السلام عليكم...
فتاة افغانية فى عمر الزهور يتم زفها لذلك العجوز المتسلط, و فى ليلة دخلتها يهديها هدية ساخرة و يخيرها بين عدة ( اقفال ) ليكون زخرفاً على بابها و بيتها الجديد...
فهكذا تحكى لنا افلام هوليود كيف يعيش الاطفال و النساء تحت سيطرة طالبان.
فعلاً افلام مثيرة و جميلة و مؤثرة, لكن هل هى تمثل الرأى الافغانى ام تثمل نظرة الغرب من خلال عدساتهم الغير واقعية....
أفغانستان بلد لم يعرف الامان منذ عقود, فكنا نناديهم بالمجداهدين الابطال فى حربهم ضد الروس. و اليوم الامر اختلف. و انقسمت الاراء و كل حزب بما هم فيه فرحون.
فبعد حرب الروس و استقرار الحكم لطالبان, بدأت تخرج علينا قصص ابطالها اطفال ترويها لنا نساء و رجال عاشو فى احضان السلام و بعيداً عن النزاع و الالغام....
حتى نكون منصفين للحركة وعدم الانجرار وراء آلة الإعلام الغربية و العربية في استغلال أخطاء طالبان لتشويه والتشكيك في صلاحية النظام، فإنه ينبغي أن ننظر إلى زوايا ومشاهد أخرى في تجربة الحركة والخروج بنظرة موضوعية
أولاً: ينبغي أن ندرك أن طالبان تحكم الشعب الأفغاني, هذا الشعب الطيب المسكين, عانى طيلة حياتة الشدة و القسوة فى جميع مجالات المعاملة,
فلا نستطيع ان نقارنة برفاهية المجتمعات العربية او الغربية ، فعندما تمنع الحركة النساء من التعليم بعد سن البلوغ وعمل المرأة فإنها تبرر ذلك بعجزها عن توفير التعليم والعمل للذكور بسبب ظروف الحرب والفقر التي تعانى منها البلاد, ثم إن الحركة لم تسحب المرأة من مواقع التعليم والعمل وتسجنها في منازلهم؛ لأنها أصلاً لم تخرج لهذه الميادين، فطبيعة المجتمع الأفغاني المبالغ في التشدد تجاه كل ما يمس المرأة واختلاطها بالرجال يتقبل مثل هذه الإجراءات دون حرج لهم هم فقط؛ لأن هذه هي ثقافة المجتمع المنحرفة بسبب الحروب و الفقر و العصابات...الخ،
هناك بعض الفتيات الكابُوليات او افغانيات التي تستخدمها بعض وسائل الإعلام لاستنكار همجية وتخلف الحركة الحاكمة فهذه النماذج التي تتلقفها وسائل الإعلام لا تعبر عن موقف ورَدَّة فعل الشارع الأفغاني تجاه سياسة طالبان،لكن هذا لا يعنى ان طالبان على صواب, فالمجتمع يعتبر مجتمع منحرف فكرياً مقارنة بالعالم ككل و بالمجتمعات الاسلامية بخصوص.
فهاهم يخوضو معركة جديدة امام خصم جديد, بغض النظر عن المسببات, فهم شعب لا يفقه غير لغة القتال و الموت. فهل هذا بطولة منهم ام انهم ضحية هذا الزمان تأمر عليهم اهل الغرب و العرب؟
ربما لو ساهم الامريكان و من والاهم ببذل نصف او ربع نفقة جيوشهم فى افغانستان و فتح مدارس و مصانع تلهى الشعب عن القتل و الحرب و الفقر. لعلنا سوف نرى افغانستان مواكب للمجتمع العالمى بعيداً عن الانحراف الفكرى و النفسى.
او على الاقل ان يعتبر الغرب من لورانس العرب فى ملخصته التى تحتوى على 27 فقرة. فالمجتمع الافغانى قريب جداً من المجتمع العربى. ربما لو استعانو بهذة الملخصة, قد نرى تغير جذرى فى افغانستان. و كنت اتمنى ان ارى تدخل عربى لانقاذ الافغان فهم اقرب لنا من الغرب, و لعل هيبتنا يكون لها اثر اقوى من تدافع الغرب وراء سرابهم الدمقراطى...
و عليكِ منى سلام يا ارض افغانى