أظهر بحث أجراه الدكتور مارك هيرولد الأستاذ بجامعة نيو هامبشير أن نحو ثلاثة آلاف وثمانمئة مواطن أفغاني قتلوا في الفترة ما بين يوم 7 أكتوبر و7 ديسمبر الماضيين ، و هو ما يعني ان الأرقام لاتشمل ضحايا القصف في الفترة من 7 ديسمبر حتى الآن ، و أبرزهم قتلى القافلة ، و القصف على مدينة بكتيا ، و يتجاوزون المائة و خمسين قتيلا افغانيا ...

و ذكر موقع البي بي سي على الإنترنت أن الدكتور هيرولد عكف على جمع معلومات عن الضحايا المدنيين في أفغانستان منذ بدء العمليات العسكرية يوم 7 أكتوبر الماضي مما نشرته وكالات الأنباء والصحف الكبرى وما رواه شهود العيان ، وأفاد البحث بأن 3767 مدنياً أفغانيا قتلوا ، وقد تضمن البحث سرداً تفصيلياً لمواقع مقتل المدنيين والأسلحة التي تسببت في مصرعهم ومصدر المعلومات ، و لكن ذكر الدكتور الأميركي حقيقة هامة و هي إن التقديرات التي وصل إليها متحفظة للغاية ، وإن العدد الحقيقي يمكن أن يصل لنحو خمسة آلاف قتيل ، في حين أن قتلى هجمات سبتمبر بلغ حتى الآن 2998 شخصاً قابلين للانخفاض ، بسبب الفوضى في تسجيل أسماء المفقودين ...

و قال هيرولد أيضا أن حساباته تستند فقط للأنباء التي وردت في وكالات الأنباء والصحف الكبرى ، وبالتالي لا تتضمن ما سقط من ضحايا مدنيين أبرياء في المناطق النائية بأفغانستان ، كما أنها لا تتضمن من قتلوا بطريقة غير مباشرة عندما أدت الغارات الجوية الأمريكية لمنع المدنيين من الوصول إلى المستشفيات أو من الحصول على الغذاء أو الكهرباء والمياه العذبة ، ولا تتضمن جرحى الغارات الذين لقوا مصرعهم في وقت لاحق ، و هو ما يقوي من العدد المحتمل الذي ذكره ، و هو خمسة آلاف قتيل ...

و من المحزن و المؤسف أنه لم يوجد من بين مئات الملايين من المسلمين ، و عشرات الآلاف من الإعلاميين و المتخصصين ، من يبادر بالقيام بهذه المهمة التي قام بها الدكتور الأميركي ، الذي تقوم جيوش بلاده بالجريمة التي يتحدث عنها ، فإلى متى سنظل عالة على الغرب حتى في التعبير عن مآسينا ، و وصف مكاسبنا و خسائرنا ؟ ...