و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
في البداية أقول أنني لست متخصصا في هذا الأمر فإذا أخطأت في شيئ أرجو من الاخوة تصويبه
غالبا ما يفرح الوالدان بالولد الكبير و يهتمون به اهتماما بالغا و هذا أمر طبيعي
فإذا أنجبوا غيره يقل اهتمامهم به لانشغالهم بإخوته ( ربما يبذلان نفس المجهود و العواطف السابقة لكنها أصبحت مقسمة على كل الأطفال و ليست له و حده )
و يسبب ذلك أمور منها
أولا: شعوره باهمال والديه له مما يدفعه لفعل الكثير من الأمور التي يلفت بها انتباههم و انتباه الآخرين له مثل قولك " انتو مش بتجبولي حاجه انتو مش بتحبوني انتو بتعذبوني "
ثانيا: بغضه لاخوته الصغار لأنه يراهم السبب في ذلك الاهمال في ظنه
علاج الأمر الأول هو أن تهتمي به و تعامليه بلطف شديد و ليس بعنف في هذه المرحلة تجنبي الضرب تماما و احرصي على البحث عن احتياجاته و تلبيتها له حتى لو لم يطلبها بنفسه هذا يؤكد له عطفك عليه أن تلبي احتياجاته دون أن يطلب
مع مراعاة
أ. أن يكون اهتمامك ايجابيا أي في الأمور النافعة و ليس معنى زيادة الاهتمام أن تدلليه و تعطيه كل ما يطلب لكن معناه أن تعيدي له اهتمامك السابق كأن اخوته الأصغر لم يحضروا بعد ( لو وصل الأمر إلى التدليل سيزيد ( تناحته ) لذلك أرجو أن تقرأي هذه النقطة جيدا )
ب. ألا تجعلي هذا الاهتمام واضحا و لا مفاجئا ( يعني في امهات ييجوا فجأة يقولو " أنت زعلان ليه يا ميدو أنا خلاص جبتلك كذا و كذا و بقيت واخدة بالي منك " طبعا ده تصرف غلط ) للأسف معظمنا لا يعلم أن الأطفال أذكياء و يراقبون من حولهم جيدا فإذا لاحظ أن اهتمامك متعمدا و ليس طبيعيا سيكون رد فعله عكسيا و يؤدي إلى استمراره في أسلوب التمرد و الكذب للفت الانتباه ... المقصود هو يريد اهتماما طبيعيا و ليس مفاجئا و لا مصطنعا
ج. ألا تتعجلي النتيجة فهو إن شاء الله سيتغير لكن بعد فترة من الاهتمام ... لن يتغير في يوم و ليلة
علاج الأمر الثاني أن تحرصي على كثرة تذكيره باخوته و أنه كالحارس بالنسبة لهم و أنهم يحبونه كثيرا و يعرفون أنه أخوهم الأكبر الطيب
و تحرصي على مشاركته الدائمة في خدمتهم و العناية بهم
نفترض مثلا أنك ستطعمين الطفل الصغير اجعلي الكبير يشاركك في إعداد الطعام ... يناولك الطبق أو الملعقة أو علبة اللبن و في كل مرة قولي له " يلا نأكل محمد حبيبك – بالفرض أن الصغير اسمه محمد – "
نفترض أنك ستغيرين ملابس الصغير فقولي للولد الكبير " عايزين نغير لمحمد ...أو مثلا يلا علشان محمد عايزك تغيرله " ثم لا تحضري الملابس بل اجعلي الولد الكبير يذهب إلى الدولاب و يحضرها بنفسه و يساعدك بكل ما يمكنه فعله و كوني سعيده و اجعليه يشعر أن هذا عملا جيدا و علميه كيف يساعدك في كل التفاصيل
و أن يهتم بعدم خروجهم من الباب بدون علمك و يهتم بابتعادهم عن الكهرباء و المطبخ
فيتعلم أن هذا خطر و يبتعد عنه و يبعدهم عنه
( في تجربتي الشخصية: مع الوقت أصبح الولد الكبير ( 3 سنوات ) يغير للصغير ( سنة ) و ليس يحضر الملابس فقط و كذلك يهتم ألا يؤذي أي شخص أو أي شيئ الولد الصغير )
للربط بين الأمرين الأول و الثاني و عند أول استجابة جيدة منه أحضري له كل شيئا و لو صغيرا و قولي له "ده هدية من ماما و اخواتك علشان انت بتهتم بينا و احنا بنحبك "
يعني من الخلاصة اديله شوية زيادة من اهتمامك " بلطف مع تجنب القسوة " و خدي شوية من اهتمامه لاخواته علشان يحبهم و يعرف انه مسؤول عنهم
على هامش الموضوع
" بيخاف مني لكنه مش بيسمع الكلام " " بس نفسي اعقبه ويسمعلي "
لما يحبك هيسمع كلامك اكتر من لو خاف منك و كمان الخوف بيخليه لما يكبر سلبي و شخصيته ضعيفة
من الآن رغم أنهم مازالوا صغارا أكثري من الدعاء لهم بأن يهديهم الله لك و أن يجعلهم من الصالحين
احرصي من الآن ألا يصل إلى سمعهم و أبصارهم إلا الخير لأن نشأة الطفل هي أهم ما يكون شخصيته
( ابعدي عنهم الغناء و الأفلام و أكثري من تشغيل القرآن و حدثيهم عن أمور الدين كثيرا بمجرد أن يفهموا كلامك )
إذا كان لديك طفل كثير الكلام أو كثير الأسئلة فلا تأمريه بالسكوت بل كلميه و أجيبيه و أعلمي أن هذه علامة على ذكائه
أعتذر على الإطالة لكن أردت أن أنقل لك كل تجربتي مع أولاد أحد أقاربي