خزعبلات
----
مدخل :
خطوط رسمت على جدار الذكريات
و قلوب نبضت في أغصان الأمنيات
و تتوالى الأغنيات ... تتوالى الأغنيات بصوت رتيب ... كئيب ... غريب
و انسلخ كل شيء من ذاته ... و أصبحت الأشياء كلها مجرد خيالات تسري في دوامات الفراغ لتصبح بعدها شيئاً يسمى (لا شيء) ... ربما قد وصلت إلى حافة الجنون لكنني أعتقد بأنني لم أسقط في هوّته بعد !
--
بدايته كانت في تلك الخطوط المتقاطعة المرسومة في عالم الألوان
ما زال في أول الطريق ... يردد أمنياته ... يغنيها
لا يعرف قاموسه إلا ما يعرفه الطفل في حضن أمه
لا يبصر إلا ما يبصره الأعمى في جوف كهف مظلم
يشدو بأحلامه طرباً ... و يختال !
.....
بينما كانت هي بالمرصاد ... (جمرة) لم تكتمل بعد
تلك التي خدعت الجميع ... حتى وصلوا إليها
أبت أن تكتمل إلا في جحور الألم و سياط الندم
لسعته ... كذلك فعلت بمن قبله ... وكذلك ستفعل بمن بعده
كان كل شيء يمر أمامه كـ كابوس مزعج
انقشع شيء من الضباب ... فأبصر غشاوة !
.....
نظر حوله ... عادت له النشوة ... تخيل أن لا أحد مثله
أصبح معروف جداً
لكن شرارة الأمس أمست لهيباً تحرق أحشائه
لم تكن أحلامه ذات جدوى ... التوى من فرط آلامه
انحنى في وجه الأعاصير ... سمع أنيناً يخرج من أعماق أعماق سكونه
توارت الأشياء ... عاد الفراغ الأسود القاتل يجثم على قلبه
انقطع الأمل ... حل اليأس ... ذُرف الدمع
تطاول الليل ... و رحلوا كل من كانوا
و من ركام الرماد ثار بركان !
...
ربما سيرى أحد ما خلّفه البركان بعد ذلك ... ربما !
...
الآن أصبح لديه الكثير لـ ( يحزن ) له !
----
--
تتوالى الحروف ... تتوالى ... و تتوالى ... حتى أصابها الملل !
عذراً حروفي ... فما نحن إلا مثلكِ
(مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها)
...
لعل أحداً أنكر علي فعلتي تلك وما زال ... لكنني لم أنكرها على نفسي بعد !
فاتركوا قلمي وشأنه!
..
مخرج :
سئمت مفردات الألم ... فأعيريني -يا حروفي- غيرها !


































