكونه ونقعد نشم هوا
    " أبوك ما كلمك؟ " قالتلي روان بنبره صوت ضعيفه
    " أيوا أتصل "
    " أيش قال ؟ ما أتفاهمتو ؟ "
    "لا .... أنا ما أبغى أتكلم معاه ...... قلتلو أني مشغول وأكلمو بعدين ...وقفلت الخط "
    " إياد مهما صار دا أبوك ولازم تكلمو "
    " روان أرجوكي قفلي على دا الموضوع ما أبغى أتكلم فيه " قلتلها بصوت غاضب
    سكتت روان شويه
    " مرات نتخذ قرارات ونندم عليها ...... أنا بس ما أبغاك تندم .... كلمو .... أسمعلو .... أمكن تتفاهمو "
    دخلت البيت وتركتني في البلكونه لحالي
    قعدت أتفرج على الغروب وأفكر
    كنت تعبان مره
    غمضت عيوني .... وأستسلمت للنوم

    " ماما ..... ماما أنتي هنا "
    المكان ظلام
    ناديت على أمي بس هيا ما بتسمعني
    أنا فين؟
    ليش الجو صار حار فجئه ؟
    في نور طالع من عند الباب اللي في أخر الطريق
    مشيت بسرعه ألين ما وصلت للباب
    ورا الباب كان في نار كبيره
    نار حمره بتلتهم كل شي
    وبين النيران أني كانت قاعده على كرسيها الأبيض
    " ماما تعالي ..... ماما أهربي "
    بس هي ما كانت بتسمعني
    حاولت أروح أنقذها بس النار لفتها من كل مكان
    قعدت أصرخ وأبكي وأنادي على أمي وهيا ما ترد عليا
    كانت ماسكه في يدها ورده حمره وقاعده على الكرسي تستني النيران تحرقها وتخلصها من ألمها
    مهما حاولت أناديلها وأكلمها ..... ما كانت ترد عليا
    حتى ما طالعت في وجهي بعينها الدامعه الحزينه
    كانت النيران بتتراقص حوالينها وهي بتبتسم وتبكي في نفس الوقت
    دخلت من وسط النار ومديت يدي ومسكتها
    بس جسمها أختفى وتحول لأوراق ورد أحمر طارت في الهوا
    " أمي لا تروحي وتسيبيني .... أمي "

    صحيت من النوم ولقيت نفسي في البلكونه
    دا الكابوس المزعج بيلاحقني من سنين
    دخلت البيت وطليت في الساعه , كانت الساعه 10 يعني صرلي أكتر من 4 ساعات نايم على كرسي البلكونه
    ظهري ورقبتي مكسرين من النومه على الكرسي
    رحت عند خالتي وقلتلها " ما دام شايفيني نايم في البلكونه ليش ما صحيتوني "
    طلت فيا نظره مرعبه وقالت " حل عن سمايا أنا مني فاضيتلك دحين "
    أشبها خالتي معصبه , أكيد صار شي
    أنا قلت أبعد عن الشر وأغنيلو , سبتها ورحت عند خالي
    قلي " فين كنت دورت عليك وما لقيتك "
    " كنت نايم في البلكونه ومحد جا صحاني "
    ضحك وقال " هههه أحنا دوبنا رجعنا البيت ... أنا وسلمى رحنا وصلنا روان بيتها وبعدها رحنا السوبر ماركت أشترينا شوية مقاضي "
    طقيت رقبتي وقلت " أها , عشين كده ما أنتبهتو عليا وأنا نايم في البلكونه "
    " بس فاتك صرلنا شي في السوبر ماركت شي يموت ضحك " قال خالي بصوت واطي عشان ما يبغى خالتي سلمى تسمع
    قلتلو " أيش صار ؟ "
    سمعتنا خالتي سلمى قامت جات وهددت " لو قلتلو والله أقتلك "
    خالي خاف وقال " خلاص محا أقول شي "
    أنا أنقهرت مره , ياريت ما سمعتنا

