قصة غريبة جداً ، في صحابية لها زوج لم يمرض مرة بحياتهِ ، لا مرض ولا مُشكلة ، والمال بين يديه موفور ، وصحتهُ طيبة ، فخافت أن يكون منافقاً ، فذهبت إلى النبي لتشكُوهُ ، لا تُريد هذا الزوج غير معقول أن يكون مؤمناً !!! المؤمن مُبتلى ، يُحاسب ، يُعاتب ، مرة يمرض ، مرض يتألم ، مرة يُضيّق اللهُ عليه .
قال يا محمد : أتُحبُ أن تكونَ نبيّاً ملكِاً أم نبيّاً عبداً ؟ قال : بل نبيّاً عبداً أجوعُ يوماً فأذكُرهُ وأشبعُ يوماً فأشكرهُ .. هذا لا يوجد به شيء لا وجع رأس ولا ألم ولا هم ولا حُزن .
فذهبت زوجتهُ إلى النبي لتشكوهُ ولعلّها تبعدُ عنهُ وكانَ في رِفقتِها وقعَ في الطريق فتعثرت قدمهُ فقالت ارجع انتهى الأمر .. يعني .. أصبحتَ مُبتلى .. فالمؤمن ضمن العناية المشددة ..
يعني .. الله عزّ وجل لمّا يُحاسِبُك في الدنيا .. هكذا ورد في بعض الأحاديث أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام زار أحد أصحابه وكانَ مريضاً ، قالَ يا رسول الله ادع اللهَ أن يرحمني فيبدو أنَّ النبي سألَ اللهَ أن يرحمهُ فقالَ اللهُ عزّ وجل كيفَ أرحمهُ مما أنا بهِ أرحمُ وعِزتي وجلالي لا أقبِضُ عبدي المؤمن وأنا أُحبُ أن أرحمهُ إلا ابتليته بكل سيئةٍ كانَ قد عَمِلها سُقماً في جسده أو إقتاراً في رِزقه أو مصيبةً في ماله أو ولده حتى أبلُغَ منهُ مِثلَ الذر فإذا بقيَّ عليه شيء شددتُ عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيومَ ولدتهُ أُمهُ .
أنا أقول لكم واللهِ وأنا صادق في هذا الكلام : إذا أحدكم يتابعه الله عزّ وجل . .. يُتابِعهُ تماماً .. كُلما زلّت قدمهُ جاء العِقاب واللهِ ليفرح لأنهُ في العناية المُشددة ، وإذا رأى نفسهُ يُسيء ولا يُحاسب معناها ليحزن لأنهُ خارِجُ العناية المُشددة