بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الباحث في شؤون الغذاء والمزروعات رونالد ديفيس: إن الخضراوات والفاكهة حاليا تحتوي كميات من المعادن والمغذيات تقل عن تلك المنتجة قبل 50 عاماً بنسب تتراوح بين 5 - 40 %.
ووأوضح ديفيس الباحث السابق في معهد الكيمياء الحيوية أن كميات المغنيزيوم والحديد والكالسيوم والزنك الموجودة في المنتجات الطبيعية تقل بصورة كبيرة في المنتجات الزراعية التي نتناولها اليوم عن تلك التي تناولها أجدادنا، وإن كان حجم ما نأكله منها قد تزايد بسبب التقنيات الحديثة.
وقال الباحث إن المنتجات الزراعية اليوم تفوق من حيث الحجم المنتجات القديمة، غير أنه اعتبر أن هذه الزيادة لا تتجاوز كونها "مادة جافة" تحتوي على تركيز منخفض من الفيتامينات والمعادن، مضيفاً أنه على العلماء التركيز على نقطة أساسية لم تنل الكثير من المتابعة، وهي انخفاض كمية المعادن والمواد المفيدة في المنتجات المعدلة جينياً، والتي جرت هندستها لزيادة الإنتاج.
وفي هذا الإطار، نبه ديفيس إلى أن دراسة جرت على القرنبيط المنتج بتعديلات جينية في جنوبي كاليفورينا ما بين عامي 1996 و1997 أظهرت وجود نقص في كميات البروتين والأحماض الأمينية المفترض تواجدها، إلى جانب تراجع منسوب ستة معادن متنوعة، وبرر ذلك بأن عملية تعديل الجينات لزيادة الإنتاج تركز على مضاعفة الكميات من خلال اختيار الجينات المتصلة بالمواد النشوية "Carbohydrates" عوض العناية بالعناصر المغذية في المزروعات.
ولم يفت ديفيس الإشارة إلى مساهمة عوامل متصلة بالتربة وأساليب الزراعة بهذه الظاهرة، وفي مقدمتها اللجوء المتكرر لزراعة محصول واحد، ما يؤدي لاستنزاف معادن محددة من التربة، إلى جانب حصاد المنتجات الزراعية في أوقات مبكرة لأسباب تجارية، ما يمنعها من التشبع بالمواد المغذية من التربة.
واعتبر الباحث أن ما يشهده العالم حالياً على صعيد الغذاء أمر "مثير للسخرية" باعتبار أن الكرة الأرضية باتت تنتج كميات من الطعام أكبر من أي وقت مضى لمواجهة سوء التغذية الذي يعاني منه الملايين حول العالم، غير أن تلك الكميات تفتقر إلى المواد التي يحتاجها البشر لغذائهم.
في امان الله تعالى