    بعد ساعتين
    دق عليا صاحبي غيث من اليابان هو يدرس هناك
    وقعدنا نتكلم امكن نص ساعه
    من زمان ما كلمتو مره وحشني
    غيث من أعز أصدقائي
    أنا وهو قد بعض , بس عشان أنا رسبت سنه في المتوسطه فصار متقدم عليا بسنه في الدراسه
    عشان كده عندي أصحاب كتيير دحين في الجامعه
    أصحابي اللي كانو معايا قبل ما أرسب ظلو أصحابي إلى الأن
    ولمن عدت السنه كونت صداقات جديده بسرعه , لأني أنسان أجتماعي هع هع
    وكمان عندي أتنين من أصحابي بيدرسو بره
    غيث بيدرس في اليابان , و هاني بيدرس في أمريكا

    أنا طالب متفوق ( لا مو مره قد كده )
    تقولو ليشش رسبت طيب
    السنه اللي رسبت فيها هي السنه اللي أتوفت فيها أمي
    ديك الفتره ضيعت عليا كل شي
    صرت ما أروح المدرسه ولا أذاكر ولا شي
    ومع أنو المدرسه راعو ظروفي , بس حتى بعد كل المساعدات اللي قدموها ليا ..رسبت
    أنا مني ندمان على السنه اللي رسبتها
    لأني ما كنت حقابل أصحاب غاليين عليا زي أحمد وحسان ومروان


    بعد ما خلصت المكالمه دخل عليا خالي الغرفه
    " ممكن أدخل " قال خالي ( عامل فيها مؤدب )
    قلتلو " طبعا أدخل " وحطيت الجوال على المكتب
    جلس جنبي على السرير وقال " بكره خميس أيش حتسوي ..... حتخرج مع أصحابك "
    أنا فكرت شويه وقلت " ما أدري ... أمكن "
    " فكرت أنا وسلمى نطلع كلنا أحنا وبيت خالك سعيد البحر نشوي ..... أنت عارف الجو حلو ومن زمان ما طلعنا طلعه زي كده "
    أنا قلت " فكره حلوه .... وفرصه نتجمع كلنا وننبسط "
    قال خالي وهو يبتسم " أتذكرت أمك سعاد .... كانت دايما كل ما يكون الجو حلو تقول أيش رأيكم نروح نشوي في البحر .... وكانت تجهز كل شي بنفسها .... ونروح وننبسط "
    أنا أبتسمت وقلت " وأنا أقول ليش طالع أحب الشوي ...طالع لأمي "

    " أمك كانت تحب البحر مره ..... لم كنا نسهر مرات للفجر .... تروح وتقول لخالك سعيد يودينا البحر نفطر ...... أتذكر مره طلعنا البحر الفجر نفطر وشاريين فول وتميس , وأمك مسوي ترمس شاي ... وأحنا بناكل نزلت علينا مطره ... غطينا الأكل بسرعه وحطينا في السياره .... وبعدين قعدنا نلعب تحت المطر زي الصغار "

    سكت خالي شويه وحسيت أنو يبغى يبكي فحاولت أشغلو فقلت " وكملتو الفطرو بعدين ولا لأ ؟ "

    " لمن رجعنا كنا مبلبلين ونسينا نفسنا ...... نسينا ترمس الشاهي في البحر وأمك مره كانت تحب داك الترمس , لسه فاكر شكلو أبيض وعليه ورود حمره "
    ضحكت وقلت " مسكينه أمي "
    ضحك خالي وقال " لا لسه في شي أقوى من كده .... نسينا الفول والتميس في السياره , وتاني يوم أكتشفناه , عفن وطلعت ريحتو ... وجلست ريحتو في السياره أسبوع "

    أحب لمن أحد يحكيني قصص عن أمي
    أحس أني فرحان وكأني معاها ..... كأني شايفها قدامي
    كأني شايفها وهي بتجهز أشياء طلعة الشوي
    شايفها وهي قاعده مبسوطه تاكل على البحر
    شايفها تلعب تحت المطر وتضحك
    كده أعرفها أكتر وأحس أني عشت معاها ديك اللحظه

