تنظم رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بجمهورية جيبوتي مؤتمرا بعنوان "مسلمو شرق إفريقيا.. الواقع والمأمول". ويتناول المؤتمر المشكلات التي تواجه المسلمين في هذه المنطقة من صراعات وانقسامات ومغالاة بعض الأطراف، كما يقدم اقتراحات لحل تلك المشكلات.
ورعى إسماعيل عمر جلية رئيس جيبوتي فعاليات المؤتمر الذي بدأ اليوم بقاعة قصر الشعب للمؤتمرات بجيبوتي، وبحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي. كما شارك فيه نخبة متميزة من الباحثين والمسئولين في هيئات ثقافية ومؤسسات علمية لتدارس شؤون مسلمي شرق إفريقيا في الواقع الماثل والآمال المستقبلية.
ورحب معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف بجمهورية جيبوتي حامد عبدي سلطان بالمشاركين في المؤتمر من الدول الإسلامية وشرق إفريقيا، وأشار في كلمته إلى أن هذا المؤتمر يأتي ليرسخ مبدأ التعاون ما بين جيبوتي ورابطة العالم الإسلامي، مؤكدا على واجب العلماء والدعاة لإيجاد الحلول للمشكلات التي يواجهها المسلمين.
وبين أن المؤتمر يهدف إلى دعوة المسلمين لمراجعة حياتهم والاستفادة من دينهم الذي يأمر بالتعاون والتعايش بعيدا عن أي نوع من أنواع الصراعات. ورأى أن تسليط الضوء على شرق إفريقيا يؤكد أن هذه المنطقة كانت مكانا آمنا للدعوة الإسلامية الأولى.
ومن جانبه، ألقى مدير جامعة مقديشو الدكتور علي الشيخ أحمد أبو بكر كلمة أشار فيها إلى أن هناك مشكلات وتحديات داخلية وخارجية تواجه منطقة شرق إفريقيا منها تشرذم القوى وتفرق الجهود وضعف التعاون بين المسلمين وبروز العولمة التي أظهرت تيارات ثقافية عديدة أثرت على المسلمين في المنطقة.
وبين أن حل تلك المشكلات والتحديات تبدأ بالعمل الإسلامي المشترك وتنشيط أعمال الدعوة وحماية الشباب من الانحراف والغلو والتطرف والتشدد، مما يتطلب وضع مناهج للتعليم لتحقيق الهدف الإسلامي في تنشئة الأجيال تنشئة صالحة ومتوازنة، علاوة على الاهتمام بالمساجد وتأهيل الدعاة.
كما ألقى الأمين العام للرابطة الدكتور التركي كلمة قال فيها إن منطقة شرق إفريقيا مرت بظروف كثيرة وتراجع بسبب الاستعمار وآثاره عليها مما دعا إلى عقد هذا المؤتمر لتقديم المزيد من الأبحاث والدراسات في واقع المسلمين في شرق إفريقيا لمعالجتها ووضع الحلول الناجعة لها.
وأضاف: "إن الأمة الإسلامية تمر بتحديات جمة ومعاناة كثيرة بسبب ضعفها وتشتتها وبعدها عن الدين الإسلامي قولا وعملا"، مبينا أن على العلماء والدعاة والحكام المؤسسات الإعلامية مواجهة تلك التحديات من خلال التعاون والتعاضد والالتفاف والاقتداء بما جاء في القران الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وتابع: "لقد أتى على شعوب هذه المنطقة حين من الدهر كانت أشتاتاً من القبائل المنتشرة في المناطق التي تتوفر فيها أسباب الحياة من الرعي والفلاحة والصيد البحر لا يصل بينها واصل حتى أشرق عليها الإسلام بنور العلم والإيمان ففتح بين فئاتها قنوات التعارف والتآلف والتعاون كسرت حواجز اللغات واللهجات وصهرت المجموعات العرقية والقبلية مع المجموعات التي هاجرت إليها من مناطق مجاورة في أمة واحدة سجلت صفحات مشرقة في التاريخ الوسيط".
وأضاف "لا شك أن المستوى الذي بلغته شعوب هذه المنطقة في ذلك العهد الزاهر يَمُتُّ بأسبابه إلى الوحدة والأمن والاستقرار الذي كانت تنعم به في ظل الحكم الإسلامي والذي انعكس بآثاره الإيجابية على تعزيز خطوط التواصل بين أطراف العالم الإسلامي وازدهار الملاحة البحرية والحركة التجارية والسياحية قبل أن يُحكم الاحتلال البرتغالي سيطرته عليها ويقطع أوصالها ويطمس معالمها الحضارية الخلابة ويحولها إلى منطقة صراع لعشرات السنين مشيرا إلى أن الفترة الطويلة الحالكة من الاستعمار الذي جثم على أرض مسلمي شرق أفريقيا فنهب خيراتها وأفقد أهلها كثيراً من قوتهم وأضعف صلتهم بدينهم وأمتهم ومزق وحدتهم وأركسهم في الجهل والتخلف".
وبين فخامته أن على العلماء دور بارز ومنتظر لتذكير الناس بحقائق التاريخ وقوة الإسلام الذي ما زال ولله الحمد يمثل قوة في العلاقات والحوار والتعايش والبناء الحضاري متمنيا أن يخرج المؤتمر بالتوصيات التي تعالج المشكلات والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي بشكل عام وفي منطقة شرق إفريقيا بشكل خاص وفي مقدمتها العنف وصور الضعف الديني والاجتماعي والسياسي علاوة على جعل المؤتمر منبرا للتواصل بين دول شرق إفريقيا لما فيه خدمة شعوب المنطقة.
وعقد المؤتمر اليوم جلستين الأولى ناقشت محور "الإسلام في شرق إفريقيا" من خلال الموضوعات المتعلقة بالتطور التاريخي لانتشار الإسلام والإمارات الإسلامية تاريخها وملامحها وكذلك اللغة العربية وأثرها وانتشارها ومسلمو إفريقيا الشرقية وأثرهم الحضاري في قارة إفريقيا. وترأسها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. أما الجلسة الثانية فتناولت محور "واقع الإسلام والمسلمين في شرق إفريقيا" من خلال الموضوعات المتعلقة بأسباب تخلف المسلمين وضعفهم والغزو الأجنبي وسياسته إلى جانب التمزق الفكري والتناحر القبلي وأثرهما في المجتمع المسلم، وترأسها مدير جامعة أم درمان الإسلامية الدكتور محمد عثمان صالح.
http://almoslim.net/node/111771