({ تعاليم قرآنية تتعلّق بالترابط والتكافؤ الإجتماعي })ِ
({ تعاليم قرآنية تتعلّق بالترابط والتكافؤ الإجتماعي })ِ
قال الله تعالى:{{ إنَّ اللّهَ [ يَأْمُرُ ] (1) بِالْعَدْلِ (2) وَالإِحْسَانِ (3) وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى [ ويَنْهَى ] عَنِ (4) الْفَحْشَاء (5) وَالْمُنكَرِ (6) وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }}.. النحل آية 90 .
وقال تعالى:{{-1- وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ (2) وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً (3) إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }}..النحل 91 .
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( هذه أجمع آية في القرآن لخير يُمتثل ، ولشرّ يُجتنب ))..
وقال إبن عطيّة: (( <<العدل>> هو كلّ مفروض من عقائد وشرائع في أداء الأمانات ، وترك الظلم ، والإنصاف ، وإعطاء الحقّ ))..
*** فعَنْ اَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : [[ اِنَّ النَّاسَ اِذَا رَأوْا ظَالِمًا فَلَمْ يَأخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أوْشَكَ اَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ]].َ رواه أحمد والترمذي ، وقال حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
*** وعنْ أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:[[أنْصُرْ اَخَاكَ ظَالِمًا اَوْ مَظْلُومًا]]. قَالُوا( يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا))؟! قَالَ : [[ تَأخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ ]] . رواه البخاري وغيره .
والحكمة في ذلك أنّ الشرع جاء بالإنتصار من الظالم ، وأخذ الحقّ منه ، وإيصاله إلى المظلوم ..
وقال النقّاش ، يُقال : (( (1) "زكاة العدل" < الإحسان > ، (2) "وزكاة القدرة" <العفو> ، (3) وزكاة الغنى" < المعروف > ، (4) وزكاة الجاه" < كتب الرجل إلى إخوانه >، ( وهي الشفاعات التي يكتبها [صاحب الجاه والمكانة] ليشفع عند إخوانه لمن كان بحاجة إلى شفاعة ، ليتمكّن من قضاء حوائجه بواسطتها)..
و<< الإحسان >> هو فعل كل مندوب إليه ))..
وقسّم القاضي الأندلسي إبن العربي"العدل" الى 3 أقسام :
1ــ (( فمرّة يكون"العدل" بين العبد وبين ربّه، وذلك بإيثار حقّه تعالى على حظّ نفسه، وتقديم رضاه على هواه ، والإجتناب للزواجر، والإمتثال للأوامر ..
2ــ (( ومرّة يكون"العدل"بين العبد وبين نفسه، وذلك بمنعها(اي النفس) ممّا فيه هلاكها.. قال تعالى:{{ ونهى النفس عن الهوى }}.. وعزوب الأطماع عن الاتـّباع ، ولزوم القناعة في كلّ حال ومعنى ..
3ــ (( ومرّة يكون"العدل" بينه وبين الخلق، وذلك ببذل النصيحة، وترك الخيانة فيما قلّ أو كثر، والإنصاف من نفسك لهم بكل وجه ، ولا يكون منك إساءة على احد بقول ولا بفعل ، لا في سرّ ولا في علن.. والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى.. وأقلّ ذلك الإنصاف وترك الأذى ))..
وقال القرطبي : (( إن الله تعالى يُحبّ من خلقه "إحسان بعضهم إلى بعض"، حتى أنّ الطائر في سجنك (قفصك)، والسنـّور (الهرّ) في دارك ، لا ينبغي أن تقصّر تعهدّهم بإحسانك ..
" فالإحسان " هو إتقان العبادة، ومراعاتها بأدائها المصحّحة والمكمّلة، ومراقبة الحقّ فيها ، وإستحضار عظمته وجلاله حالة الشروع ، وحالة الإستمرار..
*** وهو المراد بقوله عليه الصلاة والسلام:[[ أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ]].. رواه البخاري.
قال تعالى:{{ وإيتاء ذي القربى }}، أيّ الأقرباء ، فيعطيهم المال كما قال تعالى:{{وآت ذا القربى حقـّه}}، يعني صلته . وإنما خصّ ذا القربى ، لأن حقوقهم أوكد ، وصلتهم أوجب ، لتأكيد حقّ "الرحم" التي اشتقّ الله تعالى إسمها من إسمه ، وجعل صلتها من صلته ، ولاسيما إذا كانوا فقراء ..
*** فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [[ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ ، ــ قَالَتْ الرَّحِمُ: ((هَذَا مَقَامُ الْعَائِذ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ))؟؟
ــ قَالَ (الله تعالى):{{نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ؟ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ}}؟؟؟
ــ قَالَتْ (الرَّحِمُ): ((بَلَى يَا رَبِّ)).. ــ قَالَ (الله تعالى):{{ فَهُوَ لَكِ }}..
ــ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ:{{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }} (سورة محمد،آية 22) ]]..
رواه البخاري ومسلم .
قال تعالى:{{ وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي }}..
قال ابن عباس: (( {{الفحشاء}} أوالفحش هو الزنى .. وهو كل قبيح من قول أو فعل .. و{{المنكر}} هو ما أنكره الشرع بالنهي عنه .. وهو يعمّ جميع المعاصي ، والرذائل ، والدناءات ، على اختلاف أنواعها ..
و{{البغي}} هو الكبر، والظلم ، والحقد ، والتعدّي.. وحقيقته تجاوز الحدّ.. وهو داخل تحت المنكر .. وخصّه بالذكر إهتماما به لشدّة ضرره، لهذا فلا ذنب أسرع عقوبة من البغي..
فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [[ مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ ، مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَالْبَغْيِ ]] رواه البخاري في الأدب المفرد .
وجاء في إحدى الحكم(لو بغى جبل على جبل، لجعل الباغي منهما دكّا)).
قال تعالى:{{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً }} ، فهو لفظ عام << لجميع ما يعقد باللسان ، ويلتزمه الإنسان>> من بيع، أو صلة، أو مواثقة، في كلّ أمر موافق للإسلام.
قال تعالى:{{ ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها }}،أي بعد تشديدها وتغليظها.. يقال توكيد وتأكيد ، ووكّد وأكّد.. وإنما قال بعد توكيدها فرقا بين اليمين المؤكّدة بالعزم، وبين لغو اليمين..
قال الإمام مالك(بأنّ التوكيد هو حلف الإنسان في الشيء الواحد مرارا، يردّد فيه الأيمان ثلاثا أو أكثر من ذلك..
قال فكفـّارة ذلك واحدة مثل كفـّارة اليمين))..
وقال يحيى بن سعيد: (( العهد هو"اليمين"، ولكن الفرق بينهما هو أنّ "العهد" لا يُكفـّر (عنه مثل كفارة اليمين).. وأما "اليمين بالله" فقد شرع الله سبحانه فيها الكفـّارة ))..
قال تعالى:{{ وقد جعلتم الله عليكم كفيلا }}، يعني شهيدا عليكم من الغدر والتلاعب في حقوق العباد الذين وثقوا بكم وبعهودكم لهم بواسطة اليمين بالله..
*** فعَنِ إبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
[[ إِنَّ الْغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ : هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ]].
رواه البخاري.
#############################
وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد
احم احم
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chris
