أبدى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير رغبته في إنهاء مشاركة القوات الألمانية للاحتلال الأمريكي في أفغانستان، وذلك خوفًا من تنامي قوة طالبان وارتفاع معدل عملياتها ضد جميع قوات الاحتلال الأجنبية.
وقال شتاينماير في حديث صحفي: إن القوات الألمانية التي يبلغ عددها 100 فرد لم تنفذ عملية واحدة خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أنها تتعرض من وقت لأخر إلى هجمات من قبل عناصر طالبان.
وطالب شتاينماير بعدم التجديد لمهمة القوات الخاصة والاكتفاء بتجديد مهمة قوات الاحتلال الألمانية ضمن قوات المساعدة الدولية "ايساف" ومهمة الاستطلاع الجوي، وأرجع الوزير رغبته في إنهاء وجود قوات الاحتلال الألمانية الخاصة في أفغانستان إلى تحسين الحماية القانونية لجنود بلاده في أفغانستان المحتلة.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونج سعيه لتحسين وسائل الحماية القانونية لجنود بلاده المشاركين في احتلال أفغانستان، وقال في حديث لصحيفة بيلد آم زونتاج نشرته يوم الأحد إن "الجنود الألمان يخاطرون بحياتهم في أفغانستان ولذلك يجب علينا عدم تركهم في المواقف العصيبة دون مساعدة قانونية".
وكان راينهولد روبيه المفوض البرلماني لشئون الجيش قد انتقد اضطرار رقيب أول في الجيش الألماني لتحمل دفع أتعاب محام للدفاع عنه في مواجهة اتهامات بمسئوليته عن مقتل ثلاثة مدنيين في أفغانستان بإطلاق النار على سيارتهم أمام نقطة تفتيش خارج مدينة قندز بعد رفضهم المثول للأوامر بالتوقف.
يذكر أن البرلمان الألماني سيجري مشاورات هذا الأسبوع حول تمديد مهمة قوات الاحتلال الألمانية في أفغانستان، وذلك بعد تزايد هجمات المقاومة الأفغانية ضد قوات الاحتلال الألمانية ووقوع العديد من هذه القوات قتلى وجرحى.
وتأتي التصريحات الألمانية بالتزامن مع تصريحات أطلقها قائد القوات البريطانية في إقليم "هلمند" العميد "مارك كارلتون سميث"، وأقر فيها بأنه بأنه لا ينبغي توقع نصر حاسم على حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان، بل الاستعداد للتفاوض على صفقة مع الحركة.
وأضاف سميث:" لابد من خفض سقف التوقعات لأننا لن نربح هذه الحرب، وإن الأمر ينحصر الآن في خفض مستواها إلى حدود يمكن للقوات الأفغانية أن تتعامل معها، ولا تصير فيه تهديدًا إستراتيجيًا".
ولم يستبعد القائد العسكري البريطاني أن تغادر قواته أفغانستان تاركةً موجة هجمات مستمرة، وقال: " لا أظن أنه بعد ذهابنا لن تكون في هذا الركن من العالم جماعات مسلحة، وسيكون ذلك أوهام لا مصداقية لها".
وشهدت وتيرة المواجهات بين مقاتلي طالبان وقوات الاحتلال الأجنبية تصاعدًا لافتًا في الآونة الأخيرة يعد الأسوأ منذ احتلال أفغانستان نهاية عام 2001.
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content_q.cfm?id=89786