    مسك هالي كتفي وقال " تبا تعرف أيش صار اليوم في السوبر ماركت ؟"
    طليت فيلو بحماس وقلت " طبعا , قولي يلا بسرعه "
    " خالتك أتزحلقت وطاحت قدام الناس "
    أنا ضحكت وقلت " ههه مسكينه "
    " لسه لسه ... ما تدري أيش صار بعدها "
    " أيش صار "
    " لمن طاحت أنا وهيا قعدنا نضحك وفطسنا من الضحك , ولمن جيت أشيلها .... زرطت "
    أنا أنفجرت من الضحك " زرطت ؟؟؟ "
    " أيوا وقدام الناس وبصوت عالي هههههههههههههه "
    أنا وخالي متنا من الضحك
    قامت دخلت خالتي الغرفه وهي معصبه وقالت " قلتلو يا خاين "
    هرب خالي سالم , بس خالتي سلمى لحقت وراه ألين ما مسكتو وأدتو علقه محترمه
    مسكين خالي


    عرفت أيش الشي اللي أنا أحتاج إليه
    أنا أحتاج أني أعيش أيامي بفرح
    لازم أزيح عني كل الهموم والأحزان
    عشت وقت طويل مغمور في بحر الالم الأسود
    جا الوقت إني أوقف تفكير
    مين كان السبب ؟ .... وهل حسامحو ولا لأ ؟ .... كل دا مايهم
    لكل شي وقتو .... والأن وقتي أني أعيش حياتي بدون تفكير
    أمكن عندها ألاقي النور اللي بدور عليه
    أمكن عندها ألاقي نفسي وأعرف أيش الأنا اللي أبغى أوصلو في المستقبل
    أمكن ألاقي كل دي الأشياء لو فتحت قلبي المؤمن بنفسي



    يتبع في الحلقه القادمه




    مستن أرائكم وتعليقاتكم على القصه

    انشاء الله تكون أعجبتكم












  2. #2
    الصورة الرمزية MALER
    MALER غير متصل عضو مميز في منتديات الرسم
    التسجيل
    19-02-2005
    المشاركات
    264

    رد: حليب و بسكويت




    مين هم الأشخاص اللي تحب تكون معاهم ؟
    مين هم الأشخاص اللي معاهم تحس نفسك طبيعي مجرد من الأقنعه ؟
    هل هم أهلك .... أصحابك .... ولا أنسان بعيد عنك تحسو أقرب منك لنفسك ؟
    لمين تشكي همومك ؟
    ولمين تحكي أحلامك ؟
    مين أكتر الناس اللي يعرفو شخصيتك الحقيقيه ؟
    دور على الاجوبه على كل دي الاسئله في الناس اللي حواليك






    حليب وبسكويت
    الحلقه الثانيه















    كنت في غابه مظلمه أشجارها بدون أوراق
    أنا كنت في دا المكان قبل كده
    كنت جنب نهر طويل ما أقدر أشوف من فين يبدأ ولا من فين ينتهي
    مر قارب صغير عليه ولد قاعد يبكي
    قربت منو شويه وحسيت أحساس غريب
    هادا أنا .... هادا أنا لمن كنت صغير
    " لا تخاف " جا صوت بنت من ورايا
    طليت ورايا لقيت البنت الشقره اللي كانت فوق شجرة الأمل
    " هادا نهر الذكريات .... كل اللي تشوفو هنا مجرد صور من الماضي "
    قطفت البنت ورده من الأرض وقالت " دي وردة الذكريات السعيده ..... لمن ترمي وحده في النهر حتشوف وحده من ذكرياتك السعيده "
    أعطتني أياها وقالت " بس الأحسن أنك تترك نهر الذكريات وراك وتكمل طريقك ........ الذكريات مجرد صور ولقطات معدله للواقع , وأغلب الذكريات أحنا أختلقناها من نفسنا مع إنها ماكانت موجوده في الواقع "
    أنا أستغربت من كلامها , كيف تكون ذكرياتنا معدله
    طلت البنت في النهر " أحكيك قصه صغيره ...... كان في ولدين يدرسو في المتوسطه وكانو يدرسو مع بعض في نفس المدرسه في الأبتدائي ..... يوم من الأيام قعدو يتذكرو مدرستهم الأبتدائيه ..... الأول قال للتاني تتذكر كان في رسمة على الجدار في الممرات مرسوم فيها بنت واقفه قدام مشهد غروب الشمس . التاني قال أيوا أتذكرها كويس حتى السما كانت برتقاليه ولون فستان البنت كان أصفر زي لون الشمس ..... الأول قال لا لون فستان البنت كان أحمر مو أصفر أنا متذكرو كويس ..... التاني قال لا لون فستانها كان أصفر أنا متأكد ..... وقعدو يتضاربو وكل واحد مصصم على لونو ويقول أنو متذكرو كويس ..... قامو أتفقو أنهم يروحو المدرسه القديمه ويشوفو الرسمه بنفسهم ....... وبالفعل راحو مدرستهم الأبتدائيه ووصلو للممر اللي فيلو الرسمه ولقوها معلقه على الجدار ...... حزر أيش طلع لون الفستان ؟ "
    فكرت شويه بعدين قلت " ما أدري "
    " كان بدون لون "
    أنا أستغربت وقلت " معقوله !!! "
    ضحكت وقالت " الرسمه كانت مرسومه بالقلم الأسود على الورقه البيضه وبدون ألوان ...... عشان كده بأقولك أنو لازم ما تثق بذكرياتك .... ممكن تكون قاعدة ذكرياتنا صح , بس نحنا ناخذ هادي القاعده ونزينها في عقلنا ونحط ليها ألوان من مخيلتنا ونخليها أحسن وأحسن ...... عشان كده لاتفكر في ماضيك ولا في مستقبلك , خلي همك حاضرك وبس ... ولكل شي وقتو "

