كان من بين المقاتلين الأجانب الذين ألقت القوات المناوئة لطالبان القبض عليهم في أفغانستان عدد من المسلمين الصينيين. وقد دخل هؤلاء الصينيون إلى أفغانستان عبر خط الحدود القصير المشترك بين البلدين.

وتسعى الحكومة الصينية الآن لاستعادة هؤلاء المعتقلين ومحاكمتهم في الصين.
وينتمي أغلب المقاتلين المعتقلين لأقلية عرقية تعرف باسم الإيغور ، وتقول السلطات الصينية إنهم أعضاء في حركة انفصالية مسلحة ناشطة في غرب الصين.
لكن جماعات حقوق الإنسان أعربت عن خشيتها من أن تستغل السلطات الصينية الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب لقمع ما يعد شكلاً من أشكال المعارضة المشروعة.
ويقول نشطاء طائفة الإيغور في إقليم شينجيانغ إن الحكومة الصينية تلجألأساليب متزايدة القسوة لسحق الثقافيةالمحلية للسكان والقضاء عليها، على غرار ما يتبع مع أهل التبت .
ويطلق الإيغور على إقليمهم الغني بالنفط والواقع على حدود أفغانستان وجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية اسم " تركستان الشرقية " .
والإقليم عبارة عن سلاسل جبال وصحارى شاسعة تحتل الأطراف الغربية للصين . لكن الصين تصر على إطلاق اسم "شينجيانغ" على الإقليم، وهي كلمة صينية تعني "الإقليم الجديد".

أقلية
يذكر أن طائفة الإيغور التي يتحدث أفرادها بإحدى اللغات التوركية كانت في الماضي تمثل أغلبية سكان إقليم شينجيانغ ، لكنها الآن تمثل أقل من خمسين بالمئة من تعداد السكان .
ولا تختلف شدة المعاملة التي يلقاها الإيغور من السلطات الصينية عما يلقاه البوذيون في إقليم التبت .
ويقول الدكتورمايك ديلون الأستاذبجامعة ديرهام البريطانية إن بكين تعتبر إقليمي شينجيانغ والتبت جزءاً لا يتجزأ من الصين ، وتحرص على البرهنة على ذلك بحجج تاريخية .
وأضاف أن الحقيقة هي أن شينجيانغ والتبت انضما للإمبراطورية الصينية في نهاية القرن الثامن عشر ويعتبران الآن بالفعل جزءاً من الصين .
وأوضح أن الصين تعتبر كل ما يثار من أفكار انفصالية في الإقليمين نوعا من الخيانة القومية، ولا يمكن أن تقبلها.
ويذكر أن الصين كانت تتكتم في الماضي على أعمال العنف التي ينفذها الانفصاليون في شينجيانغ ، لكنها الآن تدينها علناً وتصفها " بالإرهاب الدولي " .

القاعدة
وقد نشرت الحكومة الصينية قائمة بالتفجيرات وحوادث إطلاق النار وأعمال الشغب التي شهدها الإقليم . وقالت السلطات الصينية إن الانفصاليين الأيغور قتلوا أربعين شخصاً وجرحوا ثلاثمئة وثلاثين آخرين على مدى السنوات العشر الماضية .
كما حذر بيان صدر مؤخراً عن وزارة الخارجية الصينية من خطر ما وصفه "بشبكة إرهاب إسلامية في الصين".
وجاء في البيان أن "لهؤلاء الناس صلة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن . وقد تلوثوا بالفكر الجهادي. ويجب على الصين أن تعتبر ملاحقة أولئك الإرهابيين جزءاً من الصراع الدولي ضد الإرهاب " .
وقد أدان نشطاء الإيغور بيان وزارة الخارجية وقالوا إن السلطات الصينية تحاول إيجاد ذريعة لقمعهم ، وإن تلك السياسات لن تؤدي إلا لخلق جيل جديد من ( المتشددين ) .

ومن أبرز نقاط ضعف الإيغور أنهم يفتقدون الزعامة القوية، مثل الدالاي لاما في التبت ، القادرة على عرض قضيتهم أمام العالم وإبراز ما يعانون منه من محو لثقافتهم ولغتهم .

وهم يخشون الآن من الأوضاع العالمية الجديدة ، ومن استغلال الصين التحالف الدولي ضد الإرهاب لممارسة المزيد من أعمال القمع .




الأربعاء : 9 / 1 / 2002