• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 10 من 10

    الموضوع: دلال

    1. #1
      التسجيل
      10-04-2004
      المشاركات
      158
      المواضيع
      25
      شكر / اعجاب مشاركة

      دلال

      "دلال"


      أثار ذلك الهمر عاصفةً من التصفيق, و هو يتسلق التلال العملاقة من الرمال في الثمامة بقوة دفعٍ عاليةٍ و على رتمٍ واحد.. زجاجه المظلل بالسواد من جميع الجهات يبعث على الرهبة و الاحترام.. و كم كانت دهشة الحشود كبيرةً عندما شاهدوا أن باب الهمر الذي قد فُتِح تنزل منه فتاة في العشرينيات من عمرها, و الهواء البارد يرفرف عباءتها السوداء للخلف كامرأة خارقة..

      كانت دلال تسمح لتلك الأفكار بأن تتسلل لتفكيرها أحيانا, و تتخيل نفسها و هي تقود تلك الكامري, و تنعطف بها ذات اليمين و ذات الشمال, و الحشود حولها تنظر بإعجابٍ لحركاتها الانسيابية الملتوية كثعبان.. أو تتخيل نفسها و هي تحوم بجميع أحياء الرياض, و المسجلة على أعلى صوتها تصدح, و العداد يغمز بنهاية الحد و هي تغمز له بعينها مغازلةً و سعيدة, و وشاحها يطير كطيرٍ حرٍ كما في الأفلام تماما.. و لم تكن دلال بتلك الأفكار تحاول أن تفارق أنثويتها, و لكن أعجبها ذلك الحديث الذي بدا لصديقاتها مضحكاً, و هن يتحدثن عن تخيلات المستقبل, و كل واحدةٍ لديها سيارتها الخاصة بعد السماح لهن بقيادتها رسميا.. تخيلن أنفسهن بسيارات ورديةً في كل شيء, وردية الهيكل, وردية المقاعد, و وردية المقود المربوط بشريط أحمر على جانبه, و حتى الرخصة ستكون ورديةً أيضاً, كل شيء.. كل شيء سيكون وردياً, يتسوقن كما يردن, و لن يحتجن للسواق الغبي الذي لا يعرف من القيادة سوى اسمها.. و بعد حديثهن المسائي ذاك, الوحيد الذي بقي ورديا هو أحلامهن التي بدت في عيني دلال مقبولة الحدوث, و من حينها بدأت بمراقبة أخيها و طريقة قيادته للسيارة, و في بعض الأحايين تسأل السواق, و عرفت بسبب ذلك كل حركةٍ و حفظتها عن ظهر قلب, و شاهدت لذلك الكثير من أشرطة (التفحيط), التي كانت قمةً في الإثارة و الحماس.. شعرت شعور مشلول يشتاق لأن يمشي على قدميه, إنها أمامه كاملة الصورة, و لكنه لا يستطيع المشي, لماذا؟.. إنها لا تحب هذا السؤال الذي يشعرها بضعفها, و التفتت من نافذتها لبيت جارتهم أم أسعد الذي لم يكن ابنها نايف أسعد منها, فبيتهم الضيق الذي بالكاد يتسع لإخوته الثلاثة و أخواته الخمس, لا تقف أمامه في أحسن الأحوال سوى سيارتين, هما لأكبر إخوته, و غير مسموح له أبدا بقيادتها, فعمره الصغير كما يقولون يحول دون ذلك, رغم أنه للتو بلغ السادسة عشر , و ماذا سيفعل؟ هل يصبر و هو يرى زملائه في المدرسة بسياراتهم الفخمة يتفاخرون, و ماذا عن بيت جارهم أبو سامر الذي تقف أمامه 4 سيارات رغم أنه ليس لديهم سوى ابن واحد, سيارة للأب و سيارة لسامر و سيارة للعائلة, و سيارة لمن؟.. هل هي لدلال؟