    كلامها ريحني مره
    حسيت براحه ماحسيتها من زمان
    كأنو حمل وأنزاح عن ظهري

    طلت فيا وقالت " ها تبغى ترمي الورده في النهر تشوف ذكرى حلوه من ماضيك ؟ "
    رجعتلها الورده وقلت " خليها عندك .... لمن أحتاج لذكرياتي حطلبها منك "



    " ممكن تشوف أمك "
    لم قالت كده قلبي أنقبض
    حسيت نفسي ضعيف مره
    ما قدرت أمسك نفسي وقلت " أيوا أبغى أشوفها ....حتى لو لثانيه "
    أدتني الورده وأخدتها بيدي
    قربت من النهر .... ورميت الورده وأني أدعي يارب ترجعلي ذكرى فيها امي عشان أشوفها
    مشيت الورده مع تيار النهر وجا قارب صغير
    قالتلي البنت " أركب فيلو , وحياخدك لذكرياتك السعيده "
    ركبت في القارب ومشيت مع التيار
    صحيت من النوم على صوت خالتي وهي بتقول " قوم يا إياد ساعدنا في تجهيز أشياء الرحله "
    لمن سمعت كده قعدت في السرير وعملت نفسي نايم عشان ما أقوم أشتغل معاهم
    قامت خالتي مسكت كاسه مويه وكبتها على راسي
    أنا قمت بفجعه من السرير
    " يلا قوم ساعدنا ..... حيأدن العصر وأحنا لسه ما جهزنا شي " قالت خالتي وهيا ماسكه الكاسه بيدها
    مسحت المويه اللي عليا وقلت " متى ماشيين ؟ "
    " بعد العصر " قالت خالتي سلمى

    بعد ساعتين خلصنا كل شي
    حطينا الأغراض في السياره وأنطلقنا للبحر

    كانت سيارة خالي الكبير سعيد موقفه هناك لمن وصلنا
    نزلنا من السياره وهما نزلو كمان
    جا خالي سعيد وزوجتو سهام وولدهم الكبير رياض وكمان روان وأختها الصغيره رؤى

    كلنا أنصدمنا بالواقع اللي قدامنا
    البحر كان معدوم وطالع منو ريحه عفنه
    وكلو زبايل وقمايم
    المكان يسد النفس بدال ما يفتحها
    قلنا نغير المكان وندور على مكان أنظف

    دورنا بالسياره ألين ما وقفنا في أنظف مكان لقيناه مع أنو ما كان قد كده نظيف
    فرشنا الفرشه وقعدنا كلنا بسرعه عشان ما يطيرها الهوا
    " من زمان ما أتجمعنا كده كلنا في البحر " قالت أبله سهام زوجة خالي
    أبله سهام مررره طيبه وقلبها مره حنون
    تحب أولادها مره وكمان تحبني زي أولادها
    دايما تقولي أجي أسكن عندهم بس مساكين بيتهم على قدهم ما أبغى أكون عبء عليهم
    أبله سهام كانت أعز صديقه لأمي من أيام الثانويه
    شافها مره خالي سعيد بالصدفه وراح قال لجدتي هادي العروسه اللي أبغاها
    كل أسرار أمي معاها ... كانت تعرف كل شي عنها
    دايما تحكيني عن امي وانا أحب أسمعلها
    وطبخ ابله سهام كمان مره لذيذ ماشاء الله عليها

