السلام عليكم...
فى الايام الماضية التى رأينا فيها جبروت اسرائيل و قلة حيلة حماس و افلاس العرب, وجدت نفسى اقف امام تيار عاطفى شعبى لا يبالى اين الحكمة و كيف يكون النصر.
و كان لى موقف من القضية الفلسطينية قبل العدوان الاسرائيلى و حتى قبل الحصار.
كنت استعجب و اعارض التطاول الذى ينادى به بعض ابناء العرب و الفلسطينيين
كيف لكم لا تعترفون بدولة هى التى تطعمكم و تسقيكم و توظفكم و تعالجكم و كل الامور بها تصير
هذا جزء بسيط من السراب الذى يعيشه الكثير من المسلمين
المهم,
قبل وقف العدوان الاسرائيلى
كنت ارى فى خطبة الجمعة إمامنا يبكى بكاء لا يليق بالرجال و يطلب من الله عز وجل ان يرسل طير ابابيل ( والله انى لا اخترع او اتطاول على امامنا) و ان يدمر و يحرق و و و. دون مراجعة نفسه كيف يكون النصر من الله. فذكرنى بقصة سيدنا موسى و قومه الذين طالبو من الله و رسوله ان يحاربا
و كان هذا حال الكثير من أئمة المساجد و الشيوخ و المدرسين فى الجامعات يطالبون ( لا ادرى من ) لكنهم يوقعون فى الاوراق ان الجهاد واجب و ان علينا كذا و كذا , لكنه كلام فارغ غير حقيقى غير موجه الى احد ربما موجه للماضى الذى يعيشه كثير من المسلمين, يظنون ان عمر بن الخطاب او صلاح الدين و غيرهم من ابطال, سوف تصلهم الرساله فيخرجون من اجداثهم و يرسلون جيوشهم لتسحق الاعداء,
صدقاً, الله اعلم لمن هذة الخطب و الرسائل و التواقيع موجهه.
لكنى لسبب ما اردت ان اصمت حتى يهدأ الصراخ قبل ان اتحدث عن الفشل و الصفاقة التى يعشها الكثير بسبب الحرمان العاطفى الذى نتناوله جيل بعد جيل.
و مع هذا وجدت صمتى مرير و فى الحقيقة انا نادم انى لم اتحدث وقت المحنة, و كيف ان حماس غامرت بشعبها من اجل سلطة لا تقوم الى برضاء اسرائيل و الدول العربية.
فكيف لحزب صغير مثل هذا نسمح له ان يتلاعب فى ارواح و اقتصاد الشعب الفلسطينى دون مراجعة اولياء امرهم مثل مصر , السعودية ,الاردن, سوريا او حتى ايران
لكن هذا هو الواقع الاليم الذى نعيشه
و نحن الشعوب العربية بسبب عاطفتنا اتجاه القضية, سمحنا لهاذ الحزب بالتطاول دون الرجوع لاهل الدعم و الشورى
نحن نقول لهم
موتكم انتصار,
تدميركم انتصار
افلاسكم انتصار.
لماذا نسمع و نقرا عن انتصار حماس؟؟؟
حاولت ان اقرأ الحجج وراء هذا التعبير او البروبغندا.
لكنى لم استطع ان ادرج فكرى تحت تعبير ساذج مثل هذا
هل فقدنا معانى المفردات العربية و استبدلنا كلمة
النصر = هو وقف العدو عن قتلنا و اغتصابنا بمشيئته
صراحة لم احضر هذا الدرس الذى ينشده الكثير من طلبة العلم او حتى شيخى المفضل الحبيب الدكتور كبير العلماء يوسف القرضاوى الذى احبه فى الله و استمع له فى اغلب الامور
لكنى وجدت حديث الرسول علية الصلاة و السلام يجرى فى دمى ان استفتى قلبى و ان استفتونى الناس
فما نفعله نحن من بروبغندا هى خطة لاستمرار الضعف و استبدال النصر الحقيقى بمعانى الانهزام و التواكل او حتى تربية الاجيال القادمة ان ما نفعلة هو النصر و هو فى الحقيقة الذل بام عينه
نقول لهم لا حاجة للاختراع او البناء و التقدم او الاعتماد على النفس, العدو سوف يمل منا و سوف يقف بنفسه دون الاتفاق معنا و هذا هو النصر و الله اكبر,
الاستراتيجية ان نتوالد و نتكاثر مثل الارانب حتى يكون عددنا اكثر من رصاصتهم, و بعد نفاذ الرصاص سوف نذهب بالحجارة للفتح المبين
ما يغظنى اكثر ان كل الاموال الطائلة التى سوف تذهب لفلسطين, سوف تكون من نصيب الخونة من فتح و اسرائيل
نعم اسرائيل سوف يكون لها نصيب كبير من التبرعات و المعونات التى يرسلها العرب
العرب يتحدثون بسخاء عن بناء غزة مرة اخرى,
جيد جداً. من سوف يبنى غزة؟؟؟
فمن الحماقة اننا نتخيل اغزة يتم اعمارها بيد الغزاويين او الفلسطينيين, فالاّلت سوف تكون اسرائيلية و المقاوليين سوف يكونو اسرائيليين لان فلسطين ليست دولة , و لان فلسطين ليس لديها اى موقومات اقتصادية مباشرة مع العالم الخارجى الى بعد الاستاذان من اسرائيل.
ثم لماذا ننتظر او تنتظر الحكومات العربية لصرف الترليونات على فلسطين بعد الحرب, لماذ لا يعمرونها قبل الحرب, تخيلو هذة الاموال كلها تذهب فى الصحة و البناء و المدارس و غيرها من مقومات الحياة, بدل التعمير بسبب الهدم و معالجة الجرحى بسبب القصف
اتمنى من كل من يتحدث عن النصر و يتكلم عن هذا النصر المزعوم و كأن حماس فعلاً انتصرت و دحرت العدو و حررت الاقصى و استردت الحق المستباح و رفعت راس العروبه عالياً
كفى خيانة, نعم هى خيانة للاجيال القادمة التى نربيها على الفكر السلبى , بسبب العجلة و الانانية و ارضاء النفس بشئ مفقود , نقنع انفسنا ان
وقف العدو عن ضربنا يعنى ضعفه
تراجع العدو عنا يعنى استسلامه
هدم دولة بكاملة تعنى النصر لنا
.
.
لماذا لا نعتبر من اخطاء غيرنا
حزب الله ليس ببعيد, بسبب حماقته و بسبب اختطاف رجلين من اسرائيل تم تدمير جنوب لبنان
اهذا فعلاً ما يعلمنا اياه الاسلام؟؟؟
هل هذا هو المعنى الحقيقى للعدة؟؟؟
كفى خيانة, فالننظر للامور بجدية و نعترف بهزيمتنا حتى يتسنى لنا العمل و وضع الاهداف لنصرة امتنا, فنحن نخون انفسنا لا غير
اترك هذة التسؤلات لكم تتفكرون بها لعل يوماً نرى احفادنا يغيرون منهج العاطفة و التواكل على الله فى كل الامور و الانهزام الذى نظنه نصر.
الله المستعان