امريكا بدأت تشتغل عاالازرق للامارات الله يعين الامارات واهلها
منقول
لعل من أهم ضغوط ازمة 11 سبتمبر (ايلول) الماضي هي الضغوط التي وقعت على المصطلحات والمفاهيم، وبالتالي على المبادئ والقيم. فمصطلح المصلحة الوطنية على سبيل المثال اصبح رماديا وبات يخضع لشتى التجاذبات الداخلية والخارجية، وعليه فقد ظهرت علامات استفهام محيرة وكثيرة في الافق؟ هل يمكن ان تكون المصلحة الاميركية هي مقياس المصالح الوطنية في كل زوايا الارض؟
لنرجع الى الموضوع النموذج: فقد جاء وقع الحدث على بلد مثل الامارات كوقع الصاعقة ولعل من اهم اسباب ذلك هو تداول الاعلام الغربي لاسماء عناصر من ابناء الامارات يفترض انهم من الانتحاريين الذين كانوا على متن الطائرات التي هاجمت برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون. في البداية تم التركيز على اسم مروان الشحي الذي ولد لأم مصرية وأب اماراتي من إمارة رأس الخيمة، ومما زاد الامر ضغطا هو ورود اسم محمد عطا، الرأس المدبر المفترض في العمليات والذي يكون في نفس الوقت خال الانتحاري الشحي! ثم يرد اسم فايز القاضي من منطقة خورفكان الاماراتية والذي اتهم كذلك بأنه احد الانتحاريين الاساسيين والذي فقد اهله اثره منذ ما يقرب من ستة اشهر، كل ذلك جعل من القيادة السياسية في الامارات تتعاطى مع الحدث بمسؤولية خاصة في العاصمة ابوظبي، وعليه فقد بدأت الاعتقالات بعد ساعات من وقوع الحدث وإن كانت شراراتها تسببت فيها عناصر متشددة من الموالين لتنظيم «القاعدة» في منطقة خورفكان حيث خرجوا في مظاهرة مؤيدة ابان اذاعة الخبر ثم تجمعوا في احد مساجد خورفكان وتبادلوا التهاني بما حدث! وقد زاد عدد المعتقلين من المواطنين عن مائتين وخمسين عنصرا ومن العرب الوافدين قرابة الخمسين. أما الشرائح التي توزع عليها المعتقلون فهي شرائح واسعة، بدءا من بعض العوائل الكبيرة التي ترددت بعض اسمائها والتي كان لعناصر ينتمون اليها قصب السبق حيث اتهم احدهم بتأسيس شركة «الوفا» والتي كانت احدى الشركات التي وردت في القائمة الاميركية الاولى المطلوبة عالميا والتي يدعي الاميركيون ارتباطها باسامة بن لادن، وكان يمكن ان تكون القائمة الاماراتية كبيرة وكان بالامكان ان تشمل اسماء لامعة، ولكن كان لتحفظات امارة دبي اثرها البالغ في تهدئة الموقف.
وفي ظل الاستراتيجية الاميركية المتخبطة في معالجة موضوع الارهاب والتي تشمل ضمن ما تشمل مدارس تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية التي تهتم بافطار الصائمين وغيرها من المؤسسات التي تعتبر امتدادا للمجتمعات العربية والاسلامية يبدو ان امكانية العناصر المتشددة من الاسلاميين كبيرة في المضي في اشواط الصراع واستحضار كافة المفردات التي تدغدغ عواطف الشعوب وتثير فزعها من حرب صليبية ضد كل ما هو اسلامي! فهل تتمكن المجتمعات والحكومات العربية من تحديد مسارها المستقل ورؤاها الخاصة بها والتي تقبل التعامل مع مستجدات القرية العالمية لكن دون استلاب ولا استحواذ؟





























