عندما تشرع ُ شعراتي البيضاء في البزوغ ... عندما لا ابصر ُ موضع َ خطواتي وتكثر عثراتي ...
عندما لا أميز ُ ملامح َ وجوهكم بصورة ٍ جيّدة ْ .. عندما لا أرى بوضوح رسومات احفادي الملونه ْ ..
عندما أُعيد ُ الحكايات ذاتها عليكم لأني لا اذكر ُ إني قد قصصتها من قبل ْ ..
عندما تكررون َ علي َّ نفس الكلام " لضعف ِ سمعي " ثم تملّون َ فلا تعودوا تتحدثون َ في حضرتي ,
أو ربما تتهامسون ..
عندما انسى اخذ َ دوائي وتلتبس ُ العقاقير ُ علي َّ لكثرتها ...
عندما لا استطيع ُ تناول َ طعامي بسبب اوجاعي وعللي ..
عندما ترق ُّ عظامي فلا اقدر ُ على بسط ِ ظهري المحدودب ْ ولا ثني ّ ركبتي لتيبُسها ..
عندما ترتعش ُ يداي ويصعب ُ علي َّ مسك َ كوب ِ الماء ْ ..
عندما احتاج ُ الى مساعدتكم في ارتداء ِ ثيابي متحسسا ً انفاسكم المتأففة ونظراتكم الضاجرة ...
حينــــــــــها ... سأنزوي في حجرتي هربا ً الى صلاتي مستلذا ً ذهول َ تهجدي ومناجاة َ ربي الذي لا
يردني خائبا ً كمـــــا تفعلون ْ ...
أقرأ في كتاب ِ الله فأجده ُ " تعالـــــــــــى " يكلمني من غير ِ ما جزع ٍ ولا ضجر ْ ..
أرى في الكتاب ِ مفردات ٍ قد قرأتُها فيما مضـــى لكنني نسيت ُ معانيها ...
اعود ُ فأمعن التأمل في ذاكرتي التي بدأت تُمحى علنّي اذكر ُ كيف َ خطى اولادي اولى خطواتهم ..
كيف َ كنت ُ اطعمهم بيدي والفرحة ُ تغمرني ...
كيف علمتُهم نطق َ الحروف ِ واسماء َ الاشياء ِ ومعاني الكلمات ِ ...
أهلـــــــــي واحبابــــــــــــي ...
حتى لو احيل عقلي وجسدي الى التقاعد ... أعلموا ان قلبي لا يتقاعد ُ ابدا ً ولا حتى يستقيل ...
فأنا احيا بمشاعر ِ حبي لكم والتي اتمنى ان تبادلوني ايّاها ...
لا تتجاهلوني حين َ اكون ُ بينكم بل امنحوني ابتساماتكم الحانية ...
اربتوا على كتفي ... المسوني من يدي ... حدثوني بكل شاردة وواردة ...
حتى لو اضطررتم لرفع اصواتكم فأنا أمل ُّ الصمت َ والسكون ْ ...
شاركوني ايامي المعدودة بضحكاتكم ... بهمومكم ... بكل تفاصيل حياتكم ... قبل َ ان تحين َ نهايتي
فمـــــــــــا هي الا لحظات ْ ... وتهدأ الخفقات ْ ... و يُـــصلّى علي َّ
" من مذكرات عجوز مجهول "
بقلم : إحدى زميلاتي في الجامعة ... دونتها في اخر محاضرة التشريح واعجبتني كثيرا ً ...
ارجو ان تعجبكم كما اعجبتني ....
في امان الله