أنظر لنتيجتك و هاك حسابك !..
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله و الصلاة على رسوله الكريم..
قد نحاول في هذه الحياة الدنيا النجاح في إحدى المجالات و نبذل في سبيل ذلك ما تيسر من الجهود و التضحيات و ننفق ما توفر من طاقة و مهارات لكن التوفيق ليس هو الاحتمال الوحيد هنا للأسف !.. فهناك ذلك الاحتمال الآخر، ذلك المصير القاتم، المقبض.. الفشل.
و حين نسقط في شراك هذا المصير الأخير نضرب أخماسا بأسداس و نُرجع السبب تارة إلى تقصيرنا أو غبائنا و تارة أخرى نرى السبب في ذلك الشيء الغامض الذي يسمونه (سوء الحظ) و لا أرى له وجودا.
و قد يصيبنا ضرب من اليأس البارد فنترك الأمر برمته و نرضى بحل وسط، بل قد يصل هذا اليأس بالبعض إلى أن يخرجوا للهامش عازفين عن الحياة بمجموعها!..
و كل منا، و لا ريب، فشل بأمر ما.. صغيرا كان هذا الأمر أم كبيرا. و محدثكم، العبد الفقير، من أكبر الفاشلين.. و ربما هناك من ينعم بالنجاح حتى النخاع، هذا فضل من الله أو بلاء منه.. لا أدري!.. المهم هكذا هي الحياة.. مجالات و درجات و امتحانات و رُتب بعضها عالي و بعضها مغمور و البعض الآخر متوسط بين هذه و تلك.. لكن !..
ماذا عن الحياة الأخرى ؟.. ماذا عن الآخرة ؟..
هل مسموح لنا أن نيأس منها و نترك الأمر برمته عند الفشل ؟.. هل من الممكن أن نعزف عنها و نمتنع من المشاركة فيها ؟.. هل هذا ممكن ؟..
أخشى أن الجواب هو لا !.. فالأمر هناك مختلف تماما و الخطب جلل..
هناك لا تُغني المحاولة و (ما تيسّر) من الجهود فقط !.. هناك لن تستنجد بالشخص الذي تعوّدت أن تستنجد به هنا ليجد حلا للمصيبة !.. هناك لا فرصة ثانية و لا داعي لأن تستفيد من خطأك !.. هناك لا وجود لبيتك أو لمخبأ تعرفه وحدك لتهرع إليه!.. هناك لا شيء من الذي تعرفه هنا!.. هناك مطلوب منك النجاح و الفشل يعني الجحيم، عياذا بالله !..
فهل نحن مستعدون لنرى نتائجنا هناك ؟.. أما عني فلا !.. لا، و الله، لست مستعدا، و أرى رصيدي صفرا مهولا و ربما هو دون الصفر!
المشكل الآن، أنه قد يُنادى على أحدنا فجأة و دون إنذار ليرى نتيجته!.. و من يرى النتيجة ليس له الحق في العودة ليزف النجاح أو.. الكارثة!..
القانون هناك يكاد يقول:(أنظر لنتيجتك و هاك حسابك!)..
فقط!..