أعلن باحثون أميركيون أنهم توصلوا إلى إمكانية القضاء على أكثر أنواع سرطان الدماغ انتشارا بواسطة فيروس مهجن من فيروسي شلل الأطفال والزكام، وربما تفتح هذه الخطوة باب الأمل بالنجاة من المرض القاتل للمرضى الذين تتزايد أعدادهم يوما بعد آخر.
وقد تم حقن الفئران المصابة بالكليوما الخبيثة والتي تعتبر من أكثر أنواع الأورام الدماغية شيوعا، بالفيروس المهجن، مما أدى إلى شفاء هذه الفئران وبشكل تام بعد أول جرعة.

وقال رئيس الفريق الطبي الذي أجرى الدراسة البروفيسور المساعد الدكتور ماثياس كرومير والمتخصص بعلم الأحياء المجهرية في جامعة ديوك "لقد تمكنا من الحصول على فيروس لا يسبب الأمراض في الدماغ بل على العكس فهو يمتلك القدرة على إصابة وتدمير خلايا الأورام السرطانية".

واستعرض الفريق الطبي نتائج هذه الدراسة التي استمرت سبع سنوات في لقاء للجمعية الأميركية للأحياء المجهرية.

وقد لجأ الأطباء في الدراسة إلى معالجة فيروس شلل الأطفال وراثيا لتجنب مخاطره وإبطال مفعوله التدميري على الخلايا السليمة. ويقول الباحثون إن السلالة المعدلة وراثيا لفيروس شلل الأطفال تمثل حلا ناجحا لعلاج الأورام السرطانية الخبيثة، والتي تستجيب بشكل ضعيف لطرق العلاج التقليدية ممثلة بالجراحة والعلاج الكيميائي والأشعة.

ويقوم الفيروس المعدل بالبحث بشكل طبيعي عن خلايا الأورام السرطانية الدماغية لأنها تحمل جزيئا معينا للارتباط به يعرف طبيا باسم سي دي 155 وهو جزيء غير موجود في الخلايا الدماغية السليمة.

وقال الدكتور كرومير "إن مقترحنا يبدو غير طبيعي بسبب اعتمادنا في المعالجة على فيروس خطير ومعد، وإذا ما رغبتم في اقتراح أي نوع آخر من الفيروسات قادر على القيام بنفس العمل، فإنه يجب أن تتأكدوا أن هذا الفيروس لم يعد قادرا على إحداث المرض".

ويتمتع الفيروس المعدل وراثيا بالقدرة على البحث وتحديد الأورام الصغيرة التي توجد في الغالب في أماكن بعيدة عن الأورام السرطانية الرئيسية في منطقة الدماغ.

وتعمد الطرق الحديثة في العلاج إلى استخدام جرعات صغيرة من العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة في آن واحد بسبب حساسية الدماغ، والذي يكون مفعوله محدودا لوقف النمو السريع للخلايا السرطانية في الدماغ.

وبلغت نسبة الارتفاع لحالات الإصابة بسرطان الدماغ في الولايات المتحدة 18% ما بين سنتي 1973 و1997، كما شهدت نسبة الوفيات ارتفاعا قدره 11% في الفترة نفسها طبقا لإحصاءات جمعية السرطان الأميركية.

وأوضحت الجمعية الأميركية للسرطان أن عدد الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم سنويا بهذا المرض يبلع نحو 17 ألف مواطن، ويفقد 13 ألفا منهم حياته نتيجة لهذا المرض.

ويتطلع الفريق المشرف على الدراسة إلى إجراء اختبارات سريرية على المرضى، لاسيما وأن التجارب التي أجريت على الفئران والقرود أثبتت صلاحية فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيا للقضاء على الأورام الدماغية، ويسعى الفريق حاليا لإعداد نموذج فيروسي مركب، وبدعم من المعهد القومي للسرطان، لاستخدامه في التجارب على الإنسان.
المصدر قناة الجزيرة