قال مرشد الثورة علي خامنئي اليوم إن النظام الإسلامي والشعب الإيراني لن يرضخا للضغوط بشأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة مع اقتراب الأزمة المرتبطة بها من نهاية أسبوعها الثاني، مؤكدا على التمسك بالقانون.
ونقلت قناة العالم عن خامنئي تأكيده أعضاء مجلس الشورى الإسلامي لدى استقباله لهم "على ضرورة تطبيق القانون مضيفا أن النظام أو الشعب "لن يتراجعا بالقوة".
واعتبر المرشد الإيراني أن "تجاهل القانون يجرّ إلى الديكتاتورية، وتضييع مصالح الشعب" داعيا إلى التعاون مع الحكومة. وحث كذلك على وحدة المواقف خصوصا "في الظروف الراهنة التي يتربص فيها الأعداء نقاط الضعف في البلاد".
لا تراهنوا
وقال مراسل الجزيرة في طهران إن كلام المرشد جاء بعد أسبوع من خطبة الجمعة الماضية وفيه رسالة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب يقول فيها لا تراهنوا على الأزمة الداخلية وهي في طريقها للحل بعد أن ضبط إيقاع الشارع الإيراني من خلال الانتشار الأمني.
وقال المراسل إن خامنئي دعا أيضا المرشحين الثلاثة الخاسرين كذلك إلى عدم الاحتكام للشارع.
وتشهد إيران منذ إعلان نتائج الانتخابات التي أجريت في 12 يونيو/حزيران أزمة هي الأولى منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية حيث شكك ثلاثة مرشحين خاسرين بنتائجها وخرج الآلاف إلى الشوارع في إطار احتجاجات ترافقت مع انشقاق في المؤسسة الدينية إزاء النتائج.
جاء ذلك بعد سحب محسن رضائي أحد المرشحين المهزومين بالانتخابات شكواه بشأن عمليات التصويت بعيد تمديد خامنئي المدة المخصصة لتسلم الشكاوى.
ووجه رضائي اليوم رسالة إلى مجلس صيانة الدستور –أحد أقوى مؤسسات الحكم بإيران- قال فيها إن الوضع السياسي والاجتماعي والأمني دخل مرحلة حساسة وحاسمة "هي أهم من الانتخابات ذاتها" حسب معلومات وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان التلفزيون الإيراني أعلن أمس أن الزعيم الأعلى علي خامنئي قبل طلبا من مجلس صيانة الدستور بتمديد مهلة تلقي الشكاوى الخاصة بالانتخابات والنظر فيها لمدة خمسة أيام.
وذكر المجلس في وقت سابق أنه مستعد لإعادة فرز 10% من الأصوات عشوائيا، لكنه استبعد إلغاء الانتخابات الذي طالب به كل من المرشحين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
سيطرة ميدانية
في غضون ذلك تمكنت شرطة مكافحة الشغب وعناصر التعبئة التابعة للحرس الثوري من السيطرة على الميادين الرئيسية في طهران بعد أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وسط ترقب لما إن كان الإيرانيون سيستجيبون لدعوة أطلقها أحد علماء الدين المعارضين للحداد غدا على أرواح الضحايا.
وأدت الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة أيام إلى انقسام في المؤسسة الدينية ومقتل 17 شخصا من الرافضين للنتائج عشرة منهم قتلوا السبت وسبعة مطلع الأسبوع الماضي.
وصرح موسوي مرارا بأن أنصاره لا يقفون وراء أعمال الشغب في حين اتهمت السلطات الإيرانية الغرب بالتحريض عليها ونشرت صحيفة كيهان المحافظة وصحف أخرى اليوم ما اعتبرته اعترافات لبعض هؤلاء بأنهم تحركوا بإيحاء من القنوات الإخبارية الأجنبية.
ودعا آية الله العظمى حسين علي منتظري -وهو من المعارضين ولكنه يظل واحدا من أكبر علماء الدين في إيران- إلى إعلان ثلاثة أيام من الحداد الوطني على المحتجين القتلى اعتبارا من اليوم الأربعاء.
وقال منتظري -الموضوع تحت الإقامة الجبرية منذ نحو ثمانية أعوام، في بيان على موقعه على الإنترنت- إن "مقاومة مطلب الشعب حرام شرعا".
بالمقابل نسبت وكالة رويترز للأنباء إلى مسؤول قضائي كبير في إيران يدعى إبراهيم رياسي قوله في مقابلة تلفزيونية مع إحدى المحطات الإيرانية إن القضاء سيتعامل مع ملفات المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة بطريقة تلقن المتظاهرين درسا "رادعا".
رشى CIA
واتهم وزير الداخلية الإيراني اليوم بعض المتظاهرين بتلقي رشى من وكالة المخابرات الأميركي CIA.
في السياق قال صحفي يعمل في صحيفة كلمة سابز المقربة من موسوي إن السلطات اعتقلت هيئة تحريرها المكونة من 25 صحفيا بينهم خمس نساء.
المصدر