في سابقة هي الأولى من نوعها، سمحت بلدية ريندسبرج الألمانية برفع الأذان عبر مكبرات صوت في مساجد المدينة، رغم اعتراض بعض الألمان الذين اعتبروا ذلك مصدرا للإزعاج. لكن رئيس البلدية أكد أن مستوى صوت الأذان لن يتجاوز زقزقة العصافير.
وردا على احتجاج بعض السكان على الإجراء غير الشائع في العديد من الدول الأوروبية، قال أندرياس بريتنر رئيس بلدية المدينة: "ليست هناك مبررات قانونية لمنع ذلك (الأذان في المكبرات)"، مؤكدا أنه سمح بتركيب مكبرات صوت ليرفع عبرها الأذان في الصلوات الخمس، وذلك للمرة الأولى بالمدينة.
وأوضح رئيس البلدية الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات له أمس الثلاثاء أن دراسة أجريت حول الأصوات التي تثير إزعاجا أثبتت أن قوة صوت رفع الأذان "لن تتجاوز مستوى صوت الراديو أو زقزقة العصافير".
وأضاف: "لون البشرة واختلاف الأصول والأجناس والديانات لا تلعب أي دور في مثل هذه القرارات، ونحن مرتاحون لقرارنا".
وكان مشروع الدعوة للأذان في المكبرات الذي تولاه المركز الإسلامي بالمدينة قد أثار انتقادات قسم من السكان الذين اعتبروا أن الدعوة للصلاة خمس مرات في اليوم "ستحدث ضجة".
وحاول معارضو رفع الأذان عرقلة الطلب الذي تقدم به المركز الإسلامي من خلال مبادرة حملت شعار "لا نداء علنيا للصلاة"، وجمعت 800 توقيع لمنع إعلان الصلوات عبر مكبرات الصوت، ولكن بلدية المدينة قد وافقت في النهاية على طلب المركز المسئول عن مسجد المدينة.
ويقيم في مدينة ريندسبرج أكثر من 28 ألف نسمة وتقع على بعد 100 كيلومتر من هامبورج، ومسجدها هو الأكبر في منطقة شلزفيج وهولشتاين مع مئذنتين بارتفاع 26 مترا لكل منهما، وتم تدشينه في خريف العام الماضي.
ويتزامن إقرار رفع الأذان عبر مكبرات الصوت مع توصية مجلس العلوم الطبيعية والإنسانية الأكاديمي في ألمانيا مؤخرا بضرورة إقامة مراكز للدراسات الإسلامية في جامعتين أو ثلاث من جامعات الولايات الألمانية لتعليم الباحثين والمدرسين والدعاة المسلمين بالأقلية المسلمة الكبيرة في البلاد.
ويعاني المسلمون في ولايات ألمانية أخرى من حملة عداء يشنها اليمينيين المتشددين، حيث يطالب ناشطوهم بمناهضة ما يسمونة "أسلمة أوروبا"، ويدعون إلى منع الحجاب في المدارس وتجريم ارتداء النقاب. كما يطالب هؤلاء بمنع بناء المساجد أو على الأقل منع بناء المآذن.
هؤلاء النازيون الجدد حملات ومظاهرات معادية للمسلمين بشكل منتظم، وبالتنسيق مع أقرانهم في باقي الدول الأوروبية. ومن أسوأ الولايات التي يعاني فيها المسلمون أوضاعا صعبة هي ولاية كاتالونيا التي شهدت العام الماضي مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني خلال جلسة محاكمة فازت فيها بحكم قضائي ضد الألماني المتعصب أليكس دابليو الذي كان سبها في حديقة عامة ووصفها بالإرهابية.
وسدد دابليو 16 طعنة نافذة إلى مروة عقب النطق بالحكم، فماتت على الفور وهي حامل في شهرها الثالث. كما أصيب زوجها إصابات شديدة وهو يحاول منعه من الاعتداء على زوجته أمام ابنهم ذو الأعوام الثلاثة.
وأثارت هذه الحادثة المؤلمة غضب الأقلية المسلمة في ألمانيا، وسط اتهامات للحكومة بالتأخر في رد الفعل على هذه الجريمة. ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بـ4 ملايين مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 82 مليون نسمة.
http://almoslim.net/node/123544
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Yamato