    قعدنا وولعنا الفحم
    وبعد وقت حطينا اللحم على الشوايه
    وطلعت ريحة الشوي اللي تخلي لعابك يسيل من كتر ماهي مشهيه
    وبعدين قعدنا كلنا ناكل
    كل شويه أبله سهام تقولي " كل كمان كل "
    أنا أكل وأكل وأكل
    وهي تعطينا أكل زياده وتقول " كل كمان شوف نفسك كيف نحفان "
    أنا أكلت و أكلت
    قامت أعطتني زياده أنا وروان وقالت " كلو كلو كمان باقي اكل كتير "
    لسه حناكل كمان فطسنا
    أبله سهام تحب كده تفطس الواحد
    دايما تزودلنا الاكل في صحننا وتقول كلو كمان

    وأنا بأكل دق الجوال قلت فرصه عشان أهرب من الاكل
    طليت على المتصل طلع أبويا
    أتنكدت وقلت محا أرد عليه
    حطيت الجوال سايلنت ورجعتو في جيبي
    لمن رجعنا البيت فتحت التلفزيون قلت أدور على شي أتفرجو
    وأنا قاعد أتفرج تلفزيون دق الباب
    رحت أفتح طلع أبويا
    " أبويا أنت أيش جابك هنا !؟" قلت بصوت خايف
    " عشان حضرتك مو راضي ترد على جوالك ..... أنا عندي كلمتين جاي أقولهم وماشي ..... أنت لازم تجي تعيش عندي في البيت " قال بكل عصبيه
    أنا رفعت صوتي وقلت " محا أجي عندك لو أيش "
    " قدامك أسبوع تجهز نفسك .... وبعد أسبوع وفي نفس الوقت حجي أخدك " قال كده ومشي

    أنا دخلت غرفتي وقفلت الباب وقعدت زعلان
    هو أيش يبغى مني أنا خلاص ما أبغى منو شي
    ليش بيتوقع مني أني أجي أعيش عندو
    كيف يبغاني أرضى أعيش مع وزوجتو وبنتو
    أنا مني رايح عندو يعني مني رايح عندو

    جا خالي سالم ودق الباب " إياد أفتح الباب "
    قمت وفتحتلو الباب
    " أيش في أيش اللي صار وأيش كل الصراخ دا ؟ "
    " أبويا جا "
    " وأتضاربتو ؟ "
    " يعني تقدر تقول "
    " يا إياد مايصير كده هادا أبوك .... يعني أنتا لازم تسامحو على اللي صار هو ما كان بيدو شي "
    " لا هو السبب هو السبب "
    " وحتى لو هو السبب , تبغى تخسرو هو كمان ؟ ....... يا إياد أبوك مسكين وأكيد هو عارف أنو كان غلط وهو أكيد ندمان على اللي صار ..... خلاص لاتعذبو أكثر فوق العذاب اللي عليه"
    " يبغاني أروح أعيش عندو "
    " طيب كويس روح عيش عندو .... مو قصدي طرده أو شي , بس عشان تحسن علاقتك معاه "
    " لا انا مني رايح أعيش عندو حتى لو أيش صار .... تبغاني أروح بيت زوجتو وبنتو "
    " بيت أبوك مو بيتهم .... وأيش دراك أنت عشت معاهم .... إمكن هما طيبين "

    قعدت أفكر في كلامو بس في النهايه وصلت لنتيجه وحده
    أنا مو ممكن أبدا أعيش عند أبويا

    سبت البيت وطلعت بره قلت أشم شوية هوا
    وأنا طالع قابلت في طريقي الولد الغريب حق أول
    أبتسملي وقال " كنت جاي عندك .... أنت رايح مكان ؟ "
    " لا بس رايح اتمشى شويه "
    فرح وقال " كويس أبغى أجي معاك "

