سأظل أحلم بهذا اليوم -1-
سألني أحدهم يوما: ”من أين أنت”
قلت له : “أنا مسلم”
فضحك و قال لي :”و أنا أيضا مسلم، و لكنني مسلم xxxx ( بإسم الدولة و الشعب الإقليمي الذي ينتسب إليه )، فمن أين أنت"
فقلت له على الفور : " أنت مسلم xxxx، لأن دينك الإسلام و شعبك السياسي الذي تؤمن بوجوده و بالإنتساب إليه هو شعب xxxx. "
فقال : "نعم، و ماذا في ذلك !!!"
فقلت له: " أما أنا، فأنا مسلم مسلم، لأن ديني الإسلام مثلك و لكن الشعب الوحيد الذي أفتخر بالإنتساب إليه هو (شعب المسلمين)، و لاأدري أن لي على هذه الأرض شعب غيره"
فضحك، و علمت أنه يظنني من هؤلاء الذي يؤمنون بالفلسفة و حب الكلام
فقلت له : "إن النظام العالمي اليوم يقوم على تمجيد وتعظيم الرابطة الإقليمية، و تمجيد حدودها الإقليمية، و تقديس مصالحها و أهدافها و أفرادها جميعهم، فوق كل شيء آخر. إنه إنتساب يراد به أن يكون للفرد المصدر الوحيد للعزة و المجد"
و إستطردت : "و أنا قد إخترت أن يكون الإسلام هو أساس عزتي و مجدي، و المهيمن الأول على تصرفاتي و أفكاري، و أن أضع سدا عاليا بيني و بين أعراف العالم الذي نعيشه، فلا يكون للدولة الحديثة تأثير علي"
من أجل ذلك سأظل أحلم باليوم الذي يتنبه فيه المسلمين إلى أن الإسلام يجب أن يكون تمييزهم الوحيد، لأن الدولة الحديثة بمفاهيمها تستمد قوتها التاثيرية من وجود شعوبها، و شعوبها تستمد قوتها من إعترافنا بوجودها و إستخدامنا لأسمائها. و لن نستطيع قتل تأثيرها على عوام الناس حتى ندرب المسلم أن له إنتماء واحد، و بالتالي فله إسم واحد. لأنه عند هؤلاء فقط سيكون للدين قيمة حقيقية و تأثير أساسي على أفكارهم و مشاعرهم، أين كانت درجة إيمانهم أو مقدار علمهم الشرعي أو إلتزامهم الإسلامي.
منقول من منتدى اسلامى
( من كانت الآخرة همة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع شمله، واتته الدنيا وهي راغمه ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرّق شمله ولم يؤتيه من الدنيا إلا ماقدّرله...)