القلب

[مبارك الحمود]

القلب

لم يستغرب الغريب في القرية الهادئة سوى ذلك الصوت الذي يسمعه عن بعد, صوت بعيد يبدو كخطوات آتية من الغابة, خطواتٌ عملاقة تنتعل طبول الحرب.. تبعه منذ اليوم الثاني على وصوله فهو لم يطق الصبر وخاصة أنه أزعجه, ولم يستطع النوم بسببه, حتى وصل لتلة كبيرة خلف الغابة, استغرب ما شاهده أعلاها, قلب عملاق ينبض بالحياة, جذوره الضخمة تبدو راسخة بعمق.. حاول أن يعرف سره, سأل الجميع واتفق الكل بأنه قلب الأرض!, ضحك من فكرتهم, وقرر طعنه بخنجر, ليرى ماذا سيحصل, حذره الجميع ولكنه لم يسمع لهم و لهرائهم الساذج أولئك الجهلة كما يقول دائما.. وذهب وقت السَحَر, و الجميع في سبات عميق.. وقف عند حافته ممسكاً بيده الخنجر, ينظر لحجمه العملاق, خفقات القلب ثابتة على نفس الرتم, أعشاب حوله بدأت بالتمدد والنمو, وحرارة مرتفعة خنقت المكان.. رهبة نمت في أعماقه, أحس بضغط كبير في داخله, إنه الآن أمام السؤال, والجواب في يده, مد يده المرتعشة بخنجره بخط مستقيم للقلب الذي انفجرت دمائه بقوة, نهر دماء قوي لا يتوقف, ملأت منطقة كبيرة أمامه, لم يحدث شيء, سوى هلع بسيط لأهل القرية, الذين لم يتعودوا على العيش بدون نبضات القلب الخافقة, شعر براحة أكثر, بقت الدماء لفترة قصيرة على الأرض, حتى أتى يوم واستيقظ على صوت مزعج جدا وقريب, أطل من نافذة غرفته المرتفعة, وأمام ناظريه المتسعة اندهاشا و رعبا قلوب عملاقة متفاوتة الحجوم قد نمت في منطقة الدم وبصوت يدوي في كل مكان, و أهل القرية يرقصون حولها.. أخرج حقيبته من خزانته, ورجع إلى من حيث أتى.

[عربي جابر]

بارك الله للك وشكرا علي الايحاء والاسقاط الذي وضعته في القصة أن صح فهمي المحدود لمضمون القصة

[مبارك الحمود]

أهلا بك أستاذ عربي..
أعتقد أنها بالتأكيد وصلتك الرسالة..
سلامي لك.