بسم الله الرحمن الرحيممشكلة اجتماعية خطيرة، يتجاهلها ويغض الطرف عنها الكثيرون... ألا وهي...جهلنا بتاريخنا وأبطالنا... فإن معرفتنا عن أبطال الإسلام لا تكاد تكون أكثر من معرفة لاسم.عظماء الإسلام المنسيين
فسوف تجد أناسا ً لشدة جهلهم بتاريخهم لا يعرفون حتى من فتح الأندلس أو القسطنطينية! وعلى النقيض ...لو سألت عن شخصية كهتلر مثلا، فسوف تجد الكثير ممن يهتف بـ "نعم ! القائد النازي العظيم! الذي قتل وأحرق اليهود! إنه مثلي الأعلى !"
قد يتعجب البعض من هذا الكلام، لكن إليكم هذه الحادثة التي وقعت لي في أيام الثانوية:
كان أحد أساتذة الإسلامية يشرح لنا عن تاريخ الإسلام ... حتى وصل في كلامه إلى موقف ما حيث قال:" وعندما فتح العثمانيون بقيادة السلطان محمد الفاتح الأندلس..." حينها قاطعته في استنكار: " العثمانيون فتحوا الأندلس؟!" فرد علي : "إذا من؟" فأجبته: " إنهم الأمويون بقيادة موسى بن نصير و طارق بن زياد!!"
فارتبك وقد أصابه الخجل من جهله وقال في تلعثم: "آه... نعم...صحيح!"
تخيلوا معي! هذا الأستاذ الذي كاد يوصلإلى من يستمع إليه ، معلومة لا تدل سوى على الجهل ، فما أسوأ هذا الحال الذي وصلنا إليه!
لكن ما هو الضرر في جهل الناس بمثل هذه الشخصيات؟
إن كثيرا من الناس يحاولون البحث عن شخصية عظيمة تكون مثالا لهم وقدوة، وعندما يبدؤون بالبحث يجدون أقرب الشخصيات إليهم تلك التي يرونها في المسلسلات والأفلام المنتشرة في أيامنا هذه، والتي يكون أبطالها في أغلب الأحيان شخصيات أجنبية غربية أو شرقية.
فنجد في الأشخاص المتابعين لمثل هذه الأشياء ميلاناً إلى هؤلاء الأبطال وإلى طرقهم المعيشية والثقافية فيتحولون إلى تقليدهم واتباع أثرهم وبطبيعة الحال الابتعاد عن ثقافتهم وتقاليدهم مما يعكس خطرا على المجتمع.
حل هذه المشكلة صعب، لكنه ليس مستحيلاً، يحتاج إلى الصبر والعمل الجاد كما أن هناك طرقاً كثيرة لذلك، فمن الواجب علينا أن نقوم بتوعية الناس وحثهم على اكتشاف هؤلاء الأبطال واتباع أثرهم ، وانظر إلى أثر فلم "عمر المختار" على من شاهده ترى بداية الطريق.
وبالله التوفيق