, قالها و هو يضحك, و لم يكن يعرف حينها أن دلال تقف الآن أمام السيارة, و في يدها المفتاح و هي مرتعشة.. تجلس على المقعد وآلاف الأفكار تتردد في مخيلتها, المقود يبدو كمن يرجوها بأن تدير المحرك الذي بدا صوته جميلا حين أدارته, و داست على دواسة الوقود, " الله, يا زين تغريدها, ما فيه فرق بيني و بين هالتماسيح.. نفس الصوت".. ذلك ما حدثت نفسها به و هي تلف مقود الكامري بخوف و حماس في آن واحد رغم انطفائها عدة مرات, "يا سلام, فعلاً إني عبقرية" قالتها بفرحٍ و هي تنعطف بثقلٍ و بطء بجهة بيت جواهر صديقتها المخلصة التي كانت تنتظرها عند الباب, رغم أن الليل كان في آخره فالساعة تقارب الثالثة, و خفضوا رؤوسهم قليلاً حينما رأوا ابن جارهم نايف الذي كان يقف حائرا أمام بيتهم الذي تبدو مواقفه فارغة من أي سيارة, فإخوته باتوا ليلتهم في الثمامة مع أصدقائهم, و أخذوا كلتا السيارتين, و لم يفكروا أبدا بأمه التي أصابتها نوبة ربو أخرى.. إنها تعاني و إخوته يتلهون خارجا.. حاول الاتصال بهم و لكن لا توجد أبراج اتصال في مكان تواجدهم, "يا الإحراج, أكلم واحد من جيرانا.. لا والله, و ش بيقولون عنا؟, كل هالعيلة و ماعندهم إلا سيارتين!", و خطرت بباله فكرة و لنقل أنها جنحة.. فقد قام بسرقة المفتاح الذي أدار به محرك سوبربان جارهم أبو سامر.. "راح أرجعها قبل ما يحس, هذا هو الحل لصار تلفون المستشفى مشغول", قالها في سره و هو يحمل أمه المغمى عليها, "ارجعن, ما بقى إلا هي تطلعن كلكن تقول فريق كورة سلة, أنا أشيلها الحالي, ما عليكن".. قالها لأخواته الواقفات عند الباب ينظرن بخوف على أمهم و هو يضعها في المقعد بجانبه.. كانت سرعة السوبربان تزيد, و هو ينظر لها بقلق, فهي تبدو كمن فارقتها الحياة.. المستشفى بعيد بعض الشيء, و لم يكن يدري ما يفعل, و هو يرى أمه المسكينة تعاني, و عينه تتردد بازدواجية بينها و بين الطريق, ولم ينتبه لتلك السيارة التي كانت تترنح يمينا و يسارا ببطء, فحينها كان يهوّي بيد واحدة على أمه التي بدأت بالاستيقاظ قليلا, بذلك الدفتر الصغير الذي كتب عليه دلال, والتي كانت وقتها تتمنى أن يكون بجانبها لتؤرخ فيه لحظاتها السعيدة بيديها اللتان تمسكان المقود بلطف, رغم أنها ارتعبت قليلا عندما مرت من شباب كانوا يضربون الكامري المضللة كالوحوش من كل مكان, و عندها لم تستطع أن توقفها, و كادت أن تدهسهم, و لم تدري حينها ما تفعل هي و جواهر, المرتعبة من ذلك.. التفتت لها دلال ووعدتها في المرة القادمة أن تعلمها القيادة, و أضافت: "تبغين (أفحط)؟ التماسيح ماهم أحسن منا", و أومأت لها جواهر المتخوفة بالموافقة مجبرة, و فعلا بدأت الكامري بالترنح يمينا و يسارا على مدار الشارع الفارغ الهادئ.. لحظات سعيدة لدلال جعلتها تخرج أدوات الزينة من حقيبتها لتضع قليلا منه تجهيزا لتسجيل هذه اللحظة بكاميرتها, فعدلت مرآة السيارة و وضعت مسحة من البودرة على جوانب خدودها, و أحمر شفاه زهري خفيف على شفاهها الرقيقة, لتنظر لجواهر التي بدأت بالتصوير فعلا, و حينها تفاجأتا بأضواء تلك السيارة التي بدأت بالاقتراب منهم بسرعة جنونية, مما جعلهن يرتبكن , و يصرخن برعب, و دلال تحاول أن تجد المكابح, فداست بكعبها الذي انحرف إلى دواسة الوقود خطأ.. ارتطمت السيارتين ببعضهما بقوة شديدة, لتتناثر الجثث منهما كدمى على الشارع, و حينها لم يكن هناك سوى صوت المسجل الذي يدوي بصخب من سيارة دلال المنقلبة على سقفها بجانب جثة أم أسعد, و الكاميرا الملقية المكسورة الجانب وشاشتها المخدشة ما تزال تعمل.. تلتقط صورةً مشوشةً لنايف المعلق في نافذة السوبربان.