    مشيت أنا وبيكاتشيو ألين ما وصلنا لبيت كبير خرابه شكلو من بره يخوف
    قلي " تقدر تدخل دا البيت .... ولا تخاف ؟ "
    رديت عليه بشجاعه " لا أنا ما اخاف "
    " طيب يلا تعال أدخلو معايا "
    دخلنا البيت وانا قلبي بيدق بسرعه من الخوف
    المكان كان ظلام قمنا ولعنا أنوار جوالاتنا عشان نشوف
    " تدري ممكن يكون دا بيت لعيلة من الجن " قال بيكاتشيو وخلاني أموت من الرعب
    أستكشفنا كل الدور الأول وبعدها طلعنا الدور التاني
    وما لقينا شي مافي إلا أدوات بناء مرميه في كل مكان
    " تعرف أني دايما أجي دا المكان " قال بيكاتشيو
    " منجدك تتكلم ؟ ليش تجي هنا ؟ "
    " عشان عندي هنا مخبئ سري يطل على منظر حلو مره "
    مسك يدي وقال " تعال أوريك المكان السري
    أخدني وطلعني الدور الأخير وهناك دخلني غرفه فيها شباك كبير
    في الغرفه كان في كنبه صفره كبيره شكلها جديد
    وكمان كانت الأرض مفروشه ببساط احمر
    وعلى الشباك محطوطه دبب كتيره
    " أهلا بيك في مقري السري رقم 13 " قال بيكاتشيو
    المنظر من الشباك كان مره حلو
    يطل على حارتنا
    حلو منظر البيوت جنب بعض وأنوار الشبابيك
    " أنا أكتشفت المكان دا أمكن قبل شهر ... وكل كم يوم اجي في دا الوقت أقعد هنا وأتفرج من الشباك ......وقبل أمس شفتك بتمشي وقولت أكيد هادا انت , وبعدها عرفت أنت فين ساكن"
    عماتنا قريبه من المكان وتبان كويس
    كمل بيكاتشيو كلامو " دا صار مكاني السري المفضل عشان بسببو لقيتك تاني بعد كل دي السنين "
    لم قال كده أتذكرت " أيوا صح قلي أنت من فين كنت تعرفني "
    " مدام أنت لسه ما أتذكرتني محا اقولك , كده..... انا زعلان "
    يارب متى يقولو كل شي ويريحني

    طل فيا وقال " أشبك اليوم مو على بعضك ... صاير شي "
    " لا مافي شي , بس شوية مواضيع عائليه " قلت وأنا بحك راسي
    " عيب عليك قلي أنا زي أخوك ... أمكن عندي حل لمشكلتك "
    " المشكله هي أبويا ...... أنا و أبويا بيننا مشاكل كتيره وكلها بدأت بعد ما أتوفت امي ........ أنا مني قادر أسامحو .... وهو يبغاني أجي أعيش عندو "
    مسك بيكاتشيو يدي وقال " أنا أعرف كل شي ... أعرف أنت ليش زعلان من أبوك .... وليش ما تبغى تروح تعيش عندو ....... بس مرات نهرب من مشاكلنا وفي النهايه نلاقي انو مافي داعي للهرب ........ليش ما تواجه المشكله وتحلها ..... أنت خايف أنك تفتح جروح الماضي اللي سكرت عليها من زمان صح ؟ ....... مهما سويت أمك محا ترجع ... لا تضيع أبوك من يدك , أنت تحتاجو وهو يحتاجك "
    نزلت راسي لتحت وقلت " أنت ما تدري أنا أحس بأيش .... من الصعب أني أرجع عن قرار أنا اتخذتو من زمان وبنيت عليه حياتي ..... وفي نفس الوقت ما أبغى الوقت يضيع وما أقدر أواجه أبويا ... مني عارف أيش أسوي"
    " لو تدور في قلبك حتعرف أيش تختار .... أبوك أنسان طيب "
    أتفاجئت وقلت " أنت تعرف أبويا !؟"
    أبتسم وقال " أيوا طبعا أعرفو "
    " نفسي أفهم انت مين وكيف عارف كل دي الأشياء عني " قلت بعصبيه
    ضحك وقال " محا أقولك ... كل شي في وقتو حلو "
    سكتنا شويه بعدين قال بيكاتشيو " ما تتذكر ذكرى حلوه ليك أنت و أبوك ؟ "
    أنا ضحكت
    قال " ليش بتضحك ؟! "
    " عشان اليوم حلمت حلم وشفت فيلو ذكرى .... "

