الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على اله و صحبه و التابعين
أم بعد:
نبدأ باذن الله اليوم أول جلسات مراجعة كتاب الصيام
الجلسة # 1/15
و فيها ذكر طرق اثبات الشهر الكريم
كتاب الصيام
و هو لغة: الامساك
و منه قوله تعالى ( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً ) صوما أي إمساكا عن الكلام
و شرعا: إمساك عن أشياء مخصوصة بنية في زمن معين من شخص مخصوص.
و صوم شهر رمضان أحد أركان الإسلام وفروضه
لحديث ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان
رواه البخاري رحمه الله
فرض في السنة الثانية من الهجرة فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات اجماعا
وكان فرض صيام شهر رمضان على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: فرض صيام عاشوراء فإنه كان في أول الأمر كان صوم عاشوراء واجباً.
المرحلة الثانية: فرض صيام رمضان, لكن على التخيير بينه وبين الإطعام كما في آية البقرة ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾[البقرة: 184]، يعني: أن الصيام خير من الإطعام فكان في المرحلة الثانية من شاء صام ومن شاء لم يصم وأطعم عن كل يوم مسكيناً.
المرحلة الثالثة: فرض صيام شهر رمضان على التعيين من غير تخيير بينه وبين الإطعام وإنما على التعيين وذلك لقول الله- تعالى-: ﴿ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾[البقرة: 185].
والمستحب قول شهر رمضان ولا يكره رمضان بإسقاط شهر
و قد روي في حديث "موضوع" لا تقولوا جاء رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله ولكن قولوا جاء شهر رمضان"
باب ما يثبت به الصوم و الفطر
يجب صومه برؤية هلاله, و اذا رأى الهلال فعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
روى الامام احمد رحمه الله عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال : اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله
صححه الشيخ أحمد شاكر و الشيخ الألباني رحمهما الله
و أما حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال ؛ قال هلال خير ورشد ، آمنت بالذي خلقك ؛ ثلاث مرات . ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا فهو" ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم و لا يعمل به"
فإن لم ير مع الصحو كملوا عدة شعبان ثلاثين يوما ثم صاموا
وإن حال دون منظره غيمأو قتر أو غيرهما ليلة الثلاثين من شعبان لم يجب صومه قبل رؤية هلاله أو إكمال شعبان ثلاثين
لحديث ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الشهر تسع وعشرون ليلة ، فلا تصوموا حتى تروه ، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين
رواه البخاري
و صوم اليوم الذي يشك فيه منهي عنه
جاء في الاثرعن صلة بن زفر قال: كنا عند عمار بن ياسر [ في اليوم الذي يشك فيه ] فأتى بشاة مصلية فقال : كلوا ، فتنحى بعض القوم ، فقال : إني صائم . فقال عمار : من صام اليوم الذي شك فيه فقد عصى أبا القاسم
رواه الخمسة الا أحمد و صححه الترمذي و الألباني و هو في البخاري معلقا
و لان الأصل بقاء الشهر فلا ينتقل عنه بالشك
و دخول الشهر لا يعتبر بلا مستند شرعي كحساب ونجوم بل المعتبر الرؤية
و قد نظر مجلس اللجنة الدائمة للافتاء في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب ، وما ورد في الكتاب والسنة ، واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك ، فقرروا بإجماعٍ عدمَ اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية
و الواجب الصيام إذا ثبتت رؤية الهلال ولو بواحد عدل من المسلمين "بشرط قوة البصر" بخلاف باقي الاشهر
فعن ابن عمر قال : تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه
رواه أبوداود و صححه الألباني
فائدة: وإن رأى الهلال نهار فهو لليلة المقبلة قبل الزوال أو بعده أول الشهر أو آخره فلا يجب به صوم ولا يباح به فطر
و الصوم يجب على كل شخص مع أهل بلده, مع الإمام وجماعة المسلمين, فلا يصوم حتى يصوموا و لا يفطر حتى يفطروا
لحديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون
رواه الترمذي و صححه الشيخ الألباني رحمه الله
فمطالع الأهلة تختلف ، ومع اختلافها فلكل بلد رؤيته ، ولا يلزم الصوم برؤية الهلال في البلد الآخر .
و عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته قال نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه قال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
.... نتبعه ان شاء الله ببعض الفتاوى في الباب......