      بقلم مبارك الحمود


      جميع الحقوق محفوظة



      التعديل الأخير تم بواسطة رابعة العدوية ; 22-11-2008 الساعة 05:35 PM

    2. #2
      التسجيل
      03-01-2005
      المشاركات
      1,964
      المواضيع
      73
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      , الجميل بالقصة أنها تسير في خطين متوازين ولكنهما يلتقيان , جميلة , اظن ان هناك أخطاء في اسناد الفعل لنون النسوة - ولكن للأسف أكاد لا أرى الخط , ولذلك فانني سأقوم بتعديله
      مودتي !

    3. #3
      التسجيل
      10-04-2004
      المشاركات
      158
      المواضيع
      25
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      رابعة أهلا بك. و يبدو اني أمام قارئة ذات حس عال بما تقرأ..
      أشكرك لتعديلك الخط و تكبيرة, فأعتقد أني استعجلت بنزول القصة و لم أنسقها جيدا.
      بالنسبة لنون النسوة أين هي الأخطاء أرجو توضيحك لذلك.
      سلامي لك.

    4. #4
      التسجيل
      10-04-2004
      المشاركات
      158
      المواضيع
      25
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      شيء غريب عدد القراء للقصة لم يتعدى 8, حتى قبل أن تأتي رابعة العدوية, و جربت ذلك بنفسي, يبدو أن هناك خللا ما بالمنتدى.

    5. #5
      التسجيل
      03-01-2005
      المشاركات
      1,964
      المواضيع
      73
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      أعدت قرائتها , واضح أنني كنت اهذي أمس نتيجة لصغر الخط الشديد , عموما , ساقوم بتثبيتها , واضافتها الى فهرس القصص التي تستحق القراءة !

    6. #6
      التسجيل
      10-04-2004
      المشاركات
      158
      المواضيع
      25
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      أشكرك جزيل الشكر على التثبيت.
      سلامي لك.

    7. #7
      الصورة الرمزية Fly_Batman
      Fly_Batman غير متصل عضو قدير
      + شـيـ الـمقـرمـطـيـن ـخ+
      رايق
       
      التسجيل
      15-12-2000
      الدولة
      |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|في عالم القرمطة |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|
      المشاركات
      15,559
      المواضيع
      163
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      ماشاء الله أخوي محمد اسلوبك رائع جداً وكذلك ممتع
      وابداعي في وصف احلام الفتيات وكذلك في طريقة سرد القصة
      بس حزت في قلبي النهاية المحزنة ...وخاصة ام سعد T-T
      بارك الله فيك أخي العزيز ولا تحرمنا من ابداعاتك
      تحياتي ^^


    8. #8
      التسجيل
      10-04-2004
      المشاركات
      158
      المواضيع
      25
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      هلا فيك أخي فلاي..
      أشكرك على كلماتك الطيبة في حقي, و على قراءتك للقصة.
      سلامي.

    9. #9
      التسجيل
      14-12-2008
      المشاركات
      9
      المواضيع
      0
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      وااااااااو قصة كتيييييير مؤثرة ورائعه رائعه رائعه
      بصراحه مبارك لك على هذا السرد الرائع فكاني بشاهد فلم
      ولو تخلي قصصك فيها امل شووي بتطلع حلوووووووووه

    10. #10
      التسجيل
      10-04-2004
      المشاركات
      158
      المواضيع
      25
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دلال

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احلى الصبايا مشاهدة المشاركة
      وااااااااو قصة كتيييييير مؤثرة ورائعه رائعه رائعه
      بصراحه مبارك لك على هذا السرد الرائع فكاني بشاهد فلم
      ولو تخلي قصصك فيها امل شووي بتطلع حلوووووووووه
      هلا حيا الله المتابعة..
      أتفق معك بكلمة الامل, و لكن مرات على الكاتب القصصي اظهار الآلام البشرية لتصل الرسالة.
      سلامي لك.

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •