إن الحمد لله تعالى نحمده ، ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهد الله تعالى فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد..

أقضي الكثير من ساعات يومي متفكرا في هذه الدنيا ، وتدور بخلدي آلاف التشبيهات الغريبة ! وربما تورعت عن كتابة بعضها لشدة غرابتها.. لكن ، سبحان الله ! كل شيء غريب اليوم !.. ما بال الناس ؟ ما بالي ؟ ما هذا الطاعون الخفي الذي ضرب الكرة الأرضية فجعل أهلها "عباقرة" في كل شيء إلا في أمر خلقهم ، والسؤال عن خالقهم وعن ماذا ينتظرهم ؟؟

- - -



حرية ولكن.. !


يشوب الدنيا هدوء غريب..

السيارات تنساب بهدوء..

الماء ينسكب من الصنبور بهدوء..

الطفل الصغير يتقلب في فراشه بهدوء..

الأم في المطبخ تغسل الأواني بهدوء..

المذيعة المتبرجة تتكلم لتنقل أخبار الانفجارات و القتلى.. بهدوء !

رأسك يؤلمك بهدوء...

هكذا الدنيا.. يمكنك فعل أي شيء تريد بهدوء وبلا مشاكل.. يمكن أن تصلي بهدوء ، كما يمكن أن تثبت كاتم الصوت على مسدسك وتطلق النار على خصمك بهدوء.. إن لنا كامل الحرية ، ألم تلاحظوا هذا ؟؟

إن المعصية ليست مرة المذاق كما (يجب أن تكون) ، أنظر إلى وجوه الراقصين بإحدى العلب الليلية.. يبتسمون و يبدون سعداء لدرجة تثير الغيظ ! إذن فهم يستمتعون !.. هذا هو المشكل !

أردت أن أقول باختصار أن هذه الحرية التي أجازها الله عز وجل لعباده لشيء يبعث على الخوف ! لأن العبد قد يفعل المحظور.. وباستمتاع و تلذذ ، دون أن يرى العذاب الذي ينتظره !

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.