    بعدت ما ركبت القارب وأخذني التيار حسيت بنسمة هوى دافيه
    كأنها دخلت قلبي وحسستني بالأمان
    طليت حواليا لقيت أبويا وأنا بس كنت صغير
    أنا وهوا قاعدين نلعب
    أتذكرت دا اليوم أمي راحت زواج وأتأخرت مرره
    وأنا وأبويا قعدنا نلعب طول الليل
    ودخلنا المطبخ وعملنا مكرونه سوا وطلعت مره لذيذه
    كنا مبسوطين مره
    وقبل ما ننام قعدنا ناكل أيسكريم ونتفرج فلم كرتون
    طليت فأبويا وقلتلو " بابا أنا أحبك مررره كتير قد البحر "
    حضني وقال " وأنا كمان أحبك قد البحر والأرض والسما وكل شي "
    أنا ضحكت وقلت " بابا ليش الإسكريم بارد ؟ "
    قال " عشان ما يسيح "
    بعدها قعدنا نضحك ونضحك وأحنا مبسوطين


    طليت في بيكاتشيو وقلت " خلاص أنا حكلم أبويا اليوم "
    فرح بيكاتشيو وقال " أيوا كده , أنشاء الله تتصالحو وترجعو لبعض "
    ضحكت وقلت " شكرا مره يا بيكاتشيو على وقوفك بجنبي "
    " لا شكر على واجب , أحنا أصحاب "
    أنا قمت وقلت " طيب عن أذنك أنا أتأخرت وصار لازم أمشي "
    قال " طيب بس ممكن تجي هنا بكره في نفس دا الوقت .... أبغى أعرف أيش صار معاك "
    " طيب ما عليك أنا بكره اجيك " قلت كده وبعدها سلمت عليه ومشيت

    رجعت البيت ودخلت ببتسامه
    خالتي سلمى وخالي سليم أستغربو
    خرجت من البيت مكشر ورجعت مبتسم
    قلتلهم " أنا قررت حكلم أبويا وححاول أتصالح معاه "
    أبتسم خالي وقال " كويس ... كان من اول , أيش اللي غير رأيك "
    " لا بس صارتلي كم حاجه ذكرتني بأشياء مهمه "
    طليت على خالتي ولقيتها مهي مبسوطه بالخبر اللي سمعتو
    قامت خالتي وقالت " أنا رايحه أنام "
    لم مشيت قلي خالي " لا تشغل بالك هيا بس عشان حزينه على أختها , بس هي فقلبها تبغالك الخير "


    أكتشفت أنو في بعض الأحيان نلاقي أشخاص نقدر نقولهم اللي فقلبنا بسرعه
    نحسهم قراب مع أنهم بعاد وامكن عمرنا ما قابلناهم قبل كده من قبل دي المره
    مرات نلاقي عندهم حلول مشاكلنا
    ومرات يكونو السبب في إيقاظنا من نومنا
    مرات نلاقي ناس يفهموننا أكثر مننا
    أمكن عشان احنا نفسنا ما نبغى نفهم نفسنا عشان ما نتعب وننجرح ونكتشف جانب سيء فينا
    كلنا نحتاج لاحد يفهمنا ومستعد يسمعنا


    أخدت جوالي وأتصلت بأبويا
    لمن رد قلتلو " بابا .... أبغى أتكلم معاك "
    أتكلم بسرعه وقال " إياد أنا مشغول دحين وعندي سفره بعد شويه ...... أنا اسف , لمن أرجع نتقابل خلاص "
    وقفل الخط

    وانا اللي كنت جاي وقلبي أبيض
    مسحت كل شي وكنت حسامحو
    وفي النهايه هو هدم الجسر اللي بيننا
    لسه شغلو وأعمالو أغلى مني

    رميت الجوال في الأرض بقوه
    وقعد أبكي وأصرخ فوق السرير
    دخل على خالي وخالتي وحاولو يهدوني
    بس أنا خلاص وصلت لحدي
    من بعد اليوم ما في سماح
    من بعد اليوم ما في كلام بيني وبينو




    يتبع في الحلقه القادمه


    ........عودة الوان القلب ........
    http://www.montada.com/showthread.ph...13#post6440013

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •