توجد بكتريا الجمرة الخبيثة بصفة طبيعية في الحيوانات أكلة النباتات كالخراف والماعز والأبقار، وتنتشر عادة في المناطق التي تكثر فيها الحيوانات الداجنة ومازالت تنتشر في كثير من بلدان العالم الثالث في أفريقيا وآسيا، وهي على ثلاثة أنواع بكتريا الرئة وبكتريا المعدة وبكتريا الجلد، وتنتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو عبر منتجات تلك الحيوانات أو باستخدامها كسلاح جرثومي بنشرها في الجو، وتكمن خطورتها في سرعة وقوة انتشارها بين المصابين وسهولة إنتاجها وتحويلها إلى سلاح جرثومي وسهولة تخزينها.
ويعود ظهورها الحالي إلى أول إصابة بمرض الجمرة الخبيثة في ولاية فلوريدا في الخامس من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2001م إذ اعتبرت حادثة منفردة، ولكن ظهور الإصابة الثانية بنفس المرض في ولاية فلوريدا في التاسع من نفس الشهر وأول وفاة بنفس المرض والاشتباه بوجود إصابة ثالثة في ولاية فرجينا أثار مخاوف الإدارة الأميركية والرأي العام الأميركي من احتمال تعرض بلادهم لهجمات بيولوجية ربما تفوق هجمات 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، وبدأت أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن ولم تسلم بعض البلدان من هذا الاتهام كالعراق وكوريا الشمالية، ومع تزايد الإصابات بمرض الجمرة الخبيثة (17 إصابة) وتزايد عدد قتلاه (5 حالات وفاة) عم الرعب العديد من الدول الأوربية وإسرائيل وكثفت أميركا والكثير من دول العالم من إجراءاتها الأمنية ومراقبة البريد وزيادة نطاق التحقيقات في محاولة للتوصل إلى سبب ومصدر انتشار هذا المرض.
فهل تمثل بكتريا الجمرة الخبيثة بداية لحرب بيولوجية جديدة ؟ أم أنها بداية لحرب نفسية ستشهدها الكثير من دول العالم؟
وهل يمكن أن تكون حربا موجهة ضد أميركا والدول الغربية وإسرائيل استثنيت منها الدول العربية والإسلامية؟
وهل يمكن أن تكون إحدى الدول التي سميت بالمارقة مثل العراق أو إيران أو كوريا الشمالية مصدرا لانتشار هذا المرض؟ أم أن هناك جماعات متطرفة يمكن أن تقف وراء انتشار هذا المرض؟
المصدر قناة الجزيرة
